استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بن زايد ودوره التآمري.. أوقفوه عند حده

الأحد 28 يونيو 2020 04:20 م

بن زايد ودوره التآمري.. أوقفوه عند حده

نظام بن زايد تعهد مواصلة التخريب والتآمر على قضية فلسطين وقضايا عربية أخرى والترويج للتطبيع مع الاحتلال.

هذا النظام اخذ على عاتقه تسويق دولة الاحتلال والتطبيع معها بين زبانيته وتوجيه طعنة بخنجره المسموم إلى ظهر شعب فلسطين.

يجب أن يعلم نظام بن زايد أنه ليس أحرص من أهل فلسطين على قضية حملوها قرنا والعزم لا يزال قويا ويرفضون أفعاله جملة وتفصيلا.

النظام الحالي في مصر قرر أن يلقي نفسه بالكامل في أحضان دولة الاحتلال على نحو لم يفعله من قبل أيُّ زعيم أو مسؤول مصري أو عربي.

*     *     *

«لا بأس أن تكتب ما تريد، لكن أليس الموقف الأسوأ من موقف الإمارات هو موقف الأردن ومصر المعترفتين بالكيان الصهيوني، رسميا وعلنيا، مهما كان موقف الإمارات سيئا فإنها لا تعترف بإسرائيل»، كان هذا تعليق أحد القراء على مقالي يوم السبت الماضي، بعنوان «العتيبة ودروس في استجداء إسرائيل».

وأقول للقارئ، لو اعترف نظام الإمارات رسميا بدولة الاحتلال، لكان أفضل مليون مرة من الدور التخريبي والتآمري التصاعدي، الذي يلعبه منذ سنوات، في أكثر من دولة عربية، وعلى وجه الخصوص فلسطين.

وحقيقة أن تسليط الضوء على دولة تعمل حاليا من أجل التطبيع، لا يعني بأي شكل من الأشكال تبرئة الدول «السباقة» إلى جريمة الاعتراف، ناهيك من إقامة علاقات دبلوماسية معها، والخطيئة الأسوأ هي تلك التي ارتكبها أنور السادات بحق القضية الفلسطينية، وشقت الصف العربي.

ومهدت الطريق أمام دول أخرى كي تحذو حذوه، والمقصود جريمة زيارة القدس المحتلة، وخطبه في الكنيست عام 1977، ليلحقها باتفاقية كامب ديفيد وتوقيع معاهدة سلام في مارس/آذار 1979، محطمًا بذلك كل الخطوط الحمر، فالعقود العديدة التي مرّت لم ولن تمسح الخطيئة التي ارتكبت ولن تنسينا هذه الجريمة.

ولا بد من الإشارة إلى أن معاهدتي السلام بين النظامين المصري والأردني، فشلتا حتى الآن في تحقيق الاختراق الشعبي، الذي كانت تصبو إليه دولة الاحتلال، رغم أن النظام الحالي في مصر، كما تزعم وسائل إعلام إسرائيلية، قرر أن يلقي نفسه بالكامل في أحضان دولة الاحتلال، على نحو لم يفعله من قبل أيُّ زعيم أو مسؤول مصري أو عربي.

فقد زعمت صحيفة «إسرائيل اليوم» في تقرير لها قبل أيام أن رئيس الموساد يوسي كوهين، اتفق مع نظيره المصري عباس كامل، على معارضة الضم بالشجب والاستنكار فقط، وأن المخابرات المصرية كما تدعي الصحيفة، نصحت المخابرات الأردنية، بتوصية الملك عبدالله بفعل ذلك.

وفي السياق فقد استقبل الملك عبد الله في الأيام الأخيرة يوسي كوهين، الذي سلمه رسالة من نتنياهو في إطار مهمته، لإقناع دول عربية وخليجية، على وجه الخصوص، بالقبول بفكرة الضم، تصور فقط ما وصلت إليه أنظمتنا، التي تستقبل رئيس الموساد لإقناعها بقضم مزيد من الأرض الفلسطينية.

وزعمت الصحيفة أيضا أن مصر والأردن، ليستا معنيتان بالمساس باتفاقيات السلام، كل هذا مجرد مزاعم، لكن لم ينفها أيٌّ من النظامين.

الموقف من نظام أبوظبي ليس تبليا، بل لأن هذا النظام أخذ على عاتقه مواصلة التخريب والتآمر على القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى ملفات عربية أخرى والترويج للتطبيع مع الاحتلال، مبذرا أموال وثروات شعب الإمارات الطائلة.

وفي هذه المرحلة على وجه الخصوص، يلعب نظام محمد بن زايد، دورا تخريبيا ومضرا بالقضية الفلسطينية والامثلة عديدة، ونسوق بعضا منها.

ففي مناسبتين متتاليتين حاول محمد بن زايد، توجيه صفعة للفلسطينيين وقيادتهم، بإرسال ما وصفها مساعدات طبية للفلسطينيين، عبر مطار تل أبيب، وفي المرتين، وعن سابق إصرار وترصد، لم ينسق مع السلطة الفلسطينية.

فبعث «طائرة المساعدة» الأولى المزعومة إلى مطار تل أبيب، رغم أنه كان بإمكانه أن يرسلها عن طريق الأردن. ورفضت السلطة استلامها، وكانت محقة بذلك. وأعاد نظام بن زايد الكرّة، رغم معرفته بأن مصيرها سيكون كمصير الطائرة الأولى. وفي ذلك إنما كان يبعث برسالتين:

الأولى سحب الاعتراف بالسلطة الفلسطينية بتجاهلها والتنسيق مع سلطات الاحتلال. والثانية مفادها أن مشهد طائرات خطوط طيران عربية رسمية، وهي تحط بمطار تل أبيب لم يعد خطا أحمر، بالنسبة للمواطن العربي، رغم غياب العلاقات الرسمية مع دولة الاحتلال التي تحدث القارئ عنها.

