استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

شعار أمريكا أولا جعلنا الأوائل في الوفيات!

الاثنين 11 مايو 2020 10:25 ص

  • متى تنظر أمريكا إلى بلدان آسيا التي استطاعت السيطرة على الوباء بنجاح لنتعلم كيف ننقذ أنفسنا واقتصادنا؟
  • يتجاوز ضحايا فيروس كورونا الأمريكيون إجمالي قتلى القوات الأمريكية في حرب فيتنام  ولا يزال الفيروس يدمر البلاد.

*      *      *

يتجاوز عدد الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في أزمة فيروس كورونا إجمالي عدد من سقطوا من جنود القوات الأمريكية خلال حرب فيتنام ، في الوقت الذي ما يزال فيروس كورونا يدمر البلاد؛ حيث زادت الإصابات على مليون، وما زالت حالات الوفيات تتزايد بشكل يومي، إلا أن بعض الولايات تلغي أوامرها للناس بالبقاء في المنازل؛ وذلك على أمل إنقاذ الاقتصاد.

مع بقاء العديد من الأرواح على المحك، لعله قد حان الوقت لأن تنظر الولايات المتحدة إلى تلك البلدان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي استطاعت السيطرة على الوباء بنجاح؛ من أجل تعلم كيفية إنقاذ أنفسنا واقتصادنا.

لقد أعلنت عدة دول في آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك أستراليا، والصين، ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبية وتايوان، وفيتنام، سيطرتها على انتشار الفيروس؛ إذ بلغ متوسط عدد الأشخاص الذين يمكن أن يصابوا بالعدوى من مصاب واحد أقل من 1؛ مما يعني انتفاء الحاجة إلى عمليات الإغلاق المستمرة والواسعة النطاق.

إنهم الآن يسيطرون على انتشار المرض بسرعة، وبنجاح عن طريق عزل المصابين والأشخاص الذين من المتوقع أن يصابوا به.

يبدو الأمر كما لو كان هناك عالمان!

فقد شهدت الولايات المتحدة عشرات آلاف الوفيات أو حوالي 20 وفاة لكل 100 ألف شخص. كما كان عدد الوفيات لكل 100 ألف شخص مرتفعة جداً  أيضاً في دول أوروبا الغربية: فقد وصلت في بلجيكا  67 ؛ وفي  فرنسا  37 ؛ وفي  إيطاليا  47 ؛ وفي ألمانيا 8 ؛ وفي إسبانيا  53 ؛ وفي السويد  26.

في حين أن المعدلات المبلغ عنها في آسيا وأوقيانوسيا كانت أقل بكثير؛ فكانت في أستراليا 0.4؛ وفي الصين 0.3؛ وفي نيوزيلندا 0.4؛ وفي كوريا الجنوبية 0.5؛  وفي تايوان 0.03.

وعلى الرغم من هذه التباينات الصارخة، فقد ظهرت أمريكا وكأنها عمياء عن الإستراتيجيات التي استخدمتها دول أخرى للسيطرة على الفيروس! 

فكيف ينجح جزء من العالم، بينما يرفض الجزء الآخر التعلم من دروس النجاح؟!   

لقد نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مؤخرا إشادة بجهود ألمانيا بالمقارنة مع الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وذلك حتى من دون الإشارة إلى أن معدل الوفيات في ألمانيا لكل مليون وهو نفسه أكثر 100 مرة من تايوان، وهونغ كونغ، وأكثر 10 مرات من أستراليا، واليابان ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبية.

كيف نجحت هذه الدول حتى الآن؟

لقد التزمت الكثير من هذه الدول بمعايير الصحة العامة على الصعيد الوطني، وذلك باستخدام تقنيات الهاتف المحمول، واحترافية الحكومة، والاستخدام الواسع النطاق لأقنعة الوجه ومعقمات الأيدي، وخدمات الصحة العامة المكثفة من أجل عزل الأفراد المصابين، أو أولئك الذين من المحتمل أن يكونوا مصابين.

كما لعبت فحوص الكشف عن الإصابة بالفيروس دورًا مهمًا، ولكنه لم يكن الكل والأخير كما كان يعتقد أحيانًا في الولايات المتحدة.

لقد نجحت فيتنام، مثلا، في تعقب الأشخاص المخالطين، وبتطبيق نظام الحجر الصحي القاسي. وعندما كان يتم تأكيد ظهور فحص إيجابي لشخص ما سرعان ما كان يتم عزل العديد من الأشخاص المقربين منه، بل أولئك الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أية أعراض.

ونتيجة لذلك، سجلت فيتنام عددًا معتدلًا من إصابات الناس بالنسبة إلى عدد السكان؛ وذلك لأنها تمكنت من احتواء تفشي المرض بشكل فعال.

ولم تبلغ فيتنام التي يبلغ عدد سكانها حوالي 95 مليون نسمة عن وفاة لأي شخص فيها جراء الاصابة بفيروس كورونا حتى الآن.

وفي نيوزيلندا، بدأت الحكومة هناك في تخفيف قيود الإغلاق، حيث يقول المسؤولون بأنهم الآن في وضع يسمح لهم بفحص وتعقب أي بؤر جديدة من العدوى.

وفيما يأتي الكلمات الحرفية لرئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن:  ليس هناك انتقال جماعي واسع النطاق غير مكتشف في نيوزيلندا. لقد ربحنا تلك المعركة، ولكن يجب علينا أن نبقى يقظين إذا أردنا الحفاظ على هذا الوضع".

هناك قصص نجاح مماثلة في معظم أنحاء المنطقة.

وفقًا لتقرير حديث، فإن كوريا الجنوبية قهرت الوباء أيضاً بشكل كبير عن طريق الاختبارات الكثيفة، وتتبع المخالطين، وتطبيق تدابير الصحة العامة الأساسية مثل المراقبة الحرارية، وتوظيف التكنولوجيا الرقمية في مكافحة فيروس كورونا.

وتستخدم كوريا الجنوبية نظام تنبيه نصيًّا لإبقاء الجمهور على اطلاع، بينما تتيح التطبيقات المختلفة للأشخاص تتبع حالات إصابات فيروس كورونا الجديدة، أو تحديد مواعيد الطبيب، أو معرفة ومراقبة النقاط الساخنة لتجنبها.

وتستخدم الحكومة أيضًا تطبيقات لمراقبة الأشخاص خلال بقائهم في الحجر الصحي، من خلال الأعراض التي يقومون بالإبلاغ عنها ذاتيًا، وتتبع الموقع.

ورغم أن مثل هذه التطبيقات قد تثير جدلاً يتعلق بانتهاك الخصوصية في الولايات المتحدة، إلا أن نتيجتها كانت اقتصادًا مفتوحًا، وإن كان بحذر، وذلك جنبًا إلى جنب مع التعامل بحزم مع للإصابات الجديدة.

لقد كانت الحكومة الأمريكية غير قادرة على الإطلاق على التعلم من حالات النجاح تلك؛ فلقد كان الرئيس دونالد ترامب غير كفؤ، وفشل الذين عَيَّنهم للصحة والخدمات الإنسانية، والمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وإدارة أمن النقل، في توفير القيادة.

إن شعار "أمريكا أولاً" قد جعلنا الأوائل في عدد الوفيات في العالم! مع فقدان عشرات الآلاف من الأرواح نتيجة لذلك.

لكنْ يمكننا أن ننقذ أنفسنا واقتصادنا إذا نظرنا إلى إنجازات الدول الأخرى، وتعلمنا منها. وإذا استمرت الحكومة الفيدرالية في الفشل، كما هو المُرَجَّح، فيجب على حكام الولايات ورؤساء البلديات التقدم لأداء المهمة.

  • د. جيفري ساكس - خبير اقتصادي أممي أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا

المصدر | "سي إن إن" – ترجمة السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية

ّباحثون: 147 ألف أمريكي سيقتلهم كورونا حتى أغسطس