استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

خيبات العولمة

الخميس 28 مايو 2020 01:40 ص

خيبات العولمة

كان ستيغليتز من أوائل من انتقدوا سياسات النيوليبرالية وحذّر من تبعاتها الاجتماعية الاقتصادية.  

ملايين البشر يرون أن العولمة زادت أحوالهم المعيشية تفاقمًا لأنهم خسروا أعمالهم وباتت حياتهم أقل أمانا.

إذا لم تستخلص العبر واستمرت العولمة تدار بذات الطريقة فهي ليست فقط لن تولد نموا بل ستنشر الفقر وعدم الاستقرار.

النظام الرأسمالي على مفرق طرق كما كان عند الأزمة الاقتصادية الكبرى في الثلاثينات إن لم تتخذ تدابير لإصلاحات اقتصادية مستحقة.

وصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للنهوض باقتصادات الدول تبنى على معلومات ناقصة وجهل بخصائص الأوضاع في كل بلد.

*     *     *

ينطبق على العبارة أعلاه وقائلها وصف: «وشهد شاهدُ من أهلها». القائل هو جوزيف ستيغليتز، الذي عمل في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وشغل في فترة من الفترات منصب نائب رئيس البنك الدولي.

قد ينطوي وصفنا له بـ«شاهد من أهلها» على درجة ما من التعسف، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنه كانت للرجل نظرة نقدية للطريقة التي تدير بها المؤسسات المالية العالمية، وكذلك كبريات الدول الرأسمالية، الشأن الاقتصادي العالمي.

وهي النظرة التي حملته على التحدث عن «خيبات العولمة»، لكنه، في نهاية المطاف، آت من هذه المؤسسات، ويعرف الآليات التي بها تعمل، ما يضفي على أحكامه واستنتاجاته صدقية إضافية.

ستيغليتز هو اقتصادي أمريكي، أستاذ في جامعة كولومبيا، أهّلته كفاءته العلمية لنيل جائزة «نوبل» في الاقتصاد عام 2001، كان من أوائل من انتقدوا سياسات النيوليبرالية، وحذّر من التبعات الاجتماعية لوصفات كل من البنك الدولي والصندوق الدولي لـ«النهوض» بالأوضاع الاقتصادية في مختلف البلدان، لأن هذه الوصفات تبنى على معلومات ناقصة، وجهل بخصائص الأوضاع الملموسة في كل بلد.

«خيبات العولمة» ليست مجرد عبارة قالها الرجل، وإنما هي عنوان كتاب له، تتيسر له ترجمة عربية منذ العام 2003. ونحن نعود إليه اليوم في ظروف جائحة «كوفيد - 19»، لنرى هذه «الخيبات» في أبرز تجلياتها.

لا يقدّم الرجل هجاء مجرداً للعولمة. إنه في أكثر من موضع في كتابه يشير إلى إيجابيات كثيرة لها، لكنه بالمقابل لا ينساق لتسويق أعمى لها، فهو يدرك، والكلام له:

«أن الملايين من الناس يرون أن العولمة زادت أحوالهم المعيشية تفاقماً، لأنهم خسروا أعمالهم وباتت حياتهم أقل أماناً، ويشعرون بعجزهم المتزايد إزاء قوى خارجة عن سيطرتهم وأن ديمقراطيتهم مقوضة وثقافتهم متآكلة».

ومع أن هذا الكلام قيل قبل فترة كافية من الأزمة المالية العالمية عام 2008، إلا أن ستيغليتز حذّر من أن النظام الرأسمالي على مفرق طرق، تماماً كما كان عند الأزمة الاقتصادية الكبرى في الثلاثينات، إن لم تتخذ تدابير لإصلاحات اقتصادية مستحقة. لكن الأمور لا تحل بالرغبات والنوايا الحسنة وحدها، لأن أحداً من الذين بأياديهم مفاتيح الاقتصاد العالمي لم يصغ إليه.

وهو في كلماته التالية التي مضى على قولها أكثر من عشرين عاماً يبدو كأنه كان يستشرف ما نحن فيه إذا بقينا قاصرين عن استخلاص العبر واستمرت العولمة تدار بذات الطريقة، فهي فقط لن تولد النمو وإنما ستنشر الفقر وعدم الاستقرار.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية