منظمة حقوقية دولية: سنتان على مذبحة «رابعة» والإفلات من العقاب سائد

الجمعة 14 أغسطس 2015 02:08 ص

قالت «الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان» إن عامين مرا على ارتكاب مذبحتي «رابعة العدوية» و«نهضة مصر»، في القاهرة الكبرى، وما زال الإفلات من العقاب سائدا في مصر، حاثة الاتحاد الأوروبي على مطالبة مصر بـ:التحقيق في اتهام الجيش والشرطة باستخدام غير قانوني للقوة، ووقف عقوبة الإعدام، وإلغاء قانون التظاهر، وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية حرية التعبير.

وفي بيان لها بمناسبة الذكرى الثانية للمذبحتين، اطلع عليه «الخليج الجديد»، قالت الفيدرالية، ومقرها باريس: «في مثل هذا اليوم قبل عامين، شن الجيش المصري وشرطة مكافحة الشغب هجوماً دموياً ضد مؤيدي الرئيس المخلوع محمد مرسي، مخلفين مئات القتلى وآلاف الجرحى».

وأضافت: «لقد شكلت عملية التفريق المأساوي للتجمعات في ساحتي النهضة ورابعة العدوية في القاهرة منعطف قاتم في حملة القمع التي تم شنها ضد المعارضة بما في ذلك المجتمع المدني والمتظاهرين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان؛ فبدلاً من تعزيز الاستقرار كما تدعي السلطات المصرية، تقوم الإجراءات القاسية هذه بتوسيع الحلقة المفرغة للعنف والإرهاب».

وتابعت: «في حين تتظاهر مصر بتأييد التوصية الصادرة في الاستعراض الدوري الشامل للأمم المتحدة التي تدعو لإجراء تحقيق في استخدام قوات الأمن القوة المفرطة والمميتة لتفريق الاحتجاجات السلمية، إلا أنها لم تبد أي التزام بإجراء تحقيقات فعالة ونزيهة».

ولفتت الفيدرالية إلى أنه «على الرغم من دعوات مماثلة أطلقها المجلس القومي لحقوق الإنسان لفتح تحقيق في أحداث ساحة رابعة العدوية، فشلت النيابة العامة في إجراء تحقيق شامل في مزاعم قيام ضباط الجيش والشرطة بالاستخدام غير القانوني للقوة؛ فمنذ شهر أغسطس/آب، 2013، لم تتم إدانة سوى شرطي واحد فقط بتهمة قتل المتظاهرة السلمية شيماء الصباغ».

وأشارت إلى أنه «لقد تم اعتقال عشرات الآلاف من المتظاهرين على خلفية الانتهاكات المزعومة لـ(قانون التظاهر)، الذي تخرق أحكامه المعايير الدولية الأساسية المتعلقة بحرية تكوين التجمعات». كما شهدت مصر في السنوات القليلة الماضية، وفق الفيدرالية ذاتها، «ارتفاعاً حاداً في أحكام الإعدام؛ حيث صدر 509 حكماً بالإعدام في عام 2014 مقارنةً مع 109 حكماً في عام 2013».

وقالت: «ما يزال المئات يقفون في طابور الأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام، بمن فيهم قادة حركة الإخوان المسلمين المحظورة فضلاً عن المئات المحكوم عليهم بالإعدام بتهم مزعومة بأنهم من أنصار مرسي».

ووفقاً لمنظمة «العفو» الدولية، أُعدم سبعة رجال في مصر في عام 2015 بعد محاكمات غير نزيهة بتاتاً، بما في ذلك المحاكمات التي تمت في محاكم عسكرية خاصة.

ووفقاً لحملة «لا للمحاكمات العسكرية»، تم محاكمة أكثر من 3000 مدني في محاكم عسكرية بين شهري أبريل/نيسان وديسمبر/كانون الأول من عام 2014.

وذكرت «الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان» أن هذا التوجه عززته سلسلةٌ من التغييرات التشريعية؛ ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2014، تم توسيع ولاية القضاء العسكري ليتم إنفاذها على أجزاء كبيرة من الأماكن العامة.

وبعد تبني قانون لمكافحة الإرهاب في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2014، تم طرح مشروع قانون آخر لمكافحة الإرهاب لإنشاء محكمة خاصة لها نظام قضائي وطعن استثنائيان.

ولفتت الفيدرالية إلى أن هذه الإجراءات يتم إقرارها دون رقابة برلمانية نظراً لعدم إجراء الانتخابات التشريعية حتى اللحظة، والتي كان من المفترض أن تعقد في صيف عام 2014.

ووفقاً لمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، تم تبني 160 قانوناً صادراً بمرسوم من رئاسة الجمهورية في مصر خلال العامين الماضيين.

التعذيب أمر شائع في مراكز الشرطة وأماكن الاحتجاز

وبخصوص التعذيب وسوء المعاملة وحالات الوفاة أثناء الاحتجاز، اعتبرت الفيدرالية أن هذا «أمر شائع في مراكز الشرطة وأماكن التوقيف الأخرى».

ولفتت إلى أن «مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف والتعذيب» وثق ما لا يقل عن 74 حالة وفاة تمت أثناء الاحتجاز منذ بداية عام 2015؛ إذ حصل العديد منها نتيجة عدم توفر الرعاية الطبية اللازمة وكذلك نتيجة التعذيب.

وفي ضوء ما سبق، حثت الفيدرالية الاتحاد الأوروبي على:

 

- دعوة السلطات المصرية إلى إجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة وفعالة في مزاعم قيام قوات الشرطة والجيش بالاستخدام غير القانوني للقوة.

- دعوة السلطات المصرية إلى سحب وإعادة النظر في قانون التظاهر.

- مطالبة الحكومة المصرية بفرض حظر على عقوبة الإعدام بهدف إلغائها.

- حث القضاء المصري على احترام الحريات الأساسية، بما في ذلك الحق في محاكمة عادلة وفقاً للمعايير الدولية، والإفراج الفوري عن جميع الأفراد الذين اعتقلوا لمجرد ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع وإسقاط التهم الموجهة إليهم.

- دعوة السلطات المصرية إلى إعادة النظر في قانون تكوين الجمعيات ليتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك مسألة الحصول على تمويل أجنبي.

- طلب الكشف عن مكان وجود جميع المعتقلين بمعزل عن العالم الخارجي ومنحهم على الفور فرصة رؤية عائلاتهم وفرصة تعيين المحامين والأطباء.

- حظر تصدير تقنيات المراقبة التي يمكن استخدامها للتجسس على المواطنين وقمعهم، وتعزيز فرض حظر على تصدير المعدات الأمنية أو المساعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في قمع المواطنين داخل البلاد.

يذكر أن «الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان»  تأسست في عام 1922، وتضم في عضويتها ١٦٤ منظمة في أكثر من مائة بلد من العالم، وهي منظمة مستقلة تعمل على تعزيز احترام كل الحقوق المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

  كلمات مفتاحية

مصر تعذيب انتهاكات حقوقية رابعة العدوية مذبحة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان

ماذا قال المشاهير في ذكرى مذبحة «رابعة»؟

«غارديان»: مذبحة «رابعة» حرمت «السيسي» من زيارة بريطانيا

مؤسسة «رابعة ستوري» تدشن متحف «رابعة العدوية» لتخليد ضحايا المذبحة

الأمن المصري يشن حملة اعتقالات ضد المعارضين قبل ذكرى فض «رابعة»

منظمة حقوقية: «السيسي» اعترف بارتكاب مجازر «رابعة والنهضة» وسيرتكب المزيد

مصر: دماء وموت وألسنة لهب.. ذكريات مذبحة «رابعة العدوية»

10 أسباب.. كي لا ننسى مذبحة «رابعة العدوية»

«رايتس ووتش»: مذبحة «رابعة» .. وقائع قتل ترقى لـ«جرائم ضد الإنسانية»