شريكة بايدن نحو البيت الأبيض.. هل تكون إحدى هؤلاء؟

الجمعة 26 يونيو 2020 06:23 م

شريكة بايدن نحو البيت الأبيض.. هل تكون إحدى هؤلاء؟

يدرك بايدن أن عليه اختيار مرشحة يرضى عنها التيار اليساري المتصاعد في قوته داخل الحزب الديمقراطي.

*     *     *

يعرف جو بايدن، نائب الرئيس السابق والمرشح الديمقراطي لمنافسة دونالد ترامب على منصب الرئيس، ما تعنيه كلمة نائب رئيس، فقد خدم ثماني سنوات نائبا للرئيس باراك أوباما.

وكان الخبراء هاجموا المرشح أوباما لصغر سنه وقلة خبرته في شؤون السياسة الخارجية، وانتقدوه لعدم معرفته بدهاليز واشنطن العاصمة.

ولهذا السبب اختار أوباما نائبا بقيمة بايدن ليعوّض نقاط ضعفه، فكان أكبر كثيرا في العمر منه، وله خبرة تتخطى العقود الأربعة داخل واشنطن، إضافة إلى أن خبرته في قضايا السياسة الخارجية محل احترام الجميع.

ويتوقع مراقبون أن يختار بايدن مرشحة تعوّض نقاط ضعفه الواضحة، وينتظر أن تكون المرشحة غير كبيرة وأصغر منه، إذ يبلغ من العمر 77 عاما.

ويدرك بايدن أن عليه اختيار مرشحة يرضى عنها التيار اليساري المتصاعد في قوته داخل الحزب الديمقراطي.

ويعتقد حاكم ولاية فيرجينيا السابق تيري ماكليف، الذي شغل أيضا منصب رئيس اللجنة القومية للحزب الديمقراطي، أنه يجب وجود "كيمياء شخصية بين بايدن ونائبته"، وهذا عنصر شديد الأهمية في الاختيار.

وسيتعين على إدارة "الرئيس بايدن" التعامل مع إعادة التوازن للاقتصاد الأميركي الذي زلزله انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، كما سيتعين عليه التعامل مع تبعات قتل جورج فلويد، خاصة تشريعات إصلاح الشرطة الأميركية.

والمؤكد حتى اليوم أن بايدن سيختار امرأة كما صرح منذ مارس/آذار الماضي، ويقوم مع فريق من كبار مساعديه بإجراء مقابلات مع عدد كبير من المرشحات.

وفيما يلي تعريف بأهم خمس مرشحات، وترتيبهن طبقا لاحتمالات اختيارهن:

 

أولا: كامالا هاريس (سيناتورة من ولاية كاليفورنيا- 55 عاما)

جرى انتخابها عام 2017 سيناتورة عن ولاية كاليفورنيا، وقبل ذلك شغلت بين عامي 2004 و2011 منصب المدعية العامة لمدينة سان فرانسيسكو، ثم شغلت بين عامي 2011 و2017 منصب النائبة العامة (وزيرة العدل) لولاية كاليفورنيا، كبرى الولايات الأميركية.

هاريس امرأه سوداء، من أصول هندية جاميكية، ولدت في مدينة أوكلاند، ودرست القانون في كلية هاستينجز بجامعة كاليفورنيا.

وتعد هاريس ثالث امرأه تشغل منصب السيناتورة من ولاية كاليفورنيا، وتشتهر بتبنيها تشريعات هامة لبرامج الرعاية الصحية، ولها سجل جيد لمساعدة المهاجرين غير النظاميين للحصول على إقامة قانونية.

خاضت هاريس انتخابات الرئاسة الأميركية، وانسحبت مبكرا، وأعلنت تأييدها لاحقا لجو بايدن.

وتتبنى هاريس سياسة الحزب الديمقراطي التقليدية، فهي من أكبر مؤيدي إسرائيل وإن كانت تعترض على بناء مستوطنات في مناطق الضفة الغربية. وتعد كذلك من مؤيدي الاتفاق النووي مع إيران، وتقف دائما ضد بيع السلاح للمملكة العربية السعودية بسبب حربها في اليمن وسجلات حقوق الإنسان فيها.

 

ثانيا: ميشيل لوغان غريثمان (حاكمة ولاية نيوميكسيكو- 60 عاما)

تمثل ميشيل الصوت المتزايد قوة في السياسة الأميركية للهيسبانيك اللاتينيين الذين بلغت نسبتهن من السكان العام الماضي 18%، أو 60 مليون شخص.

