كيف تستهدف إيران التأثير على الرأي العالمي؟

الأحد 19 أبريل 2020 09:02 ص

"يستهدف محاولة تشكيل الرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة".. هكذا سلط تقرير على موقع "راديو فاردا" الضوء، على الدور الذي تلعبه الدعاية الإيرانية في الخارج، لتحقيق مصالح النظام.

وقال كبير المتخصصين في الاقتصاد الإيراني والأسواق المالية والعقوبات والتمويل غير المشروع كاتب التقرير "سعيد قاسم نجاد"، إن هذه الدعاية ظهرت بوضوح خلال الأزمة الحالية لتفشي فيروس "كورونا" المستجد.

وأشار إلى أن هذه الحملة يقوم بها النظام الإيراني، من أجل رفع العقوبات بحجة التعامل مع الأزمة، على الرغم من أنه رفض الحصول على مساعدات طبية من الولايات المتحدة، ومن منظمات إنسانية، مثل "أطباء بلا حدود".

وحذر الكاتب من محاولات إيرانية لتشكيل الرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة، موضحا أنه في العقود الأربعة الأخيرة، استثمر هذا النظام بشكل كبير في بناء آلة دعائية في الداخل والخارج.

ولفت إلى أن الحملة الدعائية تستهدف بشكل خاص الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة، وذلك عن طريق مؤسسات حكومية متعددة وأخرى "غير حكومية" يسيطر عليها.

وحدد الكاتب بالأسماء المؤسسات التي تتولى هذه المهمة، مشيرا إلى أن لكل واحدة مهمة خاصة، لكن بعضها يتقاطع أحيانا.

وأشار التقرير إلى أسماء هذه المؤسسات وميزانيات بعضها من عام 2019 إلى 2021، وهي وزارة الخارجية، وإذاعة جمهورية إيران الإسلامية، والأجهزة الإعلامية التابعة للحرس الثوري، ومنظمات دينية منها منظمة التنمية الإسلامية، وجامعة المصطفى العالمية، ومكتب الدعاية الإسلامية في معهد قم.

ووفق التقرير، فقد بلغت ميزانية منظمة التنمية الإسلامية لعام 2020/2019 حوالي 172 مليون دولار، ولعامي 2021/2020 نحو 152 مليون دولار.

كما بلغت الميزانية المخصصة لجامعة المصطفى لعامي 2020/2019 حوالي 80 مليون دولار، وحوالي 79 مليون دولار للعامين التاليين.

أما مكتب الدعاية الإسلامية في معهد قم، فبلغت ميزانيته 39 مليون دولار، لعامي 2020/2019، وخصص المبلغ ذاته تقريبا للعامين التاليين.

وتشير الأرقام إلى زيادة حوالي 138% في ميزانية إذاعة جمهورية إيران الإسلامية، فقد زادت من 488 مليون دولار لعامي 2020/2019، لتصل إلى حوالي مليار و163 مليون دولار لعامي 2022/2021.

الأمر ذاته، ينطبق على قسم الإذاعة الأجنبية في إذاعة إيران الرسمية، الذي خصص له حوالي 75 مليون دولار في 2020/2019، لترتفع ميزانيته إلى 180 مليون دولار في العامين التاليين.

وخصصت إيران لـ"مشروع المغتربين" في وزارة الخارجية 30 مليون دولار في 2020/2019، و104 ملايين في 2021/2020 بزيادة 240%.

وحذر الكاتب من الدور الذي تلعبه وزارة الخارجية وقسم الدبلوماسية العامة، ووزيرها "محمود جواد ظريف" الذي استطاع أن يصنع لنفسه سمعة "مضللة"، وروج لنفسه باعتباره شخصية معتدلا.

وأوضح التقرير أن قسم الدبلوماسية العامة وقسم المغتربين في الوزارة، يقومان بحملة "تضليل"، منوها إلى أن الأخير يعمل على التأثير على ملايين المغتربين الإيرانيين، الذين يقيم معظمهم في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية.

وفي إطار هذه الجهود أيضا يجتمع مسؤولو النظام بانتظام مع الإيرانيين في جميع أنحاء العالم، وأسس عدد من هؤلاء الإيرانيين في الخارج، منظمات بهدف تخفيف العقوبات، والدعوة للمصالحة تجاه طهران.

وما يعكس أهمية الإيرانيين في الشتات، أن ميزانية 2021/2020 خصصت مبلغ 105 ملايين دولار لعمليات التأثير التي تستهدف الشتات، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف تمويل العام السابق.

ويأتي هذا التمويل على الرغم من الضغوط المالية الشديدة على النظام جراء العقوبات.

ومن خلال إذاعة جمهورية إيران الإسلامية، يعمل النظام على تشكيل الخطاب السياسي في الخارج مستخدما قنوات تلفزيونية موجهة باللغات الأجنبية الرئيسية مثل  (PressTV) الناطقة بالإنجليزية و (HispanTV) بالإسبانية.

وما يعكس أهمية هذه الإذاعة أن النظام خصص لها حوالي مليار دولار هذا العام، وستسمح الميزانية بتحويل 150 مليون يورو (حوالي 165 مليون دولار) لها من صندوق التنمية الوطني الإيراني.

ولا تتضمن هذه الميزانية العائدات الضخمة للإعلانات التي تحققها بفضل احتكارها للبث، وهو مبلغ يقدر بمئات الملايين من الدولارات، حسب الكاتب.

أما المؤسسات الدينية، فهي تركز بشكل رئيسي على تدريب رجال الدين الشيعة، وإرسال البعثات إلى جميع أنحاء العالم، لنشر الدعاية الشيعية.

ولفت إلى أن هدفهم هو إنشاء شبكة من الدعاة في كل بلد موالين لطهران، وهو جهد حقق نجاحا خاصا في أمريكا اللاتينية.

وحتى في الولايات المتحدة، هناك رجال دين متعاطفون مع طهران، يسافرون كثيرا إلى إيران.

وقامت جامعة المصطفى بتدريب نحو 50 ألف طالب من 122 دولة حتى الآن.

واللافت أن أحد المدرسين والمستشارين في الجامعة هو "محسن رباني"، الذي كان عميلا لسنوات في لدى الاستخبارات الإيرانية في أمريكا اللاتينية، وهو مطلوب لدوره في هجوم الإرهابي الذي وقع عام 1994 في الأرجنتين.

وركز التقرير على الدور الذي تلعبه وكالاتا "فارس" و"تسنيم" للأنباء التابعتان للحرس الثوري من خلال إعطاء المساحة للشخصيات المعادية لأمريكا، والمحتوى الذي تقدمه باللغة الإنجليزية، والمقابلات التي تجريها مع خبراء ومحللين غربيين يرددون دعاية طهران.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

رأي عام دولي رأي عام وسائل إعلام إيرانية نفوذ إيراني نفوذ إيران