استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هزيمة 1967

السبت 6 يونيو 2020 07:13 ص

لحقتْ هزيمة يونيو/حزيران 1967 المزلزلة بـ"النكبة" في 1948 التي "أضاعت" فلسطين بإرسائها الكيان الإسرائيلي دوليا ورسميا.

وحيث هذه كانت تعبيرا عن اندحار سلطات عربية رجعية ومتواطئة مع الاستعمار، فإن 1967 ضربة قاصمة للقوى التي صعدت إلى الحكم باسم إدانة سالفاتها، وباسم التحرر السياسي والاجتماعي الذي يأتي على رأسه رفض (إسرائيل) ومقارعتها.

كانت الخيبة كبرى. وهي، بخلاف سابقتها، عنت هزيمة لقوى كان يفترض أنها "ثورية"، فجرى اكتشاف قصورها البنيوي العميق، وتأكد بالتجربة العملية أن الاستبداد، مهما قال ومهما كانت نواياه، لا يمكن أن يكون ثوريا لأنه مفض حكما إلى فساد (المطالبة الشعبية بمحاكمة قادة الطيران المصري، انتحار عبدالحكيم عامر، وانكشاف فضائح لا حصر لها.. إلخ).

مات "عبدالناصر" كمدا، وحل "السادات"، الذي سرعان ما اتجه إلى الانقلاب على كل شيء:

- "الانفتاح" على النهب الغربي بلا عوائق،

- تسفيه الطموحات بالتنمية الذاتي واعتبار الفقراء والمحرومين "حرامية" خاصة عندما ينتفضون،

- الذهاب إلى قلب القدس الجريحة، وإبرام اتفاقية "كامب دافيد" مع (إسرائيل)،

- امتطاء نغمة "مصر أولا" لتبرير التخلي عن طموح آخر، وحدوي عروبي، برهن هو الآخر حينما قورب مرارا، عن عيوب قاتلة..

وحدث ارتداد مشابه في سوريا والعراق، بقية أجزاء العمود الفقري لهذه المنطقة، وإن بمفردات وصيغ خاصة بكل منهما.

مرت مذاك مياه كثيرة: لحظات إشراق، بمقاومات وإبداع وحيوية مبادِرة وروح تمرد.. وإحباطات مريرة.

مرّ احتلال بيروت من قبل (إسرائيل) في 1982 تخلصا من منظمة التحرير الفلسطينية، مرت اتفاقية أوسلو، واحتلال العراق من قبل القوة العالمية العظمى وتدميره، وداعش وأخواتها..

وبعد "الفدائيين"، حصلت الانتفاضات في فلسطين نفسها والمقاومة في لبنان والموجة الثورية في 2011.. وها نحن أمام سلطات خاوية أقرب إلى التهريج منها إلى أي شيء آخر.. تتمترس خلف عنفها ودمويتها.

لعل كل النقد الذاتي الذي شاع بعد تلك الهزائم ليس كافياً، لعلنا ما زلنا لم نحفر عميقا بعد في وعينا. لكن وعلى الرغم من كل شيء، ما زال حيا النبض في مجتمعاتنا، المفقّرة والمقموعة والمذَّلة، وما زلنا نصارع ونقاوم!

** نهلة الشهال - كاتبة وناشطة لبنانية، رئيسة تحرير "السفير العربي".

المصدر | السفير العربي

  كلمات مفتاحية