انهيار وقف إطلاق النار مع استشهاد 40 فلسطينيا وأنباء عن خطف جندي إسرائيلي

الجمعة 1 أغسطس 2014 12:08 م

رويترز // الخليج الجديد

انهار وقف إطلاق النار في غزة بعد ساعات من بدء تطبيقه يوم الجمعة مع استشهاد 40 فلسطينيا على الأقل في قصف إسرائيلي واتهام إسرائيل للنشطاء بإطلاق الصواريخ وقذائف المورتر وخرق هدنة تم التوصل إليها بوساطة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

وأعلن الجيش الاسرائيلي أن وقف اطلاق النار في غزة الذي بدأ سريانه صباح يوم الجمعة انتهى وان العمليات العسكرية مستمرة.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان لها أن تل أبيب مسؤولة عن انهيار التهدئة. وأكد البيان أن التزام حماس بالتهدئة مرتبط بمدى التزام جيش الاحتلال بها.

وأكد ناشطون ميدانيون أن عملية القسام النوعية، والتي يتوقع أنها شهدت أسر جندي إسرائيلي، تمت في السادسة صباحا بالتوقيت المحلي، أي قبل بدء سريان التهدئة بساعتين.

وردا على سؤال في مؤتمر صحفي عبر الهاتف عما إذا كانت الهدنة انتهت قال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش "نعم. نواصل أنشطتنا على الأرض."

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن مسلحين فلسطينيين أسروا فيما يبدو جنديا إسرائيليا خلال اشتباك وقع في جنوب قطاع غزة يوم الجمعة.

وقال ليرنر "القوات (الإسرائيلية) التي تعمل لازالة نفق (للتسلل) تعرضت منه للهجوم. المؤشرات الاولى تشير إلى أن إرهابيين خطفوا جنديا خلال العملية."

وسارعت الامم المتحدة التي توسطت في اتفاق وقف اطلاق النار لمدة 72 ساعة الى دعوة الاطراف الفلسطينية الى اعادة التزامها بالهدنة في غزة.

وقال روبرت سري منسق الأمم المتحدة الخاص في الشرق الأوسط إن أنباء عن مقتل جنديين اسرائيليين وعدد من الفلسطينيين في رفح جنوب قطاع غزة ستمثل في حال التأكد من صحتها انتهاكا خطيرا من جانب الفصائل الفلسطينية لوقف اطلاق النار.

وحث سري في بيان الفصائل الفلسطينية التي شاركت في التفاهم الذي تم التوصل إليه الليلة الماضية على إعادة تأكيد التزامها بشكل عاجل بالهدنة الانسانية.

وكانت الهدنة التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في بيان مشترك هي المحاولة الأكثر طموحا لانهاء القتال المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بعد تصاعد القلق الدولي من ارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين.

وكان من المقرر أن يعقب وقف اطلاق النار مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في القاهرة بهدف التوصل إلى حل طويل الأجل.

وبدأت اسرائيل حملتها البحرية والجوية في الثامن من يوليو تموز على قطاع غزة، الذي حكمته حماس لسنوات قبل التوصل لتشكيل حكومة وفاق وطني فلسطيني.

وادعت دولة الاحتلال أن الحملة العسكرية تأتي ردا على تصاعد اطلاق الصواريخ عبر الحدود من القطاع. ولاحقا دخلت الدبابات والقوات البرية الاسرائيلية إلى القطاع الذي يسكنه 1.8 مليون نسمة في 17 يوليو.

وقال المسؤولون في غزة إن العمليات العسكرية الاسرائيلية أدت الى استشهاد 1499 فلسطينيا على الأقل معظمهم مدنيون كما أصيب نحو 7000. وعلى الجانب الاسرائيلي قتل في الاشتباكات 61 جنديا اسرائيليا وأصيب أكثر من 400 كما قتل ثلاثة مستوطنين بسبب اطلاق الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل.

وبعد نحو ساعتين على بدء تطبيق وقف اطلاق النار فتحت الدبابات الإسرائيلية النار في منطقة رفح الجنوبية وقال مستشفى محلي إن 40 شخصا قتلوا.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي لكن وسائل اعلام قالت إن القصف بدأ بعدما تبادل مقاتلو حماس اطلاق النار مع جنود إسرائيليين كانوا في مهمة لتدمير أنفاق.

