استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سلطان القاسمي يكتب: لماذا لا يساعد تدخل قطر على إنهاء أزمة غزة؟!

الأحد 3 أغسطس 2014 09:08 ص

سلطان سعود القاسمي، سي إن إن، 30/7/2014 - ترجمة: الخليج الجديد

خلال أسابيع من القصف الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة المأهول بالسكان، رأينا عددا من اللاعبين السياسيين الذين قاموا بتقديم خطة لوقف إطلاق النار. إن حالة الجمود تبدو كائنة بين مصر وقطر حيث مواقفهما مختلفة تجاه حماس، التي تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وتحكم قطاع غزة منذ العام 2007. وبسبب الانحياز السياسي لكل من الدولتين فإن أي منهما لا يمكن أن يكون وسيطا حصريا في هذا الموقف. 

غير أن دولة واحدة من هاتين الدولتين لها مزايا سياسية وجيوغرافية لا يمكن إنكارها: مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي لها حدود مع غزة وهو ما يعني - في السراء والضراء - أن مصر هي نقطة العبور الوحيدة لأهل غزة نحو العالم الخارجي. كما أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لها قنوات دبلوماسية مباشرة مع إسرائيل وهو الأمر الضروري من أجل إنجاز أي صفقة ضرورية.

خلال فترة حكم الإخوان المسلمين في القاهرة، عرضت قطر 8 مليار دولار منحا وقروضا وهي الاستراتيجية التي كانت تعني الكثير غير أنها أتت بنتائج عكسية في نهاية المطاف.

ولأن الإخوان المسلمين شعروا بأن قطر هي مصدر التمويل الأساسي، فإنهم لم يشعروا بالحاجة إلى التفاوض من أجل الوصول لحل وسط سياسي أو إصلاح اقتصادي مع باقي شرائح المجتمع السياسي أو المدني المصري وهو الأمر الذي كان يمثل شرطا لإقراض مصر 4.8 مليار دولار. وقد عجل هذا الأمر من سقوط الجماعة.

الحقيقة هي أن استراتيجية قطر تجاه الإخوان المسلمين قد فشلت بشكل مأساوي: لقد نتج عنها عزلة الإخوان المسلمين في مصر إلى الحد الذي أدى للإطاحة بها في انقلاب عسكري عقب ثورة شعبية وعدم اعتراض المصريين على المذابح اليومية التي يتعرض لها أعضاء الجماعة.

كما أن دعم قطر للإخوان المسلمين نراه أيضا في مناطق أخرى بالمنطقة مثل ليبيا والأردن وتونس وهو ما كان له أثر عكسي كذلك حيث تم إخراجهم من السلطة. كل ذلك مثل عاما سيئا لقطر.

وقد تسببت مواصلة قطر في دعمها المالي والإعلامي للإخوان المسلمين عن طريق قناة الجزيرة مباشر مصر والتي تقوم بإبراز وجهة نظر الإخوان المسلمين، في تسميم العلاقات بين مصر وقطر.

وقد اتهمت وزارة الخارجية المصرية مؤخرا كلا من قطر وتركيا بتعطيل جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة.

والأكثر من ذلك، فإن البعض في مصر يرون علاقات قطر مع تركيا متزايدة. وقد وصف رئيس الوزراء التركي رجل طيب أردوغان والذي من المتوقع أن يكون رئيس تركيا القادم، في مقابلة مع السي إن إن، الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه "طاغية" وقال أن مصر ليس لها دور حقيقي لتلعبه في غزة. ليس هناك شك من أن مصر لن تقبل بأي دور يمكنه أن يؤثر سلبا على دورها الإقليمي وخصوصا دور قطر وتركيا.

حماس لديها أسباب حقيقية لرفض ما قيل أنها نفس شروط وقف إطلاق النار التي كانت قد وافقت عليها من قبل في نوفمبر 2012 عندما كان الإخوان يحكمون مصر.

إن تكلفة الحياة في غزة صارت عالية جدا فلا يمكن العودة إلى الوضع الذي تصير فيه غزة أكبر سجن في العالم، فلابد من رفع الحصار أو حتى تخيفه جزئيا على الأقل.

إن تحرك قطر من أجل توفير ملاذ آمن لحماس بعد أن قررت ترك سوريا في أعقاب الحرب الأهلية هناك كان تحركا استراتيجيا. وقد أعطى ذلك قطر ميزة كبيرة تتفوق بها على باقي الدول في المنطقة ما عدا مصر. كما أن الاقتراح القطري لتمويل الميناء التجاري في غزة سوف يقلل نسبيا من السيطرة المصرية على حركة الأفراد والبضائع والمواد داخل القطاع وخارجه وسوف يتم ذلك على أفضل حال مع المراقبة المصرية وليس من دونها.

وفي محاولة واضحة لتهدئة مصر، وصف وزير خارجية قطر الدور المصري في أزمة غزة بالأساسي على الرغم من غياب مصر في اجتماع باريس حول الصراع الحالي وهو الاجتماع الذي ضم قطر وتركيا وبعض الدول الغربية.

ويمكن تفسير الغياب المصري عن الاجتماع أن يكون بسبب الاقتراح الذي دعمته قطر والذي يقول بتدويل معبر رفح ووضعه تحت مراقبة الأمم المتحدة وبعض الدول العربية.

لا يجب على قطر أن تكرر هذا الخطأ مرة أخرى والذي أشعر الإخوان المسلمين في مصر وفي بعض الأماكن الأخرى بالسلطة المطلقة والعصمة وعليها أن تدرك أن وضع مصر السياسي والجيوغرافي يتفوق على أي دعم مالي وإعلامي يمكن أن تقدمه قطر لحماس.

إذا كان الغرض الحقيقي هو وقف المذابح الإسرائيلية على غزة، فعلى الدوحة أن تتنازل عن قوتها الناعمة إلى قوة القاهرة الخشنة. وبسرعة إدراك ذلك من قبل قطر فإن هذا الصراع الدائر في غزة سوف ينتهي سريعا أيضا. 

  كلمات مفتاحية