من الخادم إلى الجفرة.. أين تتمركز الإمارات عسكريا في ليبيا؟

الثلاثاء 23 يونيو 2020 04:26 م

يسلط الدعم الإماراتي - السعودي للتدخل المصري المحتمل في ليبيا، الضوء على مصالح أبوظبي في البلاد، لاسيما بعد اقتراب قوات حكومة "الوفاق" (معترف بها دوليا) من أماكن تمركز أبوظبي على الأراضي الليبية.

ويحمل تهديد الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، بأن "سرت والجفرة خط أحمر"، إشارات قوية إلى ما تمثله قاعدة "الجفرة" من أهمية لحليفه الأساسي، ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد".

وتتكتم أبوظبي على طبيعة تواجدها على الأراضي الليبية، وحجم التسليح الذي تحظى به قواعدها هناك، والمهام المنوطة بها، ضمن خطط أبوظبي لتأسيس تواجد دائم، ونفوذ ممتد شمالي القارة السمراء.

قاعدة الخادم

وفق تقارير فرق الخبراء بالأمم المتحدة، فإن الإمارات تتمتع بوجود قوي في قاعدة "الخادم" التي تقع جنوب مدينة المرج منذ العام 2016، وتضم غرفة عمليات رئيسية، وتستقبل بشكل دوري طائرات شحن قادمة من قواعد ومطارات إماراتية.

وتبلغ مساحة قاعدة "الخادم" (شرق بنغازي)، 15 كيلومترا مربعا، وبها مطار "الخروبة" العسكري (جرى تطويره العام 2017)، وهي توفر الحماية لمعسكر "الرجمة"، معقل الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر".

وتعد قاعدة "الخادم" نقطة تمركز للطائرات الإماراتية والروسية والفرنسية، وترابط بها طائرات "سكيبل كامكوبتر إس 100"، وهي طائرات من دون طيار توجه قذائفها بالليزر.

وتضم "الخادم" تنوعا كبيرا من الطائرات، منها طائرات نقل روسية الصنع من طراز "أنتينوف"، وطائرات مقاتلة من طراز "إير تراكتور"، وطائرات من دون طيار من طراز "وينج لونج"، وطائرات تجسس من طراز "كام كوبتر"، وفق مجلة "جانيس" البريطانية المتخصصة بالأمن والدفاع.

ويفيد تقرير أممي صدر في يونيو/حزيران 2017، بقدرة ملاجئ الطائرات بقاعدة "الخادم" على استضافة طائرات مقاتلة، من طراز "إف-16" و"ميراج".

ويدير "الخادم"، مجموعة من الضباط الإماراتيين، يتم استبدالهم بشكل دوري كل 3 أشهر، إضافة إلى خبراء فرنسيين يدعمون سير عمل القاعدة لوجيستيا، وخبراء أمريكيين تابعين لشركة أمنية مقرها في الإمارات.

ومن مهام القاعدة الإماراتية، تنسيق المهام مع قاعدة "سيوه" الجوية، غربي مصر، التي تضم مركزا للتحكم في الطائرات المسيرة عن بعد، ويتواجد بها ما يقرب من 200 ضابط وخبير عسكري وفني تابعين للإمارات.

وشارك طيارون إماراتيون في طلعات جوية لقصف أهداف في ليبيا وتحديدا خلال معارك الهلال النفطي، والمعارك في بنغازي ودرنة، حيث انطلقوا من قاعدتي "الخادم" و"سيوه".

وفي مارس/آذار الماضي، استقبلت "الخادم" 3 طائرات شحن عسكرية قادمة من الإمارات، كانت تحمل شحنات أسلحة لقوات "حفتر"، بحسب بيان صادر عن حكومة الوفاق.

قاعدة الجفرة

تعد الجفرة ثاني القواعد الإماراتية على الأراضي الليبية منذ العام 2017، وهي من أهم القواعد نظرا لموقعها الاستراتيجي حيث تمثل نقطة وصل بين مناطق شرقي ليبيا، وبالأخص مدينة بنغازي، وبين محاور القتال في الغرب الليبي.

