صحيفة: التوتر يشوب علاقات مصر والجزائر

السبت 25 أبريل 2020 11:57 ص

قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن توترا بدا ظاهرا في العلاقات بين مصر والجزائر، خلال الآونة الأخيرة؛ حيث يتحفظ الرئيس الجزائري الجديد "عبدالمجيد تبون" على استمرار تبعية بلاده للموقف المصري، فيما ترغب القاهرة على احتواء النظام الجديدفي الجزائر.

الصحيفة، قالت في تقرير لها السبت، إن "تبون"، الذي وصل إلى السلطة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لم يتحمس للدعوات المتكررة التي تلقاها لزيارة القاهرة، وبينها دعوة شفهية وجهها الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" له خلال لقاء عابر بينهما في "مؤتمر برلين" مطلع العام.

ووفق الصحيفة، فإن الجنرال المصري، الذي كانت أول زيارة له عقب توليه السلطة في 2014، إلى الجزائر، للقاء الرئيس السابق "عبدالعزيز بوتفليقة"، أخفق في الوصول إلى صيغة توافقية مع النظام الجديد بقيادة "تبون"، الذي يسعى إلى استعادة مكانة بلاده بعد سنوات من التراجع.

وتراجع دور الجزائر بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، على خلفية مرض "بوتفليقة"، وعجزه عن حضور المناسبات العربية والدولية؛ حيث كان يكتفي بإدارة البلاد عبر مساعديه وشقيقه "سعيد"، الذين يواجهون حاليا اتهامات بالفساد أمام القضاء الجزائري.

ورغم محاولات "السيسي"، حسب صحيفة "الأخبار"، التنسيق مع "تبون" في عدد من القضايا، وبينها الأزمة في ليبيا، يتحفظ الرئيس الجزائري، ويضع اشتراطات تسببت في إعاقة أي مفاوضات مشتركة.

ويرفض "تبون" التبعية الجزائرية للموقف المصري في قضايا كثيرة، خاصة خلال الفترة التي خلا فيها موقع الرئاسة، وسنوات "بوتفليقة" الأخيرة.

إذ يعتبر -وفق الصحيفة، أن هذه التبعية ليس مرحباً بها الآن؛ لأن التغيير السياسي وضع رئيسا ونظاما قويا يسعى إلى أن يكون له دور إقليمي أساسي؛ الأمر الذي على الجميع إدراكه وخاصة مصر.

وبناءً على ذلك، أتى القرار بإرجاء القمة العربية الدورية التي كانت مقررة الشهر الماضي ضمن تحركات الرئيس الجزائري لاستعادة مكانة بلاده عربيا وأفريقيا، والسعي إلى "تقديم إصلاحات على هيكل الجامعة العربية خلال القمة المرتقبة، وفي مقدمتها تدوير منصب الأمين العام للجامعة ليكون متداولا بين جميع الدول، وليس مصريا فقط، فضلا عن خطوات أخرى تحظى بدعم عدد من الدول الأعضاء".

ونقلت الصحيفة، عن مصادر، أنه خلال زيارة "تبون" للسعودية ولقائه الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، أواخر فبراير/شباط الماضي، تحدث بوضوح عن رؤيته وموقفه من عدد من القضايا العربية، وفي مقدمتها الأزمة الليبية وإصلاح الجامعة العربية، وصولا إلى رفضه الانفراد المصري بالقرار في الشأن الليبي.

وبدا "تبون" مهتما أن يكون شريكا فعالا في الأزمة الليبية، والمناقشات حول مستقبل الوضع في ليبيا بعد أشهر من الجمود، رافضا الدور المصري المنفرد في عدد من الملفات في الشأن العربي عامةً والليبي خاصةً.

كما طالب "تبون" بإحياء آلية "دول الجوار الليبي" لحل الأزمة في هذا البلد العربي، بجانب احتجاجه على "التجاهل المصري لدور الجزائر وعدم إشراكها في الكثير من الأمور".

كما سبق أن شدد على أن بلاده لن تسمح بتهميشها مجدداً أو الحديث باسمها؛ ما يعني "ضرورة لتنسيق سعودي إماراتي مع الجزائر مباشرة، بجانب تنسيقهم مع مصر"؛ الأمر الذي يفسر زيارة وفد حكومة الشرق في ليبيا "عبدالله الثني" للجزائر وطلب الوساطة في الأزمة.

في المقابل، نقل مصدر مصري إن الرياض أبلغت القاهرة بالمطالب الجزائرية "بحكم التنسيق المشترك، لكن دون إبداء تعقيبات".

وفي الفحوى، أن الطرف المشتكي يشدّد على "اتباع سياسة جزائرية خارجية تعلي مصالح البلاد دون النظر في اعتبارات وتحالفات سابقة، فضلا عن رفض أي خطوات منحازة إلى الدول المقاطعة العربية بسبب وجود مصالح مشتركة مع قطر لا يمكن الاستغناء عنها في ظل الظروف الحالية".

وعن صعوبة الحل، يقول المصدر إن "تبون" اشترط وجودا جزائريا واضحا في جميع الاجتماعات واللقاءات التي تعقد في مختلف الملفات العربية والإقليمية؛ وهو ما شكل صدمة للقاهرة التي ظنت في البداية أن الأمر ارتبط بالدعوات الألمانية إلى "مؤتمر برلين" حصرا.

يشار إلى أن اتصالا أجراه "السيسي"، الجمعة، بـ"تبون"، تبادلا فيها التهاني بينهما وشعبيهما بمناسبة حلول شهر رمضان.

وحسب بيان للرئاسة الجزائرية، فإن الرئيسين عبرا عن ارتياحهما لمستوى علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين بلديهما.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات المصرية الجزائرية عبدالمجيد تبون عبدالفتاح السيسي الأزمة الليبية

هل يمكن تطبيق السيناريو المصري في الجزائر؟

الجزائر تعلق على انقلاب حفتر وتطالب بحل شامل في ليبيا