الجامعة الأمريكية ببيروت تترنح.. نقص الإيرادات يهدد استمرارها

الجمعة 8 مايو 2020 11:35 م

تواجه واحدة من أعرق الجامعات في العالم العربي أسوأ أزمة في تاريخها منذ أن ظهرت إلى الوجود، بخسائر مادية فادحة، وخفض العمالة والموظفين، ومعركة شاقة تخوضها للبقاء على قدميها، بعد تراجع الإيرادات بفعل ضربات الانهيار الاقتصادي في لبنان وتداعيات تفشي فيروس "كورونا".

وعلى مر السنين، تخرجَّت من الجامعة الأمريكية في بيروت أجيال من الشخصيات البارزة في مجالات الطب والهندسة والقانون والعلوم والفنون، وقادة سياسيون وعلماء، بمن فيهم رؤساء حكومات.

وقد نجت الجامعة من نيران أزمات كثيرة سابقة، بما في ذلك الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990 التي تعرض فيها عدد من موظفيها للقتل أو الخطف وبينهم رئيسان للجامعة، كما دمرت قنبلة إحدى قاعاتها الرئيسية.

ورغم ذلك فإن المشاكل التي تعصف بلبنان الآن ربما تكون أكبر تهديد للمؤسسة منذ أنشأها المبشرون البروتستانت الأمريكيون عام 1866.

وتصنَف الجامعة كواحدة من بين أفضل 200 جامعة في العالم، وفي حالة انهيارها ستفقد الأجيال القادمة في لبنان، وفي المنطقة، هذا التعليم العالي المعترف به دوليا.

وقال رئيس الجامعة "فضلو خوري"، في مقابلة، الجمعة، أن التهديد الماثل "هو أحد أكبر التحديات في تاريخ الجامعة الأمريكية ببيروت.. البلاد تنهار بشكل كارثي".

ومع ارتفاع معدلات التضخم والبطالة والفقر، لا تملك أسر كثيرة حيلة لتدبير نفقات الطعام والإيجار، فضلا عن دفع عشرات الآلاف من الدولارات بشكل رسوم دراسية.

وقال "خوري" إن الدولة المثقلة بالديون، التي عجزت عن سداد ديونها بالعملات الأجنبية في مارس/آذار، مدينة للمركز الطبي في الجامعة الأمريكية ببيروت، الذي يقصده المرضى من جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، بمتأخرات تزيد قيمتها عن 150 مليون دولار.

ويستبعد مسؤولون حكوميون الاقتصاص من الودائع البنكية للجامعات غير الهادفة للربح مثل الجامعة الأمريكية في بيروت، لكن "خوري" لا يزال يشعر بالارتياب من أن تتعرض مؤسسته لضربة إذا وضعت خطة إنقاذ حكومية جزءا من العبء على كبار المودعين بما في ذلك الجامعات.

ومارست الجامعة، إلى جانب جامعات أخرى، ضغوطا على الدولة وحصلت على تطمينات من رئيس الجمهورية ووزير المالية بأن أي تدابير من هذا القبيل لن تؤثر عليها.

ولم يتسن الاتصال بمسؤولين حكوميين للتعليق.

وقال "خوري": "لدينا كل هذه الأموال التي تدين لنا الدولة بها، أي للمستشفى، وعليه فمن الصعب جداً الاعتماد على أصحاب النوايا الحسنة الذين يفترض أنهم يمتلكون القدرة على الوفاء ولكنهم لا يمتلكونها".

وبعد نزيف الإيرادات، تتوقع الجامعة والمستشفى خسائر حقيقية بقيمة 30 مليون دولار هذا العام. وبالنسبة لعام 2020-2021 وحده، تتوقع تراجعا في الإيرادات بنسبة 60% من هذا العام، نزولا إلى 249 مليون دولار.

الداكعة

وتعتمد التوقعات القاسية الخاصة بالإيرادات على افتراض "متفائل" بأن الليرة اللبنانية ستستقر عند معدل 3000 للدولار، لكن "خوري" قال أنها لا تأخذ في الاعتبار احتمال حدوث اقتطاع من ودائع الجامعة في لبنان.

وأضاف أن الجامعة الأمريكية في بيروت ستضطر في الوقت نفسه لتحديد سعر صرف خاص، مع الأخذ في الاعتبار الأشخاص الذين قالوا أن في إمكانهم أن يدفعوا بالدولار للمساعدة في تخفيف تأثير انهيار الليرة على الطلبة الأفقر.

وخسرت الجامعة الأمريكية في بيروت بالفعل التبرعات والمنح الدراسية التي كانت تتوقعها قبل الجائحة.

وعلاوة على التخفيضات في المستحقات والأجور، تدرس الجامعة خيارات أخرى مثل إغلاق أقسام بأكملها ووقف الإنفاق.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الطلاب والعائلات، وعد "خوري" بالعمل على حماية أسباب الرزق وجمع الأموال من خلال صندوق طوارئ.

لكنه أضاف في رسالته: "يتعين بلا شك تقديم التضحيات على كل المستويات.. التغيير الجذري بالنسبة لنا ضرورة من أجل البقاء.. إنقاذ الجامعة الأمريكية في بيروت يجب أن يكون أولويتنا الوحيدة. وسوف ننقذها".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

الجامعة الأمريكية أزمة سيولة مالية