أصيبت أم في الهند بالصدمة عندما رأت الدم يتدفق من عين ابنتها بدل الدموع، لتسرع بها إلى أطباء العيون في نيودلهي، الذين احتاروا إزاء الظاهرة الطبية الغريبة والنادرة بشكل لا يصدق والمعروفة باسم "هيمولاكريا".

وقالت أم الطفلة إن نوبات الدموع الدموية كانت تحدث يوميا خلال الأسبوع السابق، حيث كانت الخطوط الحمراء تظهر فجأة على خدي الطفلة لعدة دقائق، مرتين إلى 3 مرات كل يوم، دون ألم أو عاطفة جياشة.

وأجرى الأطباء مجموعة من الاختبارات لمعرفة السبب، دون نتيجة في كل مرة، ولم يكن لدى المريضة تاريخ من الحوادث أو المرض، كما بدا أن غددها الدمعية سليمة، ولم تكن السوائل المنبعثة من القنوات الدمعية غير عادية بأي شكل من الأشكال، بخلاف خلايا الدم.

ولم يتمكن الخبراء من التوصل إلى دليل واحد قد يساعدهم على فهم الحالة.

وهناك أمثلة قديمة على هذه الحالة النادرة، مثل ما أشار إليه الطبيب اليوناني "أتيوس" عندما وصف أمراض الطفولة التي تنطوي على تسرب للدم من زاوية العين.

وفي زمننا الحالي، أثارت تقارير الدموع الدموية لدى الشابات مزيجًا من الاهتمام الطبي والإثارة الإعلامية.

فقبل 10 سنوات، وثقت "ناشيونال جيوجرافيك" حالة مماثلة في فتاة هندية تبلغ من العمر 14 عامًا، تم دحضها باعتبارها خدعة من أم الفتاة.

وفي عام 2019 ، وصفت دراسة طبية حالة "هيمولاكريا"، في فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا تم إدخالها إلى مستشفى في بنجلاديش.

ربما تلعب الهرمونات دورًا في بعض الحالات على الأقل، حيث وجدت دراسة أجريت عام 1991، آثار دم مخفي في دموع خُمس 125 متطوعة سليمة، خلال الدورة الشهرية.

وهناك الكثير من المشاكل الصحية الأخرى التي يمكن أن تساعد أيضًا في تفسير بعض حالات الدموع الدموية، مثل مرض "الهيموفيليا"، أو متلازمة اضطراب الأوعية الدموية "أوسلر ويبر ريندو".

ويمكن لبعض الأدوية أيضًا أن تتسبب في تسرب الدم إلى الغدد المسيلة للدموع؛ وبالطبع، هناك دائمًا إمكانية لوجود نوع من الخداع.