وقعت وسائل إعلام عربية في فخ الشائعات عندما روجت تصريحات مغلوطة منسوبة لأطباء إيطاليين يقولون فيها إن "كورونا" المستجد ليس فيروساً بل بكتيريا تسبب الوفاة عن طريق تجلط الدم.

وجاء ذلك بعدما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي تلك التصريحات.

وجاء نص التصريح المنقول الآتي: "تعرضنا للخداع من الصحة العالمية.. إيطاليا: كورونا ليس سوى تجلط الدم".

وتداول عدد من الوسائل العربية وفي مقدمتها قناة "otv" اللبنانية المقربة من رئيس الجمهورية "ميشال عون"، حيث زعمت القناة اللبنانية أن "الأطباء الإيطاليين خالفوا قانون منظمة الصحة العالمية بمنع تشريح جثث القتلى من فيروس كورونا ثم اكتشفوا أنه ليس فيروساً ولكن البكتيريا هي التي تسبب الوفاة وتكوين جلطات الدم".

وأضافت: "طريقة العلاج هي المضادات الحيوية ومضادات الالتهابات ومضادات التخثر"، ناسبة إلى هؤلاء الأطباء أن "هذا المرض قد عولج بشكل سيئ" في العالم، وأنه "لم تكن هناك حاجة أبدًا إلى أجهزة التهوية ووحدة العناية المركزة".

وأضافت القناة أنه "على العالم كلّه أن يعرف أننا قد تعرضنا للخداع والإذلال من قبل منظمة الصحة العالمية".

من جانبها، أكدت مدوّنة تقصي صحة الأخبار في وكالة الأنباء الفرنسية أن هذه الأخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة، وأن جميع المعلومات الواردة بها مضللة.

وأشارت إلى أن "كورونا" ليس بكتيريا كما ورد في الخبر المضلل، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن هذه السلالة من الفيروسات تسبب لدى البشر أمراضا تنفسية تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة "سارس" وآخرها "كوفيد-19".

كما تشير دراسة نشرتها مجلة "ذي لانسيت" الطبية البريطانية المرموقة إلى أن "القصور التنفسي هو السبب الرئيسي وراء الوفيات المرتبطة بكوفيد-19"، وليس تجلط الدم كما ادعى الخبر الكاذب.

أما عن تسبب الفيروس في تجلط الدم، أفادت "فرانس برس" أن هذا الخبر المضلل استقى بعض المعلومات من دراسة مبدئية نشرت على إحدى المنصات في 22 أبريل/نيسان الماضي، حول تشريح مراكز طبية في بيرغامو وميلانو جثث 38 من المصابين بـ"كوفيد-19"، وكشفت حالات تجلط في الدم لدى 33 منهم.