استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الضفة الغربية أم شرقي فلسطين؟

الخميس 25 يونيو 2020 02:36 م

الضفة الغربية أم شرقي فلسطين؟  

هل تُضَم الأرض دفعة واحدة أم على خطوات متتالية امتصاصاً مسبقاً لاحتمالات ردات الفعل الشعبية الفلسطينية؟

مشروع «صففة القرن» يدعو إلى ضم هذا الجزء التاريخي من شرق أرض فلسطين التاريخية إلى الكيان الصهيوني.

مشروع إنشاء دولة فلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة عملية إلغاء نهائي للأصل التاريخي لأرض فلسطين وشعب فلسطين.

تسير الأمور بهدوء شديد للمخطط الأمريكي- (الإسرائيلي) للضفة الغربية نحو إلغاء هوية شرق فلسطين بعد إلغاء هوية غربها وتحويلها من فلسطين إلى (إسرائيل).

*     *     *

الضجة القائمة حالياً حول مصير الضفة الغربية لنهر الأردن: هل تضم كلياً، أم تضم جزئياً مع منطقة الأغوار؟ هل تضم دفعة واحدة، أم يقسم ضمها على خطوات متتالية، امتصاصاً مسبقاً لاحتمالات ردات الفعل الشعبية الفلسطينية؟

هذه الضجة ليست جديدة، لكن جذروها تعود إلى اللعبة الاستعمارية القديمة، أي عملية تهيئة أرض فلسطين التاريخية لتحويلها إلى وطن قومي يهودي، عن طريق إلغاء أرض فلسطين التاريخية، وطرد شعبها، وتحويلها إلى «أرض إسرائيل». وهي اللعبة التي ساهم فيها المجتمع الدولي بأسره، واتخذت شكلاً قانونياً لها في العام 1948.

فمنذ قيام القوات «الإسرائيلية» باحتلال المناطق الغربية من أرض فلسطين التاريخية، في العام 1948 تقرر استكمال إلغاء كامل أرض فلسطين التاريخية، عن طريق إخفاء اسم «الضفة الغربية» العام. والمعمم، على القطاع الشرقي من أرض فلسطين التاريخية، واختراع اسم جغرافي عام لها، يسلخها عن أرض فلسطين التاريخية.

لكن تغيراً مهماً طرأ على هذا الوضع المصطنع، عندما قامت القوات «الإسرائيلية» باحتلال هذه المنطقة التي حملت اسمها الحديث (الضفة الغربية). ومع عدم سقوط اسم الضفة الغربية بعد الاحتلال، أضيف إليه اسم «أرض محتلة» لمزيد من التعميم، واستبعاد نهائي لاسم أرض فلسطين التاريخية.

الفكرة الأولى التي ولدت في المحيط الدولي، هي مشروع إنشاء دولة فلسطينية في أرض الضفة الغربية وقطاع غزة، كعملية إلغاء نهائي للأصل التاريخي لأرض فلسطين، وشعب فلسطين.

لكن حتى هذا المشروع المسخ لم يصمد أمام مشاريع وادعاءات «أرض إسرائيل التاريخية» الراسخة في أعماق العقيدة الصهيونية، والعقيدة الاستعمارية الغربية (الأمريكية بالتحديد) بعد ذلك.

ولما تبوأ دونالد ترامب مقعد رئيس الولايات المتحدة، تبلورت هذه الرؤية الساعية بشتى الطرق إلى إلغاء سياسي لفلسطين التاريخية: أرضاً وشعباً. فولد مشروع «صففة القرن»، الذي يختصر الطريق، فيدعو إلى ضم هذا الجزء التاريخي من شرق أرض فلسطين التاريخية إلى الكيان الصهيوني.

حتى الآن، يحيط ركود تاريخي غريب حول مصير هذا المشروع الجديد، الذي تعمل عليه بدأب حكومة الوحدة (الإسرائيلية)، التي تضم سياسيين مع مجموعة الجنرالات السابقين، المبعوثين في حزب «أزرق أبيض».

السلطة في رام الله تبدو وكأنها غير موجودة، حتى أنها تهدد بخطوات عملية، سرعان ما تبدو على أرض الواقع مجرد تحركات سياسية فارغة، خاصة القرار الشكلي بإلغاء التنسيق الأمني مع «إسرائيل»؛ لأن هذا التنسيق يمنع قيام انتفاضة شعبية ثالثة قد تتجاوز «الضفة الغربية» إلى كافة أرجاء فلسطين.

حتى الآن تبدو الأمور وكأنها تسير بهدوء شديد بالنسبة للمخطط الأمريكي- «الإسرائيلي» للضفة الغربية، على طريق إلغاء هوية شرق فلسطين، بعد إلغاء هوية غربها، وتحويلها من فلسطين إلى «إسرائيل».

لكن حالة من الثورة حول أساليب الاستيلاء النهائي على مصير ما سمي بالضفة الغربية، تشير إلى أن الشيء الوحيد الذي تحسب الإدارة الأمريكية والحكومة «الإسرائيلية» حسابه، هو المدى الذي يمكن أن تذهب إليه انتفاضة يقوم بها شعب فلسطين في جميع مناطقه، تمسكاً بالحقيقة الراسخة لعروبة فلسطين بكل أجزائها.

حتى أن حسابات كثيرة بدأت تظهر لدى الجهة التي تبدو مرتبكة في تنفيذ سريع وحاسم وقاطع للعبة ضم الضفة الغربية (دفعة واحدة أم دفعات).

غير أن عنصرا آخر معرض للتحرك عند تنفيذ هذه الخطة الأمريكية- «الإسرائيلية»، وهي ردة فعل مختلف الشعوب العربية، رفضاً لسرقة ما تبقى من أرض فلسطين، بعد لعبة تحريك الأسماء المفتعلة لمناطق فلسطين التاريخية، وتقسيم الاستيلاء عليها من العام 1948 إلى العام 1967، إلى الربع الأول من القرن الجديد.

فالأرض التي يتحدثون عن ضمها لـ(إسرائيل) ليست بنظرهم سوى مكان عام اسمه الضفة الغربية، إنه القسم الشرقي من أرض فلسطين التاريخية، الذي تأجل احتلاله من العام 1948 إلى العام 1967، إلى لحظة صدور مشروع «صفقة القرن».

* الياس سحاب كاتب قومي ومؤلف موسيقي لبناني

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية