هزت احتجاجات عارمة العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، إثر مقتل المغني الشهير "هاشالو هونديسا"، بعد توجيهه نقدا للحكومة، واعترفت الشرطة الإثيوبية بمقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، وإصابة ما يربو على 80، ما دفع السلطات إلى قطع خدمة الإنترنت في معظم مناطق البلاد.

وأثار مقتل "هونديسا" انفجارات واحتجاجات في العاصمة أديس أبابا ومنطقة أوروميا المحيطة بها، الثلاثاء، وأعاد إلقاء الضوء على الانقسامات المتنامية في قاعدة نفوذ رئيس الوزراء "آبي أحمد" وسط أبناء عرق الأورومو حيث يزداد تحدي الناشطين العرقيين للحكومة بعد أن كانوا حلفاء لها.

وينتمي كل من رئيس الوزراء والمغني القتيل إلى عرق الأورومو وهي أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا واشتكت طويلا من تهميشها إلى أن عُين "آبي أحمد" رئيسا للوزراء عام 2018.

ووصف رئيس الوزراء "آبي أحمد" عملية قتل المغني "هاشالو هونديسا"، في كلمة نقلها التليفزيون مساء الثلاثاء، بأنه "عمل شرير".

وأضاف أن تلك العملية "فعلة ارتكبها واستلهمها أعداء في الداخل والخارج لزعزعة سلامنا ومنعنا من تحقيق الأمور التي بدأناها".

وجرى مقتل "هاشالو" بالرصاص في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء الإثنين، بحسب الشرطة الإثيوبية، مضيفة أنه "جرى التخطيط للقتل جيدا على ما يبدو".

وقال مفوض شرطة مدينة أديس أبابا، "جيتو أرجاو" لوسائل الإعلام الرسمية، إن الشرطة اعتقلت بعض المشتبه بهم لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.

وعلى أثر تلك الاحتجاجات العارمة قال مفوض الشرطة الاتحادية في إثيوبيا "إنديشو تاسيو" إن 3 انفجارات هزت المدينة.

وأضاف في كلمة أذاعها التليفزيون ليل الثلاثاءـ "قُتل بعض المتورطين في زرع قنبلة علاوة على مدنيين أبرياء"، ولم يقدم تفاصيل أخرى.

وأضاف أن ضابط شرطة قُتل أيضا في العاصمة خلال مواجهة مع الحرس الشخصي لقطب الإعلام "جوهر محمد"، المعارض السياسي المنتمي لعرقية الأورومو هو الآخر.

وكان العشرات قد لقوا حتفهم عندما اشتبك أنصار "جوهر" مع الشرطة في أكتوبر/تشرين الأول.

وقال مفوض الشرطة الاتحادية "إنديشو" إنه جرى اعتقال "جوهر" وزعيم حزب سياسي معارض ينتمي للأورومو و33 شخصا آخرين.

وأضاف أن الشرطة صادرت أسلحة وأجهزة لاسلكي من حرس "جوهر".

وأصبح "جوهر" منتقدا قويا لـ"آبي" بعد أن كان من أقوى أنصاره.

وقالت المحطة التليفزيونية المملوكة لـ"جوهر" إنها أرغمت على البث عبر الأقمار الصناعية من ولاية مينيسوتا الأمريكية بعدما داهمت الشرطة الإثيوبية مكاتبها واحتجزت موظفين.

وكتب "جوهر" معلقا على مقتل المغني عبر صفحته على "فيسبوك"، صباح الثلاثاء: "إنهم لم يقتلوا هاشالو فحسب. لكنهم أطلقوا الرصاص على قلب أمة الأورومو مرة أخرى، يمكنكم قتلنا، جميعا.. لكنكم لن توقفونا، أبدا".

وكان المغني قد انتقد القيادة الإثيوبية في مقابلة مع الشبكة الإعلامية المملوكة لـ"جوهر" الأسبوع الماضي.

وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي حشودا كبيرة تحيط بسيارة قيل إنها تحمل جثمان "هاشالو" وتسير ببطء إلى مسقط رأسه في بلدة أمبو التي تبعد حوالي 100 كيلومتر إلى الشرق من أديس أبابا.