راديو ألمانيا: المُسيّرات التركية هزمت حفتر ميدانيا وسياسيا

الأربعاء 6 مايو 2020 05:36 م

قالت إذاعة "دويتشه فيلله" (راديو ألمانيا)، إن الطائرات المسيرة التركية كان لها دور كبير في تفوق قوات حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، على قوات الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر".

وبدأت قوات "الوفاق" في شن هجوم واسع على قاعدة الوطية الجوية آخر معاقل "حفتر" في غرب ليبيا تمهيداً لاقتحامها. 

وذهب خبراء عسكريون تحدثوا لراديو ألمانيا، إلى أن التفوق الجوي الساحق الذي حظيت به قوات حكومة الوفاق والتي مهدت لانتصارات كبيرة على الأرض، يعود إلى الطائرات المسيرة التي أمدت بها تركيا حكومة الوفاق إلى جانب مساندة المقاتلات التركية، ما نتج عنه دفع قوات "حفتر" حتى حدود ترهونة -رأس حربة الهجوم على طرابلس- والتي سيطرت فيها قوات الوفاق على معسكر اللواء التاسع بمنطقة الحواتم وتمكنت من أسر عدد كبير من قوات "حفتر".

وفي هذا الصدد، قال "محمد هنيد"، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة السوربون ومعهد باريس للعلوم السياسية والمستشار السابق لرئيس التونسي الأسبق "المنصف المرزوقي" إن "حكومة الوفاق كانت لا تملك الجو والذي كان يسيطر عليه حفتر بفضل الطيران المصري والإماراتي. الأمر الذي كان يمنع قوات حكومة الوفاق من التقدم على الأرض المفتوحة والتي كانت إذا خرجت من معاقلها في طرابلس وأماكن تمركزها تتعرض لقصف حاد".

وأضاف أنه "الآن ومع دخول القوات التركية على الخط والإسناد الذي وصل إلى حكومة الوفاق بفضل اتفاقية الدفاع المشترك الموقع مع تركيا صارت تلك القوات أيضاً تمتلك الجو وقادرة على التهديد وهذا ما سرع بشدة من وتيرة الهزائم التي تعرض لها حفتر بشكل متلاحق".

وأشار إلى أن "حفتر لا يمكنه القدرة فعلياً على السيطرة على المناطق التي سيطر عليها في الغرب الليبي شديد الاتساع وكل ما لديه هى نقاط تمركز وسط هذه المساحات الكبيرة مثل قاعدة الوطية والعجيلات وصرمان وصبراته لهذا وقعت هزائمه بهذا الشكل السريع".

وبين "هنيد" أن "أغلب القبائل الليبية فرضت عليها هذه الحرب فرضاً، فالليبيون تخلصوا من القذافي وكانوا ينتظرون إقامة دولة مؤسسات ديمقراطية في دولة مدنية لكن تدخل فاعلون إقليميون ودوليون كقطر والإمارات والسعودية ومصر وفرنسا وإيطاليا ومؤخراً تركيا، فصار هناك صراع داخلي بأجندات خارجية وهناك قوى داعمة لحكومة الوفاق وهناك دول داعمة لمشروع حفتر ووجدت تلك القبائل نفسها وقد فرض عليها هذا الاقتتال".

ولفت إلى أن "الانشقاقات في معسكر حفتر والقبائل الموالية له طبيعية لأن حفتر فرض عليهم الولاء والطاعة غصباً بالسلاح لذا وقعت تلك الانشقاقات في أماكن عديدة منها بنغازي. ورأت تلك القبائل ما فعلته قوات حفتر في الناس وخاصة فرقة المداخلة وهي فرقة شديدة الأهمية في مكونات قواته".

وأضاف" هنيد" أن تلك الفرقة "هي أكثر الفرق توحشاً وتطرفاً في ليبيا والتي تعتمد مبدأ الولاء للحاكم المتغلب أيا كانت أفعاله وقد تسببت في فزع الكثيرين من ليبيا من نجاح مشروع حفتر".

ويعتقد "محمد هنيد"، الخبير في الشأن الليبي، أنه من الصعب للغاية تصور استمرار دعم الدول المساندة لحفتر في تقديم المعونة له "فتأثير جائحة كورونا على مسار الأحداث أصبح أوضح من أي وقت مضى بجانب انهيار أسعار النفط ".

ويضيف أن "مصر مثلاً رفضت التدخل عسكرياً في ليبيا لأنها لا تريد الصدام مع تركيا، والدول العربية الأخرى لديها مشكلات اقتصادية، ودول أوروبا لديها أزمة كورونا المتصاعدة وكل هذه أمور تمهد لفشل مشروع حفتر الذي كان يراد له أن يكون على منوال النموذج المصري".

وينهي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة السوربون كلامه بالقول: "علينا أن نعرف أيضاً أن كامل المشهد المغاربي هو ضد مشروع حفتر بشكل أساسي لذا فالحديث عن مواصلة هذه الحرب أمر عبثي، علماً ان القبائل صار لديها يقين بفشل مشروع حفتر والذي يرون أنه يعمل لصالح أجندات أجنبية".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الرئاسة التركية تدعو القوى الداعمة لحفتر لإعادة النظر في مواقفها