رفض دفن ضحايا كورونا يثير جدلا في تونس

الأحد 17 مايو 2020 02:24 ص

أثارت مسألة منع دفن جثث المتوفين بسبب فيروس "كورونا" في تونس بالقوة من قبل المواطنين، جدلا واسعا في البلاد، حيث تعاني بعض عائلات ضحايا "كورونا" هناك من مأساة حقيقية، بعد تكرار رفض مواطنين دفن الضحايا في المقابر الواقعة في مدنهم وقراهم، خشية تسرب العدوى من الجثث.

واضطرت قوات الأمن لفرض الدفن بالقوة في بعض الحالات، ورشق مواطنون في بعض الأماكن عناصر الأمن بالحجارة وتم الرد عليهم بالقنابل المسيلة للدموع.

كما اضطرت بعض العائلات في بعض الأحيان إلى دفن موتاهم المتوفين بالفيروس في جنح الظلام، رغم تكرار المسؤولين تأكيداتهم في وسائل الإعلام أن العدوى لا تنتقل بعد الدفن، وأن حياة الفيروس مرتبطة بحياة المريض باعتباره يتكاثر في الخلايا الحية.

ويقول  الباحث التونسي في الفكر الإسلامي، الشيخ الدكتور "بدري المدني"، إن منع دفن ضحايا "كورونا"، ظاهرة مرفوضة شرعا ومجتمعيا وقانونيا، وأسبابها تعود أساسا لتمرد المواطنين على الدولة لما لمسوه من ضعفها في تطبيق القوانين وتنامي منسوب الأنانية والحقد على الآخر، وإن كان ميتا.

ويضيف: "نصوص القرآن الكريم تحث على احترام الكائن البشري، كما وجهت نصوص النبوة إلى سرعة الدفن واحترام حرمة الميت كحرمته حيا".

لكن المآسي تصاعدت برفض استقبال أحد المستشفيات مريضة من مدينة أخرى تنتمي إلى نفس الولاية مع المدينة التي يقع بها المستشفى.

ولقي ذلك القرار تنديدا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف الشرائح.

وعلق المؤرخ التونسي "عادل اللطيفي" على ذلك، في تدوينة باللهجة العامية، لفتت الانتباه، بعنوان: "اليوم بكيت على تونس"، قائلا إنه "في الوقت الذي تساعد فيه شعوب الأرض بعضها البعض، وممرضون وأطباء لا تعاني مناطقهم من إصابات، يتركون عائلاتهم ويذهبون للعمل في مناطق استفحل فيها فيروس كورونا خدمة لأبناء وطنهم المنكوبين، وفي الوقت الذي تتصل فيه مناطق لم تصب بالفيروس بمناطق أصابها الفيروس طالبة نقل المرضى إليها للمساعدة في العلاج، وفي الوقت الذي ترى فيه شعوب العالم تقف لتصفق لجيشها الأبيض، وفي الوقت الذي يتجند فيه أيضا تونسيون ويساعدون بما استطاعوا، في هذه اللحظات الوطنية والإنسانية، ترى وتسمع في بلادك إطارات طبية وشبه طبية في مستشفى عمومي يرفضون دخول مواطنة للمستشفى لأنها مريضة وليست من الجهة".

وأضاف: "سمعت أحدهم يتحدث ويقول لا نداوي إلا أبناء الجهة، ولم أصدق إلى أين وصلت تونس بهذه الأنانية الجهوية".

وأشار الإعلامي التونسي "المكي هلال"، في تدوينته إلى أن "ألمانيا تستقبل في مستشفياتها مرضى من فرنسا وإيطاليا ومواطنوها يرحبون، ونحن في الدولة بل في الولاية نفسها ويمنع مواطنونا العرب المسلمون المرضى من حق العلاج والموتى من حق الدفن ويتحدون الدولة والنظام والقانون، فقط لأن المرضى أو الموتى ليسوا من أبناء المنطقة والجهة والعشيرة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فيروس كورونا وفيات كورونا