اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، "أنور قرقاش" أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها لبنان تأتي بسبب تدهور علاقات بيروت مع دول الخليج، وسماحها لـ"حزب الله" بامتلاك القرار السياسي، مؤكدا أن الخليج لن يدعم لبنان ماليا، طالما استمر هذا الأمر.

وقال "قرقاش"، في حديث لقناة "سي.إن.بي.سي"، الأربعاء، إن "لبنان يدفع ثمن تدهور العلاقات مع دول الخليج العربي، وهو يكافح لاجتياز أزمته الاقتصادية العميقة".

وأضاف أن "ما يشهده لبنان من انهيار اقتصادي مقلق للغاية، لكن الإمارات لن تفكر في تقديم الدعم المالي إلا بالتنسيق مع الدول الأخرى".

وتابع: "إذا شهدنا بعض أصدقائنا والقوى الكبرى المهتمة بلبنان، يعملون على خطة، فسنفكر في الأمر. لكن حتى الآن ما نراه هنا حقا تدهور لعلاقات لبنان مع الدول العربية والخليجية على مدار السنوات العشر الماضية. ولبنان يدفع جزئيا ثمن ذلك الآن".

ومضى الوزير الإماراتي بالقول: "شهدنا تراكم المشاكل في لبنان، وشهدنا -أيضا- إملاء للخطاب السياسي من جانب حزب الله الذي يملك فعليا جيشا داخل الدولة".

وأردف "قرقاش": "الإمارات حذرت بيروت مرارا من تدهور العلاقات مع الخليج، وأنه إذا أحرقتَ جسورك، فسيكون من الصعب عليك جدا استخدام الرصيد الهائل من حسن النية، والرصيد الهائل من الدعم المالي الذي يحتاج إليه لبنان".

وتأتي تصريحات "قرقاش"، بعد يوم من تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، قال فيها إن "الولايات المتحدة مستعدة لدعم لبنان، إذا طبق إصلاحات وتصرف دون أن يكون أسيرا لجماعة حزب الله الشيعية المسلحة، التي ساعدت في تشكيل الحكومة الحالية".

وشهدت لبنان، الأربعاء، تجددا للتظاهرات الشعبية والتي تخللها قطع طرق رئيسية في بيروت واشتباكات مع قوات الأمن، بسبب استمرار تدهور وضع الليرة اللبنانية، حيث تجاوز سعر الدولار 6500 ليرة.

وتداعى ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي لاعتصامات صامتة عند العاشرة صباح الخميس، أمام مقر رئاسة الجمهورية في بعبدا، وأمام السراي الحكومي ومجلس النواب في وسط بيروت عند الساعة الخامسة، للاعتراض على اللقاء الذي دعا إليه رئيس الجمهورية "ميشال عون" في بعبدا للتباحث في الأوضاع السياسية العامة، تفادياً لأي انفلات قد تكون عواقبه مدمرة للوطن.