وقال الجيش إن ثمانية صواريخ وقذائف مورتر أطلقت من غزة باتجاه إسرائيل مضيفا أن منظومة القبة الحديدية اعترضت أحدها وسقط السبعة الآخرون في مناطق مفتوحة.

وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حماس وفصائل أخرى مسلحة في قطاع غزة "انتهكت وقف اطلاق النار بشكل فاضح."

وبعد بدء سريان الهدنة بدأت شوارع غزة تعج بالعائلات الفلسطينية العائدة إلى منازلها التي فرت منها خلال القتال الشرس الذي دمر آلاف المنازل او ألحق الأضرار بها.

وقال أشرف زايد (38 عاما) وهو أب لأربعة اولاد "سنعود إلى بيت لاهيا (شمال قطاع غزة)... نتمنى أن تصبح الهدنة دائمة وألا نضطر إلى العودة إلى ملاجئ الأمم المتحدة." وفي مقابل دعم قوي داخل اسرائيل للحملة على غزة واجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ضغطا خارجيا مكثفا لسحب قواته من القطاع. وتزايدت الدعوات الدولية لوضع حد لسفك الدماء بعد ان قتل قصف إسرائيلي يوم الأربعاء 15 شخصا كانوا يحتمون بمدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم جباليا.

وأبقت الهدنة على القوات البرية الاسرائيلية في مواقعها في قطاع غزة. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي إن العمليات مستمرة لتدمير شبكة انفاق استخدمتها حماس في تهديد بلدات وقواعد عسكرية في جنوب اسرائيل.

وأضافت "نقوم بما يجب لتحييد (شبكة الانفاق)."

وانجاز هذه المهمة - بعد إعلان الجيش الاسرائيلي يوم الخميس أن استهداف الأنفاق يمكن أن ينتهي في غضون أيام قليلة- يمكن أن يفتح الباب امام اسرائيل لتعلن أنها حققت الهدف الرئيسي من عمليتها العسكرية البرية وتسحب قواتها من غزة.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية "نعتقد أن الاسرائيليين سيوضحون للأمم المتحدة حدودهم بشكل تقريبي بينما سيستمرون في تدمير الانفاق التي تشكل خطرا على الاراضي الاسرائيلية... ما دامت هذه الانفاق موجودة على الجانب الاسرائيلي من الحدود."

وأضاف أن حماس - التي تواجه عزلة في محيط عربي يعتريه القلق بشأن صعود قوة الجماعات الإسلامية المتشددة المسلحة- تسعى إلى وضع حد للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. كما تريد من مصر تخفيف القيود التي تفرضها على معبر رفح مع قطاع غزة بعد أن عزل الجيش المصري الرئيس الإسلامي محمد مرسي العام الماضي عقب احتجاجات حاشدة ضد حكمه.

ورفضت اسرائيل قبول فك الحصار عن حدود قطاع غزة بموجب أي اتفاق لوقف التصعيد العسكري ما لم يتضمن نزع سلاح حماس.

وقال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية يصحب كيري في زيارة للهند إن مساعد وزير الخارجية بيل بيرنز سيصل إلى القاهرة يوم السبت مضيفا أن فرانك لونشتاين القائم بأعمال المبعوث الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ونائب المستشار القانوني في وزارة الخارجية الأمريكية جوناثان شوارتز سيصلان يوم الجمعة.

وقالت متحدثة عسكرية اسرائيلية إنه قبل ساعة من بدء الهدنة أطلق نشطون فلسطينيون 11 صاروخا على اسرائيل وان نظام القبة الحديدية الدفاعي اعترض أحد هذه الصواريخ.

وقال مسؤولون في المستشفيات ان الغارات الاسرائيلية قتلت 14 فلسطينيا في غزة من بينهم ثمانية من اسرة واحدة. وفي وقت سابق تسببت صواريخ حماس في اطلاق صفارات الانذار في تل ابيب وتم اعتراض أحدها.

وأعلن الجيش الاسرائيلي ان خمسة من جنوده قتلوا ليل الخميس بقذيفة مورتر.

ولم تنجح محاولات دولية سابقة للتوصل إلى هدنة إنسانية إلا في ضمان فترات قصيرة من الهدوء وكان بعضها ينهار على الفور.

 

  كلمات مفتاحية

«نتنياهو» و«يعالون» يتعهدان بإعادة جثث جنودهم من غزة

«نتنياهو» يطلب مساعدة ألمانيا لاستعادة جثامين ضابطين لدى حركة «حماس»