مناورات تركية قبالة سواحل ليبيا بأسماء قادة عثمانيين.. ما قصتهم؟

الأربعاء 8 يوليو 2020 12:06 ص

تعتزم القوات البحرية التركية إجراء مناورات ضخمة في شرق البحر الأبيض المتوسط، قبالة السواحل الليبية، في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر في ليبيا وشرق المتوسط بسبب أنشطة التنقيب عن الغاز.

وتحمل تلك المناورات رموز بأسماء "بربروس"، و"تورغوت ريس"، و"جاكا بي" للمناطق التي ستجري فيها المناورات، وهي أسماء قادة بالبحرية العثمانية، حسب صحيفة "يني شفق" التركية.

وتهدف تلك المناورات إلى رفع "الاستعداد القتالي"، كما تعتبر الثانية للشهر الثاني على التوالي× حيث أجرت تركيا مناورات بحرية ضخمة في 11 يونيو/حزيران بمشاركة عناصر النخبة من القوات الجوية والبحرية.

وشارك في المناورات الماضية 17 طائرة تابعة للقوات الجوية و8 فرقاطات وطرادات تابعة لقيادة القوات البحرية، واستغرقت نحو 8 ساعات، وشملت مسارا بطول ألفي كم؛ بهدف اختبار وتطوير مهام عمليات المسافات الطويلة دون انقطاع. 

وقال الصحيفة التركية إن المناورات الحالية تهدف لإرسال رسائل إلى دول الاتحاد الأوروبي واليونان والدول المشاركة في عملية "إيريني"، ولمصر و(إسرائيل)، والدول الصديقة والمعادية في شرق المتوسط على حد سواء.

  • بربروس

ومن بين أسماء القادة العثمانيين الذين حملت المناورات البحرية أسماءهم "خير الدين بربروس"، وهو أول قائد للأسطول العثماني، الذي لا يزال يصنف حتى اليوم كأحد أبرز القادة البحريين، وممن ساهموا في تأسيس الإمبراطورية العثمانية.

وعام 1502، بدأ "بربروس" وشقيقه "عروج" بمحاولات فرض السيطرة على البحر المتوسط؛ حيث اكتسبا شهرة كبيرة في تلك الفترة بفضل الانتصارات التي حققاها في إسبانيا وجنوة (جنوب إيطاليا حاليا)، وفرنسا.

وفي العام 1516، أرسل الشقيقان قسما كبيرا من الغنائم البحرية التي استوليا عليها إلى السلطان "ياووز سليم" كهدايا، ثم بدءا، بعد تلقيهما الدعم من الدولة العثمانية، بفرض السيطرة على بعض الأراضي في شمال أفريقيا.

وفي هذا الإطار، أحكما السيطرة على الجزائر بين عامي 1516 و1517، بعد سلسلة من المعارك ضد الغزاة الإسبان والجنويين.

وبعد وفاة السلطان "ياووز سليم"، استمر "بربروس" بتحقيق الانتصارات البحرية تحت راية السلطان "سليمان القانوني"؛ حيث استدعاه الأخير إلى إسطنبول عام 1534، وعينه قائدا بحريا، لصد هجمات البحارة المسيحيين على شبه جزيرة مورا اليونانية (بيلوبونيز).

وبعد تحقيق الدولة العثمانية المزيد من الانتصارات، حشدت البابوية مع كل من البندقية وجنوة ومالطا، وإسبانيا، والبرتغال، أسطولا صليبيا ضخما، بهدف مواجهة الأسطول العثماني.

والتقى الجانبان في خليج أمبراسيان، في معركة بروزة البحرية، التي تعد من أكبر المعارك البحرية حتى ذلك التاريخ، وحقق فيها "بربروس" انتصارا كبيرا.

  • تورغوت ريس

كما تحمل المناورات التركية اسم "تورغوت باشا"، أو من يسميه عامة الليبيين والأتراك "تورغوث رايس"، وهو مولود سنة 1485، لأبوين فقيرين في قرية صغيرة بأناضوليا.

ركب البحار شابا بدافع حب المغامرة، واشتغل في بادئ الأمر على سلاح المجاديف، ثم سلاح المدفعية في السفن.

في مطلع القرن 16، اقتحم ميدان القرصنة رفقة قراصنة أتراك بسطوا سيطرتهم على البحار الشرقية لحوض البحر الأبيض المتوسط، وبثوا الرعب في السفن الإيطالية القادمة من أرخبيل البندقية.

انضم "تورغوت" إلى أسطول "بربروس"، وجعله ساعده الأيمن في غزواته البحرية.

وكان لـ"تورغوت" دور كبير في المعركة البحرية الشهيرة بـ"معركة بروزة" التي وقعت على السواحل اليونانية سنة 1538، والتي تمكّن من خلالها "خير الدين بربروس" من إلحاق هزيمة بأسطول أوروبي مكوَّن من 600 سفينة تحت قيادة الأدميرال الإسباني الشهير "أندريا دوريا".

وفي أغسطس/آب 1551، استطاع "تورغوت" تحرير طرابلس، وهزيمة فرسان مالطا، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت طرابلس الغرب ثاني إيالة عثمانية بحرية في شمال أفريقيا.

وأصبح "تورغوت" واليا على طرابلس عام 1553.

وانضم "تورغوت" للأسطول العثماني في حصاره لمالطا عام 1565، قادما من طرابلس ومعه أسطول من 28 سفينة و3 آلاف جندي.

وأصيب "تورغوت" بشظية في رأسه، توفي على إثرها عن عمر يناهز 80 سنة، لينقل ويتم دفنه في طرابلس.

وقد أطلق الصليبيون على الموضع الذي قتل فيه "تورغوت"، "نقطة تورغوت"، وما زالت هذه النقطة موجودة في جمهورية مالطا حتى اليوم.

  • تشاكا باي

هو قائد وبحار السلاجقة في القرن الحادي عشر.

وفي عام 1071، أسس وأدار إمارة مستقلة مركزها سميرنا "أزمير الحالية" مباشرة بعد معركة "ملاذكرد" الحربية في الفترة التي انتشر فيها السلاجقة في منطقة الأناضول.

ويعتبر أول أميرال تركي في التاريخ، وأول من أنشأ سلاح البحرية في تاريخ الترك.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مناورات عسكرية تركية

شرق المتوسط 2019.. مناورة بمشاركة 15 بلدا وإشراف تركي

تدريبات بحث وإنقاذ تركية قبالة سواحل ليبيا

تمثال يخلد ذكرى جنود عثمانيين تجمدوا حتى الموت بالحرب العالمية الأولى