وتوصف قاعدة "الجفرة" الجوية (650 كم جنوب شرق العاصمة)، بأنها "نقطة الارتكاز الرئيسية" لمن يرغب في السيطرة على الأقاليم الثلاثة للبلاد (طرابلس، برقة، فزان)، فضلا عن قربها من أغلب الحقول النفطية في الجنوب الليبي.

ويقول مراقبون إن السيطرة على قاعدة الجفرة تعني تقريبا السيطرة على نصف ليبيا، حيث تعد محورا للربط بين الشرق والغرب والجنوب.

وتضم القاعدة منظومات دفاع جوي من نوع "بانتسير"، وطائرات إماراتية، وروسية، وقرابة ألفي عنصر من مرتزقة شركة "فاجنر" الروسية، قد زودتها موسكو مؤخرا بطائرات من طراز "ميج-29" و"سوخوي-24"، بحسب القيادة الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم".

ووفقا للمتحدث باسم قوات الوفاق، "محمد قنونو"، فإن قاعدة "الجفرة" (بها مدرجان لهبوط الطائرات) وتعد نقطة انطلاق للطائرات النفاثة والمسيرة الإماراتية، كما أنها تحتضن مرتزقة من السودان وتشاد لدعم "حفتر".

مطار الكاظم

يقع مطار "الكاظم" قرب مدينة المرج شرقي ليبيا، وهو ذو بنية تحتية متواضعة جدا، لكن في العام 2016 ، أدخلت الإمارات تحديثات عليه.

وتنفي قوات "حفتر"، وجود قاعدة إماراتية في المنطقة، مشيرة إلى أن الموقع المذكور هو عبارة عن مطار زراعي.

لكن موقع "IHS Jane" المتخصص في الشؤون العسكرية والفضائية، كشف عن تلقيه صورا بالأقمار الاصطناعية حصل عليها من شركة "إيرباص" للدفاع والفضاء التقطت في يوليو/تموز 2016، أفادت بوجود نشاطات لدولة الإمارات في مطار "الكاظم".

وأضاف الموقع البريطاني أنه جرى رصد مباني جديدة وإنشاءات جارية في حظيرة للطائرات، بين شهري مارس/آذار، ويونيو/حزيران 2016.

مطار بنينا

يقع مطار "بنينا" في مدينة بنغازي (شرقي ليبيا)، وهو مخصص للرحلات الدولية المدنية، لكن صور الأقمار الصناعية أظهرت استخدامه أيضا لهبوط طائرات الشحن الإماراتية العملاقة "إليوشن-76"، في أبريل/نيسان، ومايو/أيار الماضيين.

ويعتبر مطار "بنينا" بمثابة قاعدة جوية في الشرق الليبي، وبه مهبط للطيران المدني، وآخر للطيران الحربي، حيث يستقبل رحلات المرتزقة من روسيا وصربيا وأوكرانيا.

ويضم المطار مكتبا للمخابرات الحربية المصرية برئاسة القنصل المصري السابق في بنغازي اللواء "عمر نظمي"، وهو المسؤول عن ملف التعاون الاستخباراتي بين القاهرة وقوات الشرق الليبي، بحسب تسريبات نشرها موقع "عربي بوست".

وهناك قاعدة "الجحيشية" (70كم جنوب غربي مدينة بنغازي)، وتستخدم لتدريب وحدة عسكرية خاصة بحماية الشخصيات المهمة تابعة لـ"حفتر" يطلق عليها اسم الفرقة "20/20"، وتضم كذلك خبراء من دول عدة عربية وأجنبية مهمتهم إعداد معسكرات التدريب التابعة لـ"حفتر" في بعض المدن الليبية.

إضافة إلى تلك القواعد، تحصل الإمارات على تسهيلات ودعم كبير من قواعد مصرية قرب الحدود الغربية مع ليبيا، مثل قاعدة "محمد نجيب" التي شارك "بن زايد" و"حفتر" في مراسم افتتاحها في يوليو/تموز 2017، وقاعدة "سيدي براني"، وقاعدة "سيوه" الجوية، غربي مصر.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية