قالت مصادر متطابقة، الخميس، إن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، ألقى القبض على زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" الجديد، "عبدالله قرداش"، والذي قيل إنه سيحل محل الزعيم السابق "أبو بكر البغدادي"، والذي قتل في عملية أمريكية خاصة، في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وقال مدير مركز جسور للدراسات في إسطنبول، "محمد سرميني"، إن قوات التحالف الدولي ألقت القبض على "قرداش"، ليل الأربعاء، ببلدة الزر بريف دير الزور الشرقي، في سوريا.

وأضاف أن القوات نفذت عملية إنزال جوي في القرية استمرت لساعات، ووصفها بـ"الأضخم من حيث عدد العناصر المشاركة والطائرات ومدة الإنزال".

السيناريو الذي طرحه "سرميني" جاء متشابها مع إفادة قدمتها مصادر تابعة لقوات "سوريا الديمقراطية"، (قسد)، والتي شاركت في عملية المداهمة، بشكل غير مباشر.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مجموعة مسلحة تابعة لقوات "سوريا الديمقراطية" داهمت منطقة بالقرب من مسجد سعد بن أبي وقاص في قرية الزر في ريف دير الزور الشرقي، وطالبت الأهالي بالتزام منازلهم وعدم الخروج منها عبر مكبرات الصوت.

وعقب ذلك، نفذ التحالف الدولي عملية إنزال في المنطقة، استهدفت منزل أحد النازحين من بلدة البوليل ومنزلاً آخر بالقرب منه يعود لأحد التجار النازحين من بلدة بقرص، حيث جرى اعتقال شخص من أبناء البوليل كان بزيارة للمنزل الأول، فيما لم ترد معلومات مؤكدة عن الشخص إذا ما كان ينتمي لتنظيم "الدولة الإسلامية" أم لا.

ووفقاً للمصدر، فإن القوة المداهمة صادرت مبالغ مالية وأجهزة محمولة وذهباً من المنزلين المستهدفين في قرية الزر، كما اقتحمت محلاً تجارياً لبيع الأجهزة المحمولة وصادرت جميع محتوياته، في حين أطلقت القوة المداهمة النار في الهواء لإرهاب الأهالي ومنعهم من الخروج.

ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصادر لها في دير الزور، ترجيحها بأن يكون "قارداش" قد فجر نفسه خلال عملية القبض عليه، مشيرة إلى أن "حجم القوة التي نفذت العملية ليلة أمس يشير إلى أن الشخص المستهدف غير عادي".

وقال مصدر آخر، وصفته الصحيفة بأنه "واسع الاطلاع"، إن قوات التحالف الدولي، بالتعاون مع "قسد" اعتقلوا، قبل نحو ثلاثة أيام، "محمد العلي"، وهو المسؤول المالي، والمسؤول أيضاً عن تنسيق العمل بين خلايا تنظيم "الدولة" شرقي الفرات، مبيناً ان "العلي" هو من وشى بمكان إقامة هذه الخلية، مؤكداً مشاركة خمس مروحيات بعملية الإنزال لقوات التحالف.

وكانت أنباء قد أكدت أن زعيم تنظيم "الدولة" المقتول رشح مساعده "أمير عبدالرحمن محمد المولى"، الملقب "عبدالله قارداش"، لزعامة التنظيم في العراق، وإدارة أحوال وشؤون التنظيم، قبيل مقتله، وهو ما جعله الخليفة الأول لـ"البغدادي"، إذ يتحدر "قارداش"، وهو عراقي الجنسية، من قضاء تلعفر القريب من الموصل.

وشهدت الأيام الماضية عودة نسبية لنشاط تنظيم "الدولة الإسلامية"، لاسيما في العراق وسوريا، وكانت أبرز عملياته، أوائل مايو/أيار الجاري، بهجوم في محافظة صلاح الدين، هو الأكثر دموية منذ أشهر، أسفر عن مقتل 10 من عناصر "الحشد الشعبي"، بحسب ما أعلنت السلطات العراقية.

وخلال أبريل/نيسان الماضي، نفذ التنظيم 52 عملية في سوريا، كان أكثرها عددا في دير الزور، ثم الحسكة، ودرعا، والرقة، وحمص، وإدلب.

وفي مصر، نفذ التنظيم عدة هجمات في سيناء، كان أبرزها تفجير مدرعة عسكرية، في 30 أبريل/نيسان الجاري، فبي منطقة بئر العبد، بشمالي سيناء، أسفرت عن مقتل وإصابة 10 عسكريين مصريين.