استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الغد القادم: هندسة العقل أم صناعة العضل؟

الثلاثاء 21 أبريل 2020 08:16 ص

الغد القادم: هندسة العقل أم صناعة العضل؟

الاستثمار للمستقبل ليس بقرع طبول الحروب ولا مصلحة للبشرية تحت وطأة الجائحة في استمرار تراشق الاتهامات بين الدول.

المصالح الكونية لا تقبل الاستمرار في التصعيد أو التبشير بحرب عالمية جديدة، ولا السماح للانتهازيين من ركوب الأمواج والمتاجرة بمعاناة البشر.

ما هي الاستحقاقات المطلوبة من أهل الأرض لدى رسم ملامح نظام عالمي جديد بلا فساد واستبداد وخراب ودمار ودخان بارود ومخلفات كربون؟!

*     *     *

ظل البعض وربما الكثير من حراس المرمى يُشككون في إمكانية إحلال تطبيقات الذكاء الصناعي في واقع الحال، وذهب البعض باعتبار كل أو معظم ما قيل عن نتائج الثورة الصناعية الرابعة بأنه من لغو الحديث، ومحض الخيال العلمي، أو أنه مجرد أوهام حالمة من شأنها التشويش وإثارة القلق لدى القوى المحافظة ودوريات حرس الحدود للنظام العالمي الحالي.

بصيغة التحدي والتشفي أثار هؤلاء السؤال عن دور  الغائب المنتظر (تكنولوجيا الذكاء الصناعي) في مواجهة جائحة كورونا.

ولماذا تأخر هذا الذكاء في الكشف عن الوباء الذي انتشر بسرعة كبيرة عجزت عن ملاحقته واحتوائه منظمة الصحة العالمية العلمية، وانهارت أمامه أنظمة الوقاية الطبية والصحية في  دول الطبقة الأولى في العالم المتقدم.

في المقابل بصمت وهدوء ودون ضجيج، تصدى باحثون ومختصون لفك شيفرة الجينات المعقدة للفيروس.

لم تتأخر منظومة الذكاء الصناعي عن قبول التحدي ولم تنتظر التكليف من اي جهة بالكشف عن الإصابة، والبحث عن العلاج، أو المساعدة في التوصل إلى اللقاح المناسب لتطوير المناعة الإنسانية.

بعد أن قمعت الصين المحاولة الأولى في مهدها بكتم الصوت الذي سبق في التنبيه إلى حجم الكارثة والماساة، وبعد أن بدأ الوباء بالاجتياح، انطلقت المبادرات المتعدده في سباق مع الفايروس ومع الزمن أيضاً، وفي جميع الاتجاهات.

بعض الباحثين والمتخصصين في منظومة الذكاء الاصطناعي، أعلن بارقة الأمل في الكشف الذكي عن الإصابة، من خلال التعرف على بصمة الصوت، وليس فقط في معرفة وتمييز نغمة السعال

وبدأت بوادر الإنجاز في تطبيقات ذكية تستقبل بصمة الصوت الواقع تحت سيطرة فيروس "كوفيد- 19".

إذ يقوم هذا التطبيق بالتحليل والكشف عن نغمة التغيرات التي يحدثها الفيروس التاجي على صوت المصاب الحاضن أو الناقل له.

سينظر البعض باستغراب لهذا الحديث الذي لا يطرب المألوف، ولا يعجب الموروث، وسنجد هؤلاء في مقدمة الذين يدّعون الحكمة بأثر رجعي عندما يثبت القادم سوء تقديرهم!

 رحلة البحث لم تستأذن هؤلاء والتجارب والتحاليل بدأت ليس في تمييز بحة السعال للشخص المنكوب أو اهتزاز اوتاره الصوتية، بل حتى صوت التنفس المشحون بأنغام كورونا.

هذه الجهود ما زالت في مرحلة يجمع فيها الباحثون تسجيلات الكلام والسعال ويتم تغذيتها باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحديد ما إذا كان شخص ما مصابا بعدوى كوفيد-19 ام لا.

كاشف الصوت كما يسميه المنشغلون بهذا النطاق يتتبع البصمات الدقيقة لصوت المرء، والتي لا تكون مسموعة للمستمع غير المدرب ولكنها مع ذلك موجودة.

العبرة والخلاصة: الصوت الذي يهتف بنا، ولمن يهمه الأمر....

الاستثمار في المستقبل وللمستقبل لا يكمن في الاشتغال بقرع طبول الحرب وإشعال فتيلها، سواء أكانت تلك الحروب ساخنة أو باردة، وليس من مصلحة البشرية التي تئن تحت وطأة الجائحة استمرار تراشق الاتهامات بين الدول أو حتى بين مكونات وولايات الدولة الواحدة، ذلك أن المتاجرة وتوظيف المأساة من صفات تجار الحروب والكوارث.

فالمصالح الكونية لا تقبل الاستمرار في التصعيد أو التبشير بحرب عالمية جديدة، ولا السماح للانتهازيين من ركوب الأمواج والمتاجرة بمعاناة البشر، وإعادة البناء هو ما ينبغي أن يفكر به أصحاب القرار، والسؤال عن ماهية الاستحقاقات والتنازلات المطلوبة من سكان الكرة الأرضية، أو من يمثلهم في رسم ملامح النظام العالمي الجديد الخالي من الفساد والاستبداد والخراب والدمار ودخان البارود ومخلفات الكربون!

* زكي بني ارشيد الأمين العام السابق لجبهة العمل الإسلامي بالأردن.

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية