استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

"باكس أميركانا"

الثلاثاء 9 يونيو 2020 09:28 ص

"باكس أميركانا"

«ها نحن قد انتصرنا وأصبحنا سادة العالم بلا منازع، وأن التاريخ بذلك بلغ نهايته بنصرنا المبين»

*     *     *

«باكس أمريكانا» Pax Americana مصطلح لاتيني يعني «السلام الأمريكي»، واستخدمه الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي في خطاب له لا ليروج له، وإنما ليرفضه، داعياً لفرض الاستقرار العالمي بالتعاون لا بالقوة.

لا كنيدي، استطاع أن يفعل ذلك ولا أمريكا سارت على دعوته، فهي ظلت ترى أن جبروت القوة العسكرية هو الذي يصنع مهابتها، ويفرض السلام في العالم بما يوائم مصالحها.

المصطلح ليس جديداً، فهو مستوحى من مصطلح «باكس رومانا» الذي رفعته الإمبراطورية الرومانية مأخوذة بالهوس نفسه: هوس القوة، ولاحقاً شاع مصطلح «بان بريتانيكا»، أي «السلام البريطاني»، لكن الأمر انتهى بـ«الإمبراطورية» التي لا تغيب عنها الشمس إلى الانطفاء عن نفسها.

لم تتعظ أمريكا لا بالدرس الروماني ولا البريطاني. ظنت أنها قادرة على أداء الدور بكفاءة بعد أن عجزت الإمبراطوريتان السابقتان عن فعله. وزادها انهيار الاتحاد السوفييتي غروراً وعنجهية:

«ها نحن قد انتصرنا وأصبحنا سادة العالم بلا منازع، وأن التاريخ بذلك بلغ نهايته بنصرنا المبين»، حسب صاحبهم فرانسيس فوكاياما، الذي ما زال حياً يرزق، ليرى زيف وهمه.

إلى «باكس أميركانا» عاد اثنان من رجالات زمننا المرموقين: المخرج السينمائي الأمريكي أوليفر ستون، والمفكر والأديب البريطاني من أصل باكستاني طارق علي، في حوار مطول ضمه كتاب، يسّرت دار «الرحبة» ترجمة عربية له وضعها غسان زكريا، وصدرت في عام 2013، أما الحوار نفسه، فقد أجري قبل ذلك بسنوات قليلة.

العديد من نجوم «هوليوود» والسينما العالمية، أدوا أدواراً في أفلام من إخراج وتأليف أوليفر استون، كان من بينهم جنيفير لوبيز وودي هارلسون وتشايتنغ تاتوم وغيرهم، ونجح استون في الفوز بجائزة الأوسكار لثلاث مرات متتالية، ورشح عشرات المرات لجوائزها. عرف بموقفه المعارض للحرب الأمريكية على فيتنام، وله آراء نقدية في مجمل السياسة الأمريكية داخلياً وخارجياً.

أما طارق علي فهو روائي ومفكر من طراز إدوارد سعيد ونعوم تشومسكي، ومن رواياته: «في ظل شجرة الرمان» التي تعد من أهم وأجمل الروايات التي تناولت انهيار الحضارة العربية في الأندلس.

كما قلنا غير مرة، نقول هنا أيضاً إن «كورونا» لم تكن قد حلت بعد، حين تناول الرجلان في حوارهما عاهات أمريكا التي تنقلها اليوم الشاشات بكل وضوح.

قالا: إنها لا تتوفر على برنامج رعاية صحية، والنظام التعليمي فيها ضعيف، وعندما غرقت نيوأورلينز على أثر إعصار «كاترينا»، ترك السكان هناك دون حماية، وكما في بلدان غربية أخرى يعزف الشباب عن المشاركة في الانتخابات لأن العملية شكلية والخيارات الحقيقية غير متاحة.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية