استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كم جورج فلويد في أميركا؟

الثلاثاء 2 يونيو 2020 10:02 ص

كم جورج فلويد في أميركا؟

وصف ترامب المحتجين الغاضبين على القتل الوحشي لمواطنهم بـ«الرعاع» مهدداً بسحقهم بقوات الجيش.

هناك ملايين الحالات المشابهة حصلت من قبل فالتمييز ضد السود وسوء معاملتهم ليسا قضية جديدة في أمريكا.

يكشف تاريخ الرجل الأبيض توحش العلاقة بالذين انتزع أجدادهم من قراهم بالقارة السمراء وشحنوا في السفن مقيدين بالسلاسل إلى العالم «الجديد».

*     *     *

سؤال طرحه الصحفي البحريني محمد فاضل العبيدلي على حسابه في «فيسبوك» يقول: «ماذا لو أن أحداً لم يصوّر موت جورج فلويد؟».

جواب منطقي على السؤال أتاه من عازفة البيانو البحرينية نور القاسم التي تعيش وتعمل حالياً في فيينا، مضمونه أن هناك ملايين الحالات المشابهة حصلت من قبل، فالتمييز ضد السود وسوء معاملتهم ليسا قضية جديدة في أمريكا.

ولو لم تصوّر الحادثة، ما كانت الناس ستخرج في مظاهرات في الشارع. ولكن هذا لا يعني أن الرأي العام لا يعلم بذلك.

كما في كل مكان تعمّ فيه المظالم والتمييز وقسوة المعاملة وامتهان الكرامة الإنسانية، لا يخرج الناس إلى الشوارع كل يوم أو حتى كل سنة أو بضع سنوات، فالأمر ينتظر «القشّة التي تقصم ظهر البعير».

لو لم يحرق محمد البوعزيزي نفسه في سيدي بوزيد بتونس في لحظة يأس مُرّة فاض فيها شعوره بالمهانة، ما كان التوانسة سيخرجون بكل هذا الغضب إلى الشوارع محتجين، مثل بركان فاض بما فيه فانفجر.

مثل جورج فلويد الأمريكي من أصل إفريقي، يوجد الملايين ممن يتعرضون للمهانة كل يوم. تاريخ الرجل الأبيض في أمريكا يكشف عن مقادير من التوحش في العلاقة مع هؤلاء الأميركيين–الأفارقة الذين انتزع أجدادهم من قراهم الوديعة البعيدة في القارة السمراء، وشحنوا في السفن مقيدين بالسلاسل إلى العالم الذي كان يوصف بـ«الجديد». أي «جديد» في التوحش الذي جسدّه، أبشع تجسيد، عار الرق؟.

من مسقط رأسه في هيوستن بتكساس، أتى فلويد إلى مينيابوليس قبل سنوات. وكان حتى وقت قريب يعمل حارس أمن في المدينة، وشأن ملايين الأمريكيين فقد وظيفته جراء تفشي وباء «كورونا»، وابتدأت الحكاية المفجعة ببلاغ من محل بقالة اشترى منه الضحية علبة سجائر، شكّ البائع أن الورقة النقدية من فئة 20 دولاراً التي أعطاها له فلويد مزورة.

بعد دقائق فقط حضر اثنان من أفراد الشرطة وأمسكا بجورج فلويد، البالغ من العمر ستة وأربعين عاماً الجالس غير بعيد مع شخصين آخرين، فلقي مصرعه خنقاً، بالمعنى الحرفي للفعل، حين ضغط الشرطي «الأبيض» بركبته القاسية على عنقه.

ولم تشفع له استغاثاته التي وثقتها كاميرات الهواتف النقالة، وهو يصرخ بأنه لا يستطيع التنفس. لم يرفع الشرطي ركبته عن عنق فلويد إلا بعد أن أصبح جثة هامدة.

على منصة «تويتر» نفسها، الصديقة اللدودة للرئيس الأمريكي، وصف ترامب المحتجين الغاضبين على القتل الوحشي لمواطنهم بـ«الرعاع»، مهدداً بسحقهم بقوات الجيش.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

وفاة فلويد.. رئيسة وزراء نيوزيلندا مذعورة

مينيسوتا تفتح تحقيقا في ممارسات شرطة مينيابوليس