تطابق لا يكاد يصدق بين شركة "إينرجي كو" القمعية في مسلسل "النهاية"، والجيش المصري، دفع أنصار "عبدالفتاح السيسي" لمهاجمة المسلسل والمطالبة بوقفه على غرار طلب وزارة دفاع الكيان الصهيوني من قبل.

ولم يخجل أنصار "السيسي" من الجهر باعتبار "إينرجي كو" تمثل الجيش المصري رغم ما تقوم به الشركة في المسلسل من قمع وقتل دون حساب ومنع الناس من التعليم.

وبرروا ذلك بإشارة المسلسل إلى انخراط الشركة في أعمال التجارة، وتحولها إلى شركة ربحية، والتأكيد على ذلك أكثر من مرة في الحوار على لسان قادتها الذين يكررون: "ما احنا خلاص بقينا تجار".

ولفتوا أيضا إلى تركيز المخرج على "البيادة العسكرية" التي يرتديها رجال الأمن في الشركة، كذلك يرتدي القادة في الشركة معاطف جنرالات، شبيهة بمعاطف النازيين في الحرب العالمية الثانية. كما أن الشركة تمنح جنودها صلاحية القتل دون محاكمة.

وتؤكد أحداث المسلسل أن الجميع مغيبون، فيما عدا "زين" هو الذي يمتلك وعيا حقيقيا، مما سبب رعبا للشركة، ويرى المعترضون سفره إلى دمشق إشارة إلى الربيع العربي وانتقال الوعي بين أكثر من بلد عربي، كما يرون أن المنطقة التي يطلق عليها في المسلسل "الواحة"، هي إشارة واضحة للعاصمة الإدارية، فهي مكان محصن يعيش فيه الجنرالات والأثرياء، ويتركون الفقراء من الشعب في العاصمة القديمة (التكتل).

المعارضون رأوا أيضا أنها ليست صدفة أن يكون اسم الشركة "إينرجي كو"، معتبرين ذلك إسقاطا على شركة "سينرجي" المنتجة التابعة للدولة، وهي في المسلسل شركة يديرها "الجنرالات" وتحارب "نشر التعليم" وتتعمد تجهيل الناس وتغييب وعيهم بنشر بيانات مضللة.

المسلسل لم يثر غضب مؤيدي السيسي فقط، بل أن الأمر وصل إلى اعتراض وزارة خارجية الكيان الصهيوني على العمل كونه تنبأ بزوال (إسرائيل).

وقف المسلسل

ومن ناحية أخرى، طالب الأديب المصري "صلاح شعير" بوقف عرض المسلسل، مؤكدا أن مضمون مسلسل "النهاية" ما هو إلا صورة طبق الأصل من روايته "الظمأ والحنين".

وأحداث رواية "الظمأ والحنين" عبارة عن استشراف للمستقبل حتى أغسطس/آب عام 2120م، حيث يدور الصراع داخلها في إطار رمزي بين ثلاث أطراف هم كل من: مدينة الأثرياء وواحتي الزيتون، وواحة البلح، ومن وجهة نظر الخيال الأدبي، تنبأت الرواية بنهاية إسرائيل، وتحرير القدس، وأفول نجم الولايات المتحدة، وصعود دول الجنوب.