توفي مساء الأحد، الطيار البنغالي الأشهر "سيف الله الأعظم" عن عمر ناهز 80 عاما في المستشفى العسكري بالعاصمة دكا.

ويعتبر نسر الجو البنغالي "سيف الله الأعظم" هو الطيار الوحيد في العالم الذي أسقط 4 طائرات إسرائيلية في فترات مختلفة، وفقا لموقع الجزيرة القطري.

كما يعتبر أيضا الوحيد في العالم الذي خدم في بيئة حرب لأربع قوات جوية لدول مختلفة هي باكستان وبنجلاديش والأردن والعراق.

وترجع قصة "سيف الله الأعظم" الذي ولد في عام 1941 في بابنا أقصى شرق الهند بمنطقة توجد في بنجلاديش الحالية، إلى عام 1947 عندما تم تقسيم الهند لتهاجر عائلته إلى باكستان والتي فيها استكمل تعليمه الأساسي، ثم التحق بعد ذلك بأكاديمية القوات الجوية في باكستان عام 1958 وأصبح طيارا حربيا.

وبعد ذلك بخمس سنوات تعززت كفاءته القتالية وتلقي دورة تدريبية في قاعدة جوية بولاية أريزونا الأمريكية احترف خلالها الطيران بطائرة "إف-86 سابر"، ثم عاد ليطير بنفس الطائرة مع سلاح الجو الباكستاني عام 1963.

وفي عام 1963 عين مدربا للطيران في قاعدة موريبور الباكستانية، ثم شارك في الحرب الباكستانية الهندية عام 1965 ضمن السرب الـ17 الذي نجح في تنفيذ هجمات ضد أهداف هندية، وحاصرته طائرتان هنديتان في الجو ونجح في إسقاط إحداهما والعودة سالما لقاعدة سارجودا الجوية، وبعد الحرب رقي قائدا للسرب الثاني في سلاح الجو الباكستاني عام 1966.

وفي نهاية عام 1966 عين "سيف الله" مستشارا معارا لسلاح الجو الملكي الأردني، ليجد نفسه في 5 يونيو/حزيران 1967 وجها لوجه مع سلاح الجو الإسرائيلي حين قصفت 4 طائرات حربية إسرائيلية قاعدة المفرق الجوية الأردنية، وذلك بعد وقت قصير من تدمير طائرات سلاح الجو المصري في قواعدها الجوية.

وبعد موجة الهجوم الأول المفاجئ استعد الطيارون الأردنيون ومعهم "سيف الله" للمعركة التالية، وتصدى ورفاقه للغارة الثانية وأسقط إحدى الطائرات الإسرائيلية المغيرة، وأصاب أخرى لم تتمكن من العودة إلى قاعدتها وسقطت داخل (إسرائيل).

بعد ذلك انتقل "سيف الله" إلى سلاح الجو العراقي، حيث لمع اسمه في الأجواء العراقية، وتمكن من إسقاط طائرتين إسرائيليتين مغيرتين، ليسجل اسمه في التاريخ العسكري للمنطقة باعتباره أول طيار مقاتل يتمكن من إسقاط 4 طائرات حربية إسرائيلية في غضون 72 ساعة فقط.

حصل "سيف الله" على العديد من جوائز الشجاعة من الأردن والعراق وباكستان لمهارته غير العادية وشجاعته في الحرب.

وبعد استقلال باكستان الشرقية (بنجلاديش) عام 1971 عين "سيف الله" مديرا لأمن الطيران في سلاح الجو البنغالي، ثم رقي مديرا للعمليات فيه وقائدا لقاعدة داكا الجوية عام 1977.

وفى عام 1980 تقاعد "سيف الله"، ثم عين مديرا لهيئة الطيران المدني البنغالية لفترتين، ثم انتخب عضوا في البرلمان البنغالي بين عامي 1991 و1996، وكرمه الجيش الأمريكي عام 2000 بتضمين اسمه في قائمة أفضل 22 طيارا على قيد الحياة "قائمة النسور الأحياء".