أعلن ثوار سبها جنوبي ليبيا ومؤسسات المجتمع المدني وأعيان المدينة تمسكهم بشرعية حكومة الوفاق وتبعيتهم لها، ورفضهم حكم العسكر وإدانتهم لهجوم قوات الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر" على العاصمة طرابلس وقصفه المدنيين.

جاء ذلك في بيان مصور نشرته وسائل إعلام محلية، ويعتبر أول بيان من مدينة تخضع لسيطرة مبليشيات "حفتر".

 وأضاف البيان أن هناك محاولات للقضاء على ثورة السابع عشر من فبراير/شباط (أطاحت بحكم معمر القذافي عام 2011) من خلال دول "محور الشر" المتمثلة في الإمارات والسعودية ومصر وبدعم من "دول عظمى" كروسيا وفرنسا لدعم "حفتر" بكل الإمكانيات.

وأشار البيان إلى أن هدف ذلك المحور ودعمه لـ"حفتر" هو "السيطرة على الحكم بليبيا بقوة السلاح وإرجاع البلاد لحكم العسكر الذي رفضه الليبيون في السابع عشر من فبراير (شباط) 2011 ومحاولة استنساخ تجربة (عبد الفتاح) السيسي في مصر".

وأعلنوا تمسكهم بالاتفاق السياسي كمرجعية للحل في ليبيا والذي نتج عنه مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي وتمسكهم بشرعية حكومة الوفاق المعترف بها دولياً برئاسة "فايز السراج".

وأكدوا رفضهم التام للعودة لحكم العسكر، والتمسك بمدنية الدولة والتداول السلمي على السلطة عبر انتخابات حرة نزيهة وفق دستور معتمد للبلاد.

وأدان البيان القصف العشوائي المدمر بكل أنواع الأسلحة على المدنيين بالعاصمة طرابلس (تشنه ميليشيا حفتر منذ أكثر من عام) وتدمير البنية التحتية كالمستشفيات وسيارات الإسعاف.

وقبل أيام، أعلن "حفتر" إسقاط اتفاق الصخيرات وتنصيب نفسه حاكما لليبيا، وذلك بعد ساعات قليلة من مبادرة للحل تقدم بها رئيس برلمان طبرق "عقيلة صالح"، مما أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الحليفين، خاصة بعد تحذير قبيلة "صالح"، قوات "حفتر" من المساس به.

ومع توالي هزائمه، أعلن "حفتر"، الأربعاء، "وقف جميع العمليات العسكرية" من جانبه خلال شهر رمضان، لكن دوي الاشتباكات المتقطعة سمع بشكل متواصل عقب الإعلان، وحتى ساعات مبكرة من صباح الخميس، وهو ما جعل حكومة الوفاق ترفض تلك الهدنة.

وتنازع ميليشيات "حفتر" حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، وتواصل تلك الميليشيات هجوما فاشلا بدأته في 4 أبريل/ نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر الحكومة.