عملت محامية لسنوات قبل الانضمام نائبة إلى مجلس النواب بين عامي 2012-2018 عن الدائرة الأولى بولاية نيوميكسيكو. وتشغل منذ 2018 منصب حاكم الولاية، وهي أول امرة لاتينية في التاريخ تشغل منصب حاكم ولاية أميركية.

وخلال عملها عضوة في الكونغرس سنوات عدة، ركزت ميشيل على قضايا الهجرة وبرامج الصحة العامة، وليس لها مواقف واضحة من قضايا الشرق الأوسط.

 

ثالثا: غريتشن وايتمار (حاكمة ولاية ميتشيغان- 49 عاما)

صعد نجم وايتمار مع انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة، واتخاذها مواقف معارضة للرئيس ترامب، ونجاحها في احتواء انتشار الفيروس.

بدأت وايتمار طريقها السياسي بعد انتهاء دراستها للقانون، ودخلت برلمان ولاية ميشيغان نائبة بين عامي 2001 و2006، ثم سيناتورة في برلمان الولاية بين عامي 2006 و 2015، ثم انتخبت حاكما للولاية.

وميشيغان إحدى أهم الولايات المتأرجحة التي فاز بها ترامب في انتخابات 2016 بفارق ضئيل عن هيلاري كلينتون، من هنا يأمل بايدن في الفوز بها، وإن حدث ذلك سيدفع بحظوظه في الفوز بالبيت الأبيض بصورة كبيرة.

تهتم وايتمار بقضايا الصحة العامة والإصلاح الضريبي والتعليم، وليس لها مواقف واضحة في مجال السياسة الخارجية.

 

رابعا: سوزان رايس (مستشارة الأمن القومي السابقة- 56 عاما)

مسؤولة أميركية رفيعة، وسيدة سوداء، خدمت مستشارة للأمن القومي الأميركي في عهد باراك أوباما بين عامي 2013 و2017 بما قربها كثيرا من جو بايدن حيث جاور مكتبها مكتب نائب الرئيس داخل الجناح الغربي للبيت الأبيض.

وقبل ذلك عملت سفيرة لبلادها في الأمم المتحدة، وكانت ضمن فريق الباحثين في مجال السياسة الخارجية في معهد بروكينغز المرموق بواشنطن. وقبل ذلك كانت نائبة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية في عهد الرئيس بيل كلينتون.

وليس لرايس خبرة في الانتخابات، لكن يرى الكثيرون أن أوباما ربما يقف خلف ترشيحها في هدوء. وتتبنى رايس موقف الحزب الديمقراطي التقليدي نفسه في مجال السياسة الخارجية.

وترغب رايس في إعادة العمل بالاتفاق النووي الإيراني، ورغم الدعم الواسع لإسرائيل، تقف رايس مع حل الدولتين ومع عدم الاعتراف بأي ضم إسرائيلي لمزيد من الأراضي في الضفة الغربية.

 

خامسا: إليزابيث وارين (سيناتورة ولاية ماساشوستس- 70 عاما)

وارين تشغل منصب السيناتورة عن ولاية ماساتشوسيتس منذ 2012، وقبل ذلك عملت أستاذة جامعية في كلية القانون في جامعة هارفارد المرموقة، كما ألفت عددا من الكتب في الاقتصاد.

تعبّر وارين عن التيار اليساري المتزايد قوة داخل الحزب الديمقراطي. وإضافة للسيناتور بيرني ساندرز، تلقى وارين الكثير من التأييد وسط الشباب وأنصار ساندرز.

تطالب وارين بسياسات تقشفية تجاه الإنفاق الحكومي على الدفاع، وبخفض مخصصات وزارة الدفاع (البنتاغون) بـ11%، كما تدعو لسحب القوات الأميركية من مناطق النزاع في الشرق الأوسط، وبتوفير رعاية صحية مجانية لكل الأميركيين.

تعترض وارين على السياسات الإسرائيلية التوسعية، وتتبنى حل الدولتين، وتطالب بإعادة العمل بالاتفاق النووي مع إيران.

كما تقف معارضة لكل صفقات السلاح التي تعقدها واشنطن مع دول الخليج العربية على خلفية سجلات حقوق الإنسان خاصة في المملكة السعودية، التي تطالب بوقف تصدير السلاح إليها أيضا بسبب الحرب في اليمن.

* محمد المنشاوي كاتب صحفي في الشؤون الأمريكية من واشنطن.

المصدر | الجزيرة نت

  كلمات مفتاحية