تأتي هذه الخطوة الإماراتية في وقت يحتد فيه الصراع، وتهدد فيه إسرائيل بضم نحو 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة، والأخطر من ذلك تقسيمها إلى كانتونات ومعازل، لا تواصل بينها، باستثناء ما تسمح به دولة الاحتلال، التي تسيطر على الحدود والأجواء والمياه، وحتى الهواء والقدس إلخ.

وإضافة إلى مشهد طائرات شركة الاتحاد الإماراتية، وهي تحط في مطار بن غوريون، فإن نظام بن زايد يقود تيار التطبيع في بلدان عربية، ويعمل على دفع كل الواقعين تحت نفوذ دولاراته، للإعلان عن رغبتهم في إقامة علاقات طبيعية مع دولة الاحتلال.

وآخر هذه الإعلانات جاءت من ليبيا، من مجموعة تخضع لنفوذ الإمارات، وكذلك من اليمن. ونذكّر فقط بالدور الذي لعبه بن زايد في دفع الجنرال عبدالفتاح برهان رئيس مجلس السيادة في السودان، للقاء نتنياهو في أوغندا في فبراير/شباط الماضي.

ومنذ أن وقع جنوب اليمن تحت سيطرة الإمارات، بدأ يكشف عن الاتصالات بين قادته واسرائيل. ونقل عن نائب رئيس المجلس «الانتقالي» في عدن هاني بن بريك، القول في تغريدة عبر تويتر، إنه «لا مانع (لديهم) من فتح علاقة مع إسرائيل».

لاحظ أن الانفتاح على دولة الاحتلال، هو فقط كما يزعمون لضمان حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته بسلام وأمان إلى جانب إسرائيل».

جاء ذلك بعد أن نشرت صحيفة «إسرائيل اليوم» مقالا يتحدث عن «أصدقاء سريين لإسرائيل في جنوب اليمن» من بينهم اللواء قاسم عبد العزيز الزبيدي محافظ عدن السابق، مستذكرة أنه كان قد عبّر في السابق عن تعامله الإيجابي مع إسرائيل.

ولتبين مدى حرصها على العلاقات مع دولة الاحتلال، كانت الإمارات من الدول المبادرة للتعامل بإيجابية، حسب ما جاء في مقال خص به سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة صحيفة «يديعوت أحرونوت»، تجاه إسرائيل بإيجابية، بتصنيف، حزب الله اللبناني «منظمة إرهابية»، وشجب «تحريض حركة حماس» على إسرائيل.

ومن اليمن إلى ليبيا، حيث طالب مسؤول قريب من الجنرال الليبي المنشق خليفة حفتر المدعوم إماراتيا «إسرائيل» بتقديم الدعم اللازم لهم. وقال عبد السلام البدري، نائب رئيس مجلس الوزراء في ما يسمى «حكومة الشرق» الموالية لحفتر غير المعترف بها دوليا، إنهم لم ولن يكونوا أعداء إسرائيل أبدًا.

جاء ذلك في حوار هو الأول من نوعه، مع صحيفة «ماكور ريشون» المحسوبة على تيار الصهيونية الدينية في «إسرائيل». وحسب الصحيفة فإن البدري مقيم في بنغازي (شرق)، وكشف البدري: «لدينا تاريخ طويل من الاتصال مع إسرائيل والجالية اليهودية».

ووجه رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي قال فيها: «لم ولن نكون أبداً أعداء، ونأمل أن تدعمونا، الظروف هي التي حالت بيننا حتى الآن». وكأسياده لم ينس البدري التطرق إلى حل الدولتين، الذي أصبح لازمة لأي حديث عن تعاون مع دولة الاحتلال، لازمة تفعل من تحتها ما تشاء.

وأخيرا فإن كل المبررات التي تسوقها دولة الإمارات، ومن يدور في فلكها، سواء في اليمن أو ليبيا أو السودان، ومحاولة التستر وراء راية دعم حل الدولتين مردودة على أصحابها، فلو كانت النوايا صادقة لوضع نظام محمد بن زايد يديه بيد قيادة الشعب الفلسطيني في قضيته.

ومهما كان نظام الإمارات حريصا على القضية الفلسطينية وليس هناك ما يدل على ذلك، وأفعاله سبقت أقواله، فانه لن يكون أكثر حرصا من الشعب الفلسطيني وقيادته الذين يخوضون الآن معركة حاسمة ومصيرية في مواجهة مؤامرة تصفية قضيته، ممثلة بصفقة القرن الأمريكية التصفوية.

ولكن يبدو أن هذا النظام اخذ على عاتقه مسؤولية تسويق دولة الاحتلال والتطبيع معها بين حلفائه، بل زبانيته، وتوجيه طعنة بخنجره المسموم إلى ظهر الشعب الفلسطيني.

يجب أن يعلم نظام بن زايد، أنه لن يكون أحرص من أهل فلسطين على قضيتهم التي حملوها على أكتافهم، لأكثر من قرن والعزم لا يزال قويا ولا يحتاجون لمساعدات نظامه ويرفضون أفعاله جملة وتفصيلا.

* علي الصالح كاتب فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية