تركيا: أعدنا التوازن إلى ليبيا وندعم أي حل يحفظ وحدة ترابها

السبت 20 يونيو 2020 12:52 م

قال متحدث رئاسة الجمهورية التركية "إبراهيم قالن" إن الجميع أقروا بأن بلاده أعادت لليبيا توازنها، مضيفا "ونحن كذلك نرغب بتوقف الصراع هناك، وندعم أي حل يضع وحدة التراب الليبي كأحد أولوياته".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسؤول التركي، الجمعة، خلال مشاركته في ندوة نقاشية افتراضية نظمتها مؤسسة "كونراد أديناور" السياسية ومقرها ألمانيا.

وإلى جانب "قالن"، شارك في الندوة أيضا عضو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني "جوهان ويدفول"، وقاما بالحديث عن عدد من القضايا التي تشغل حيزا من الأجندة السياسية العالمية.

وفي الشأن الليبي، قال متحدث الرئاسة التركية إن الأزمة في ذلك البلد مستمرة منذ أكثر من 9 سنوات، مشددا على أن بلاده تعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار هناك.

وأوضح "قالن" أنهم لا زالوا يعلقون آمالا على مؤتمر برلين حول الشأن الليبي، الذي انعقد بالعاصمة الألمانية في يناير/كانون الثاني الماضي.

وأردف قائلا: "وقف إطلاق النار الذي تمخض عن ذلك المؤتمر تعرض للانتهاك مرات عديدة من قبل (الجنرال الانقلابي) خليفة حفتر، ورغم ذلك لا زالت دول مثل روسيا والإمارات وفرنسا تقوم بدعمه".

وجدد تأكيد تركيا على أن "حكومة الوفاق الوطني هي الحكومة الشرعية المعترف بها من الأمم المتحدة، والعام الماضي وقعنا معها اتفاقية عسكرية بناءً على رغبتها".

وتابع قالن قائلا: "الكل يقر بأن تركيا أعادت التوازن لتركيا، ونحن نرغب في توقف الصراع هناك، وندعم أي حل سياسي يضع وحدة التراب الليبي ضمن أولوياته؛ غير أنه لم تعد هناك ثقة بحفتر، هو فقط يريد كسب مزيد من الوقت".

في سياق متصل، شدد متحدث الرئاسة التركية على ضرورة لعب حلف شمال الأطلسي"ناتو" دورا موحدا في ليبيا، مشيرا إلى أن السياسة الأمريكية حيال ما يجري بليبيا "سياسة متقلبة، ومن ثم لا نرغب بحدوث نفس أخطاء سوريا هناك".

وعلى الصعيد السوري، أشار "قالن" إلى أن وقف إطلاق النار لا زال مستمرا بإدلب، رغم الاستفزازات، موضحا أن نظام "بشار الأسد" فقد شرعيته.

وبين "قالن" أن دولا مثل الولايات المتحدة، وروسيا، وإيران لم تتعاط مع الأزمة السورية إلا من أجل مصالحها الإقليمية، وهذه نفس الأخطاء التي ارتكبت بالعراق، على حد تعبيره.

وعن تداعيات الأزمة السورية على تركيا، ذكر "قالن" أن بلاده بسبب هذه الأزمة باتت أكثر دولة على مستوى العالم استقبالا للاجئين، مضيفا: "ووضع كهذا غير عادل وقد لا يستمر".

وفي شأن آخر أوضح المسؤول التركي أن "النظام العالمي أحادي القطب بات عاجزا عن إيجاد حلول للأزمات العالمية، وأنه تم الانتقال للنظام متعدد الأقطاب بعد صعود دول مثل الصين والهند".

وداخليا، أوضح "قالن" أن بلاده وألمانيا كانت من أنجح الدول على مستوى العالم في التصدي لتفشي كورونا.

وفي هذه النقطة، تطرق "قالن" إلى التحذير الذي وجهته ألمانيا لمواطنيها بعدم السفر لتركيا بسبب كورونا، معربا عن ثقته في أن السلطات الألمانية ستقوم بإعادة النظر في هذا القرار.

وأشار إلى أن تركيا كان يأتي إليها سنويا ما بين مليونين إلى 3 ملايين سائح من ألمانيا، موضحا أن السلطات المعنية في بلاده اتخذت تدابيرًا مشدد من أجل الموسم السياحي هذا العام.

في سياق متصل لفت إلى أن حالات الإصابة بالفيروس في تركيا قليلة، لا سيما في المناطق الجنوبية من البلاد، مضيفا: "لذلك فإن تغيير ألمانيا لقرارها سيصب في مصلحة البلدين، لا سيما أن هناك شركات ألمانية كثيرة تعمل بقطاع السياحة التركي".

بدوره، قال "جوهان ويدفول" إنه يشعر بالحزن بسبب قرار سلطات بلاده الخاص بالتحذير من السفر إلى تركيا التي أعرب عن حبه الشديد لها.

وأشار إلى أن "تركيا مقارنة بإيطاليا وإسبانيا أدارت أزمة كورونا بشكل ناجح".

في نقطة أخرى، لفت إلى أن "مؤتمر برلين كان محطة مهمة في الأزمة الليبية"، مشددا على ضرورة دعم حلفاء الناتو لتلك العملية.

وأوضح أن تواجد روسيا في ليبيا من خلال قوات "فاجنر" لن يساهم في التوصل لأي حل هناك، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري، وجلوس الأطراف على طاولة التفاوض.

وبخصوص أزمة اللاجئين ذكر "ويدفول" أن تركيا قدمت الكثير من الأعمال الناجحة في هذا الصدد، مضيفا: "لذلك نحن نريد تمديد اتفاقية اللجوء معها، فهذا سيكون في صالحها وصالح الاتحاد الأوروبي".

وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي، في 18 مارس/آذار 2016، إلى 3 اتفاقات مرتبطة ببعضها البعض حول الهجرة، وإعادة قبول طالبي اللجوء، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.

والتزمت أنقرة بما يتوجب عليها بخصوص الاتفاقين الأولين، في حين لم تقم بروكسل بما يتوجب عليها بخصوص إلغاء تأشيرة الدخول للأتراك.

  كلمات مفتاحية

إبراهيم قالن الأزمة الليبية متحدث الرئاسة التركية

تركيا تربط وقف إطلاق النار في ليبيا بانسحاب حفتر من سرت