استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هجمة الشعر .. حرب ثقافية ضد «داعش»

الأربعاء 19 أغسطس 2015 08:08 ص

في عاصفة الحرب، بين أزيز الرصاص والضحايا والدبابات التي تحطم البيوت وتمزق الناس، ظهر فجأة حذاء مع كعب عال يتحرك بين أرجل الجنود الذين يدافعون عن حياتهم. وخلال بضع ثوان تُعرف صاحبته وهي أميرة «فازكوفا» ذات الشعر الأحمر والكوفية الحمراء. تجلس على دبابة مسافرة وحزام من الرصاص يلف جسمها. ترفع قبضتها وتبدأ بغناء «هذه ثورة».

هذا الشريط المستفز حصل على مليوني مشاهدة، وهو من انتاج المغنية «هايلين لاب»، المواطنة الفنلندية من أصل كردي التي هربت مع والديها في 1988 من إيران إلى فنلندا، حيث حصلت هناك على المواطنة وتحولت الى مغنية معروفة ومحبوبة وحازت لقب «شاكيرا الكردية».

«ثورة» هي أغنية ضد داعش تنضم إلى اغاني شبيهة في الدول العربية وايران، حيث تحاول هذه الاغاني ايجاد رد ثقافي على جبهة الانترنت التي يديرها داعش بنجاح. ميثم مطيعي الايراني بنمطه الكلاسيكي كتب قصيدة بالعربية بعنوان «يا داعش رَاح تنتهي»، حظي بعدد كبير من المشاهدات، ليس أقل من اغنية المطرب الشعبي المصري «شعبان عبد الرحيم» الذي يقول لأبو بكر البغدادي، زعيم داعش، «أنت ما تقدرش تعمل لي شيء، أنا لا أخاف منك».

داعش من جهته لم يبق مكتوف الأيدي أمام هذا الهجوم الشعري. ففي مواقعه الكثيرة في الانترنت يُشهر بالمطربين ويهدد حياتهم. هذا الامر يحتاج الى شجاعة كبيرة لاقتحام ساحة داعش على الانترنت؛ نشطاء التنظيم يوجدون في كل مكان، ومن يضع أقوى سلاح لهم في تحدي «الصراع على الوعي» يوضع على المهداف.

بشكل رمزي، «هايلين» أيضا تموت في نهاية الفيديو كليب برصاصة تأتي من اتجاه غير معروف، بعد قولها إنها قريبة جدا من مواقع داعش.

تصعب معرفة مدى تأثير المطربين المعروفين على داعش في معركة الشباب، لكن يتضح أن اتساع هذه الظاهرة يستند الى معرفة الجمهور أن الحرب ضد داعش يجب أن تتم ليس فقط على الصعيد العسكري والسياسي، بل على المجال الثقافي ايضا. وكل ذلك من اجل قطع الطريق على التنظيم وتقييد مصادره.

من يهاجم الفشل الثقافي الذي أوجد الفراغ الذي يملؤه داعش، هو الباحث السوداني البارز دكتور «حيدر ابراهيم» علي الذي نشر قبل عشرة ايام مقالا لاذعا ضد ما يسميه «الاسلام الشكلي الذي يقدم المظهر الخارجي للدين»، ولا يسد الجوع الثقافي للشباب المسلمين. وقد طرح نموذجا لـ 11 شاب سوداني من الطلاب الجامعيين الذين وصلوا الى تركيا في آذار الماضي من اجل عبور الحدود والانضمام لداعش، 8 منهم كانوا يدرسون الطب.

«جميعهم أبناء لأطباء، أبناء الشريحة التكنوقراطية العليا، وقد حصلوا على جوازات سفر بريطانية كونهم ولدوا هناك في فترة دراسة آبائهم فيها، أو عندما كانوا لاجئين فيها. د. حيدر إبراهيم علي يريد زعزعة القناعة التي تعتبر أن الذين ينضمون لداعش يندفعون الى أحضانه بسبب الفقر أو عدم التعليم. "آباء هؤلاء الطلاب الجامعيين ينتمون الى الشريحة الليبرالية اليسارية. فما هو مصدر الفشل إذا؟».

إلى جانب النظام الذي يتهمه علي بعدم الايفاء بوعده اجراء ثورة ثقافية، فهو ينتقد ايضا آباء الطلاب «المنشغلين بجمع المال من اجل استبدال السيارة كل عام بدلا من الاهتمام بتربية أبنائهم». ويوجه سهامه ايضا للمؤسسة الدينية التي ترى أن الصلاة في المساجد والحج هما جوهر الايمان، في الوقت الذي ينتشر فيه الفساد والتحرش الجنسي. «لو قام الذين يعتبرون أنفسهم معتدلين بتوعية الشباب أن هذا ليس هو الاسلام الصحيح، لكان الشباب سيسألون بذكاء: اذا كان هذا ليس هو الاسلام الصحيح فلماذا ينتشر بهذا القدر؟».

«من المؤسف أن المثقفين المتدينين المعارضين للتطرف لا يبذلون أي جهد للدفاع عن اسلام متجدد وعصري وقادر على اقناع الشباب أن داعش مخطيء. وهم يكتفون بالشعارات التي تقول إنه ليس هناك تناقض بين الاسلام وبين الديمقراطية أو حقوق الانسان، وأن المهم هو تطبيق هذه الشعارات».

أقوال علي ليست موجهة فقط للشيوخ في السودان. فبشكل غير مباشر يوجهها أيضا لتلك «البرامج التربوية» في السعودية مثلا، والتي يطالب فيها المعلمون والمربون لشجب «الإسلام المتطرف» في الوقت الذي لم تتغير فيه البرامج التعليمية هناك على الاطلاق. يبدو أن المغنين ومنتجي الاشرطة الغنائية الـكفاء سيواصلون حمل علم الكفاح الفكري ضد داعش، ليس بالمدارس بل في الملعب الذي أعده «مارك زوكربرغ».

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية داعش الدول العربية ايران تويتر فيسبوك غزو ثقافي