اتهم المواطن المصري "أشرف الجمل"، والد الدكتور محمد الجمل، أول طبيب (طالب) متطوع توفي بفيروس "كورونا" المستجد، السلطات المصرية بأنها تأخرت في علاجه، مشيرا إلى أن المسؤولين لم يهتموا حتى بالاتصال به للتعزية في وفاة نجله.

وكشف "الجمل" أن نجله دخل، منذ أيام، مستشفى النيل للتأمين الصحي، قسم الرعاية بعد أن تدهورت حالته خلال العزل المنزلي في بداية الإصابة، مطلع الشهر الجاري بعد تدخل أمين َعام نقابة الأطباء، "منى مينا".

وتابع بأنه لم يجد أي طريقة لإنقاذ ابنه، لأنه من أسرة بسيطة ولا تستطع توفير البديل له، في ظل الأزمة الراهنة بسبب كثرة الإصابات، مشيرا إلى أن آخر ما قاله له ابنه كان "يابابا خدني أنا بموت".

وأكد أن نجله كان على موعد مع امتحان التخرج في 25 يوليو/تموز المقبل، ولكن القدر لم يمهله، بسبب التأخير في توفير سرير عناية مركزة له، بعد أن ساءت حالته في المنزل.

وأكد أن الطبيب الراحل تزوج منذ 4 شهور، وزوجته حامل في شهرين، وأن الموت حرمه من أن يري طفله المنتظر، مؤكدا أن الأسرة لم تتلق اتصالا من أي مسؤول من وزارة الصحة حتى الآن للتعزية في وفاة ابنهم.

وشدد على أنه ليس لهم مطالب، محتسبين نجلهم شهيدا عند الله، لأنه ضحى بنفسه متطوعا في مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر، ولم ينتظر الامتحانات وإنهاء دراسته ونزل لمكافحة المرض اللعين، وساعد المرضى والمصابين ليلحق بربه بعد إصابته بالمرض.

ونعت النقابة العامة للأطباء في مصر طبيب الامتياز الطالب "محمد أشرف الجمل" الطالب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الذي تطوع للعمل في إحدى مستشفيات العزل وتوفي متأثرا بإصابته بفيروس "كورونا" المستجد "كوفيد-19".

وقالت النقابة إن الفريق الطبي هو البطل الحقيقي في مواجهة أزمة "كورونا"، وما زالت تضحياته متوالية، داعية الله أن يغفر للشهيد ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم الأهل الصبر والسلوان.

وقال "أحمد الجمل"، شقيق الطبيب، إن الأسرة انتهت من إجراءات دفن جثمان شقيقه في مدافن الأسرة بالخانكة، بمحافظة القليوبية، شمال القاهرة، بعد اتباع الإجراءات الاحترازية التي حددتها وزارة الصحة، مشيرا إلى أن شقيقه كان أكبرهم سنا ويحب العمل التطوعي ولا يتوانى لحظة عن خدمة الناس.