بعد كورونا.. واشنطن أكثر قلقا من علاقات إسرائيل بالصين

الجمعة 15 مايو 2020 11:34 ص

على مدى الشهور الماضية، ضغطت الولايات المتحدة الأمريكية على (إسرائيل) لمنعها من إطلاق العنان للاستثمارات الصينية على أراضيها.

حدة الضغوطات الأمريكية على (إسرائيل)، زادت مع بروز خلافات أمريكية – صينية بعد أزمة فيروس كورونا.

ونالت هذه القضية جزءا هاما من محادثات عقدها وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، الأربعاء، مع مسؤولين إسرائيليين في مقدمتهم رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" وزعيم حزب "أزرق أبيض" "بيني جانتس".

وفي هذا السياق، قال "يوني بن مناحيم"، المحلل السياسي الإسرائيلي، لـ"الأناضول" إن "ضغوط إدارة ترامب بشأن الاستثمارات الصينية في إسرائيل مستمرة منذ عدة أشهر".

وأضاف: "لكن مع بروز أزمة كورونا والخلافات الأمريكية الصينية، فإن الضغوط الأمريكية باتت أكبر وهو ما لاحظناه من خلال ما بات يرشح عن زيارة بومبيو إلى إسرائيل".

وأردف: "لقد كان موضوع الصين عنصرا مهما ورئيسيا في المحادثات التي عقدها بومبيو مع المسؤولين الإسرائيليين الأربعاء".

وتابع "بن مناحيم": "قبل عدة أشهر فازت الصين بعطاء كبير في ميناء حيفا وهو ما أزعج المسؤولين الأمريكيين الذين احتجوا ونددوا".

وأشار إلى أن "الأمريكيين الآن أكثر غضبا على الصين على خلفية اتهامها من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالكذب فيما يتعلق بفيروس كورونا والذي قاد إلى التدهور في الاقتصاد الأمريكي".

وأردف: "الرئيس الأمريكي يتوقع من إسرائيل أن تكون إلى جانبه في أزمته مع الصين وذلك بأن لا تفسح المجال لاستثمارات صينية ضخمة في إسرائيل وخاصة في قطاع البنى التحتية".

نتنياهو سيستجيب لطلب "ترامب"

واعتبر "بن مناحيم" أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيستجيب للطلب الأمريكي، عن طريق المماطلة في الموافقة على الاستثمارات الصينية في مجالات محددة".

والثلاثاء، اتهم "بومبيو" الحزب الشيوعي الصيني الحاكم بإخفاء المعلومات عن فيروس كورونا، خلال مقابلة مع صحيفة "إسرائيل اليوم".

وقبيل مغادرته إسرائيل الأربعاء، صرح بومبيو لمحطة "كان" الإسرائيلية (رسمية) قائلا: "لا نريد أن يكون للحزب الشيوعي الصيني أية صلة بالبنية التحتية في إسرائيل"

وأضاف: "التعاون مع الصين يعرض للخطر قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على العمل مع إسرائيل".

استثمارات صينية بإسرائيل بقيمة 15 مليار دولار

ولربما كانت هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول أمريكي رفيع المستوى علناً ضد الاستثمارات الصينية في إسرائيل، خلال زيارة "بومبيو" الأخيرة.

وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قدرت في يوليو/تموز 2019 قيمة الاستثمارات الصينية في إسرائيل بنحو 15 مليار دولار أمريكي.

وبدا أن الولايات المتحدة تريد استخدام فيروس كورونا من أجل الحد من الاستثمارات الصينية في إسرائيل عبر الضغط على الحكومة الإسرائيلية.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إنه "ليس لدى وزير الخارجية مشكلة مع الأشخاص الذين لديهم علاقات أو تجارة مع الصين، لكنني اعتقد أن أزمة فيروس كورونا تسلط الضوء على مخاطر التعامل مع الدول غير الشفافة، والتي ليس لديها ممارسات تجارية عادلة".

حديث المسؤول الأمريكي الذي لم يتم الكشف عن اسمه، جاء خلال لقائه بالصحفيين المرافقين للوزير الأمريكي في إيجاز حصلت الأناضول على نسخة منه.

وأضاف: "على وجه الخصوص فإنه في قضية الاستثمار الاستراتيجي، لا يوجد شيء اسمه شركة مستقلة مملوكة للقطاع الخاص في الصين".

وأردف: إذا كنت تستخدمHuawei (شركة صناعات تكنولوجية صينية)، أو أي نوع من الشركات التي لديها حق الوصول إلى معلوماتك، فإن هذه المعلومات تصبح ملكًا للحزب الشيوعي الصيني، وهذه مشكلة أمنية".

وسادت تقديرات بأن زيارة الوزير الأمريكي هدفت للبحث مع المسؤولين الإسرائيليين في مخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية في إطار صفقة القرن المزعومة.

ولكن المسؤول الأمريكي نفى الأمر قائلا: أعتقد أننا يجب أن نبدد الفكرة القائلة بأننا طرنا من منتصف الطريق حول العالم للحديث عن ضم أجزاء من الضفة، هذا ما قيل وهو غير صحيح".

إسرائيل تخشى الدخول وسط الخلافات الأمريكية-الصينية

في السياق، قال مسؤول إسرائيلي لقناة "13" الإسرائيلية (خاصة) لم تسمه، إن "نتنياهو أبلغ وزيرالخارجية الأمريكي، الأربعاء، بأن إسرائيل ستراجع مشاركة شركة صينية باستثمار بقيمة 1.5 مليار دولار لبناء محطة تحلية في الجنوب الإسرائيلي".

من جهته قال موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، الثلاثاء، إن "المسؤولين الإسرائيليين يخشون الدخول وسط الخلافات الأمريكية –الصينية".

ولفت الموقع نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، إلى أن "السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان طلب من نتنياهو مؤخرا أن تعيد إسرائيل دراسة مشاركة الشركة الصينية في هذا الاستثمار".

وأضاف: "على أثر ذلك طلب نتنياهو من مجلس الأمن القومي ووزارة المالية تشكيل لجنة حكومية جديدة تراقب الاستثمارات الأجنبية في إسرائيل".

ومن المقرر أن تعلن وزارة المالية الإسرائيلية عن الشركة الفائزة بالاستثمار في 24 مايو/أيار الجاري.

وتحوّل موضوع الاستثمارات الصينية في قطاع البنى التحتية في إسرائيل خلال الأشهر الماضية إلى بند دائم على جدول أعمال المحادثات الإسرائيلية-الأمريكية.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

فيروس كورونا

ترامب يبحث خيارات التعامل مع الصين بسبب كورونا

ترامب: لا أستبعد قطع كامل للعلاقات مع الصين

تزايد الجمود بين أمريكا والصين بخصوص تحرك دولي بشأن كورونا

العثور على السفير الصيني لدى إسرائيل ميتا في منزله بتل أبيب

هل تنجح الضغوط الأمريكية في كبح التمدد الصيني في إسرائيل؟