استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

قلقون على مصر

الأحد 21 يونيو 2020 10:04 ص

قلقون على مصر

الحل بسيط: تكلموا مع تركيا والسودان وابتعدو عن "اسرائيل" والسعودية والإمارات!

تأخرت مصر في موضوع سد النهضة والخيار العسكري باهظ وعليها أن تبحث عن "إسرائيل" في أثيوبيا.

التهديد بالعمل العسكري دليل فشل سياسي ودبلوماسي لكن الأوان لم يفت بعد كي تتدارك مصر الافخاخ المنصوبة لها.

التعامل مع ملفي أثيوبيا وليبيا من منطق مصلحة مصرية تتعلق بأمنها القومي وهذا يستدعي اتخاذ مسافة عن الأجندة الإماراتية والسعودية.

*     *     *

كلمة السيسي أمام الجيش المصري على الحدود الليبية كانت خشنة، فيها حمولة عسكرية وتهديدات، فقد قال لجيشه: استعدوا لمهمات قد تكون خارج مصر.

مصر تعيش ضاغطين كبيرين على أمنها القومي؛ فمن جهة هناك تحدي سد النهضة الذي يهدد امنها الغذائي والمائي، وهناك الملف الليبي المفتوح على كل الاوجاع.

التهديد بالعمل العسكري دليل على ان الطرق السياسية والدبلوماسية فشلت او استعصت، ومع ذلك بتقديري أن الأوان لم يفت بعد، كي تتدارك مصر الافخاخ المنصوبة لها.

على مصر بداية ان تتعامل مع الملفين من منطق الخصوصية المصرية المتعلقة بأمنها القومي، وهذا يستدعي صناعة مسافة معقولة عن الاجندة الاماراتية والسعودية في مواجهة الاحداث.

الحديث مع تركيا في الملف الليبي بات ضرورة ملحة، لا مناص منها؛ فالروس بمجرد فشل خطة حفتر في السيطرة على السلطة سارعوا للحديث مع الاتراك، ومصر مطالبة بالنزول عن الشجرة والحديث مع الفاعلين.

توريط الجيش المصري في ليبيا سيخدم "اسرائيل"، وسيقوي من عين اديس ابابا في موقفها من ازمة سد النهضة، والتعويل على قبائل الشرق لم يعد خيارا ناجعا ابدا.

من جهة اخرى، يجب على مصر ان تعترف أنها تأخرت في موضوع سد النهضة، وان الخيار العسكري كلفته باهظة، وعليها ان تبحث عن "اسرائيل" في اثيوبيا.

مصر مطالبة بمراجعة شاملة لسياتها الخارجية، تبدأ من اعادة تعريف موقفها من "اسرائيل" والقضية الفلسطينية، وليس اقل من حقبة مبارك كمرشد على تلك العلاقة.

مرة اخرى، على القاهرة ان تتحدث الى تركيا في الملف الليبي، وعليها ان تشرك الجزائر في الامر، وعليها ان تنظر للباب من من كافة زواياه لا من ثقبه الضيق المرتبط بأجندة الثورة المضادة.

مصر تكلمت وتقربت وتعاملت مع حماس، رغم انها اسلام سياسي، والسبب ان مصر تعاملت مع سيناء بلغة الامن القومي الذي يجب التعاطي معه بخصوصية مصرية.

ومن هنا عليها ان تتحدث مع تركيا، فوجود الاتراك في ليبيا غير مريح للقاهرة، لكن التكيف معه بمنطق الحوار افضل الف مرة من لغة العسكرة غير المجدية.

قلقون على مصر، لأنها تائهة، وتستخدم أوهام الستينيات، قلقون على مصر ونريدها قوية وقاطرة للامة، قلقون من ذلك السوار الخطير الذي يحيط بها، لكن الحل بسيط، تكلموا مع تركيا والسودان، وابتعدو عن "اسرائيل" وحلفاء الاستخدام!!

* عمر عياصرة كاتب صحفي وإعلامي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية