عجز اقتصادي واعتقالات.. أين الحكمة؟!
ما المبرر لمثل هذه التوقيفات التي ستعيد إنتاج القلق مرة أخرى؟!
هل من الحكمة اعتقال ناشطين في زمن العجز عن تأدية الواجب الاقتصادي؟
هل من المنطقي ان ندشن المرحلة القادمة بحملة تَوْتير عنوانها: مزيد من الاعتقالات!
متى تقتنع المرجعيات أن القادم لا يحتمل إلا مزيدًا من الانفتاح السياسي؟ فبغير تشاركية لن نمر من الأزمة السياسية والاقتصادية.
* * *
الفترة الاخيرة شهدت اعتقالات ملحوظة في البلد، آخرها توقيف المعارض القديم الدكتور احمد عويدي العبادي، والى الآن لم تتحدث الحكومة عن أسباب ودوافع التوقيفات.
مقربون يقولون إن التوقيفات هدفها ضبط إيقاع الاعتراضات في المرحلة المقبلة، ولعلها رسالة لمن يريدون رفع السقوف، أو الاقتراب من المقامات العليا، كما أن ثمة همهمة تتحدث عن مخاوف من تحالفات مع المعارضة الخارجية.
الملفت أن المرحلة السابقة كانت هادئة، حتى أولئك الجذريون في حراكهم، التزموا الصمت في أثناء إجراءات الكورونا، وعليه نسأل: ما المبرر لمثل هذه التوقيفات التي ستعيد إنتاج القلق مرة أخرى؟!
وحتى نكون اكثر موضوعية فإن التوقيفات تزيد من الغضب، وفي الإطار الخاص للحراكيين الجذريين تعطيهم التوقيفات مزيدًا من المبرر للاستمرار في خطابهم ونشاطهم الجذري.
في أثناء ازمة كورونا ظهرت الحكومة عاجزة اقتصاديًّا عن دفع الكلف الناجمة عن الإغلاق؛ بمعنى أنها كانت عاجزة في الجانب الاقتصادي، وهنا نسأل: هل من الحكمة اعتقال ناشطين في زمن العجز عن تأدية الواجب الاقتصادي؟
قادم الايام، هناك أزمة اقتصادية مستمرة، وقد تكون حادة بشكل غير مسبوق، فهل من المنطقي ان ندشن تلك المرحلة بحملة تَوْتير عنوانها: مزيد من الاعتقالات!
على العكس تمامًا، نتائج من شكل التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا، وعجز الدولة عن تمويل إرهاقات حالة الدفاع، السلوك الاسرائيلي بالنسبة للضم والوصاية – كل ذلك – يستدعي انفتاحا سياسيا واصلاحا يجعل الجميع كَبِينة صناعة القرار.
اتمنى ان تتوقف الاعتقالات، وان يفرج عن الموقوفين، وعلى اقل تقدير يجب تفسير سبب هذه الاعتقالات، والاهم اتمنى ان تقنع المرجعيات ان القادم لا يحتمل إلا مزيدًا من الوجبات الدسمة للانفتاح السياسي؛ فبغير سلاح التشاركية لن نمر من الازمة السياسية والاقتصادية.
* عمر عياصرة كاتب صحفي وإعلامي أردني