قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الخميس، إن (إسرائيل) تعمدت تحذير عناصر "حزب الله" في سوريا قبل استهداف موكبهم الأسبوع الماضي، تجنبا لقتلهم، وإشعال فتيل حرب مدمرة في لبنان.
وأوضحت الصحيفة أن الأحداث الأمنية الأخيرة في سوريا وعلى الحدود مع (إسرائيل)، كشفت، بحسب عدد من المسؤولين الإسرائيليين والشرق أوسطيين الحاليين والسابقين، عن تحول في قواعد الاشتباك بين الطرفين، واتباع استراتيجية مواجهة دون التسبب بإشعال فتيل حرب قد تكون كارثية في هذه المرحلة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر موال لإيران أن عناصر حزب الله في سوريا تلقوا مكالمات هاتفية مفاجئة من مسؤولين إسرائيليين لتحذيرهم بضرورة إخلاء مواقعهم قبل أن يتم استهدافهم في 14 أبريل/نيسان الجاري.
وأفادت الصحيفة بأن الصاروخ الأول الذي استهدف سيارة تقل عناصر من الحزب على الجانب السوري من الحدود مع لبنان، أخطأ هدفه عمدا، إذ كان بمثابة طلقة تحذيرية تهدف إلى إجبار العناصر على الفرار قبل تدمير السيارة التي تحمل معداتهم.
ووثق شريط مصور خروج ثلاثة عناصر من حزب الله من سيارة "جيب شيروكي" قبل الاستهداف الإسرائيلي، وبعدها بدا أن عناصر الحزب يدركون أن لديهم المزيد من الوقت، حيث عادوا لسحب معداتهم، وابتعدوا عن المكان قبل أن يدمر صاروخ ثان سيارتهم.
اسوء مسرحية شاهدتها بين حزب الله اللبناني واسرائيل..ضرب سيارة تابعة لقيادي في حزب الله في لبنان بطائرة اسرائلية مسيرة وذلك بعد اعطاء الركاب الوقت الكافي والكامل للفرار، وحتى كان هناك وقت لاخذ الحقائب😅✋ pic.twitter.com/zcSgC3MkFX
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) April 18, 2020
وأشارت الصحيفة إلى أن "سياسة التحذيرات التي اتبعتها (إسرائيل) قبل الضربة"، تعكس المخاوف الإسرائيلية من رد فعل حزب الله الذي قد يلجأ لترسانته الصاروخية.
ولفتت إلى أن الحذر الإسرائيلي قائم حتى فيما يتعلق بمنع "حزب الله" من الحصول على صواريخ موجهة عالية الدقة أو منع تطوير دقة صواريخه، مع أن الجيش الإسرائيلي كان قد عدّ ذلك خطًا أحمر وتهديدًا استراتيجيًا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن الاستراتيجية الإسرائيلية بـ"النقر على السطوح" عبر إطلاق صاروخ تحذيري ومن ثم استهداف السيارة "يسمح لنا بضرب حزب الله المرة تلو الأخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، دون أن يتم جرنا نحو حرب شاملة".
وذكرت مصادر الصحيفة أن سيارة الشوروكي التي تم استهدافها في سوريا، أقلت قياديًا في "حزب الله" يدعى "عماد كريمي"، وهو المسؤول عن تهريب الأسلحة المتطورة، وحيث تم رصد السيارة قادمة من لبنان إلى الداخل السوري، رغْم إعلان السلطات اللبنانية إغلاق الحدود إثر تفشي فيروس كورونا.
وتشن (إسرائيل) بشكل دوري هجمات بالصواريخ والمقاتلات على أهداف تابعة للنظام السوري و"حزب الله" تقول إنها تستخدم من قبل إيران وميليشياتها لتخزين أسلحة وذخيرة، أو تجمعات لمقاتلين، مما تعتبره تل أبيب تهديدا لأمنها.