عبر مسؤولون أمنيون إسرائيليون عن قلقهم البالغ من إمكانية حصول إيران على منظومة «إس 300» الصاروخية الدفاعية، روسية الصنع، حسب صحيفة «رأي اليوم» اللندنية.

وأوضح هؤلاء المسؤولون أن منظومة الصواريخ هذه تُعتبر منظومة الرعب الذي تُخيف جميع أسلحة الطيران في العالم؛ بسبب قوتّها وأدائها المُتميّز.

البروفيسور الإسرائيليّ، «أبراهام عاسئيل»، هو جنرال متقاعد ورئيس معهد «فيشر» للأبحاث الإستراتيجيّة في تل أبيب، قال لموقع «والاه» الإخباريّ الإسرائيليّ، إنّ هذه المنظومة «تُشكّلا خطرًا وتهديدًا كبيرين على سلاح الجوّ الإسرائيليّ».

واستدرك مضيفا أنّ هذه المنظومة لا تمنع سلاح الجوّ الإسرائيليّ من تأدية مهامّه، لكنّها «تزيد من نسبة الثمن والمخاطر»، على حدّ تعبيره.

وفي معرض ردّه على سؤال فيما إذا وصلت هذه المنظومة لسوريّا و«حزب الله» اللبناني، قال «عاسئيل» إنّ تواجد المنظومة على الحدود الإسرائيليّة يخلق واقعًا جديدًا ومُستحيلاً بالنسبة للطيران العسكريّ والمدنيّ في بلاده.

و«إس 300»، هي منظومة صواريخ أرض جو ذات قدرات عالية، وبعيدة المدى، وظهرت لأول مرة عام 1979، وأدخلت تطويرات كبيرة عليها في السنوات الأخيرة.

من ناحيته، اعتبر مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع «والاه»، «أمير بوحبوط»، أنّ الإعلان الإيرانيّ بأنّ إبرام الصفقة مع روسيا للحصول على هذه المنظومة فشل بسبب خلافات ماليّة بين الطرفين، لا يؤخذ على محمل الجدّ، لا في بلاده ولا في الغرب.

 ورأى أنّ روسيا بحاجةٍ ماسّةٍ للأموال الإيرانيّة، لكن، على ما يبدو، بسبب الضغوطات التي مارسها الغرب عليها، لجأت إلى تأجيل الإعلان الرسميّ عن إتمام الصفقة حتى تخّف الضغوطات الغربيّة.

في السياق نفسه، رأى «عوزي روبين»، الذي كان مسؤولاً عن مشروع تطوير الصواريخ في وزارة الأمن الإسرائيليّة، إنّ حصول إيران على منظومة «إس 300» لا يُمكن اعتبارها بأيّ حالٍ من الأحوال بشرى سارّة للجيش الإسرائيليّ، لكنّه استدرك قائلاً: «نحن لا نتكلّم عن نهاية العالم».

مع ذلك، وافق «روبين» على أنّ نصب هذه الصواريخ على الحدود مع بلاده ستُغيّر قواعد اللعبة كلّها، وستخلق واقعًا جديدًا لم يكُن في الماضي.

«روبين»، الذي شارك في عملية تطوير صاروخ «حيتس» الإسرائيلي، تطرّق في حديثه إلى تغيير الميزان الإستراتيجيّ في منطقة الشرق الأوسط، وقال إنّ «الدول الأولى التي يجب أنْ تخشى من حصول إيران على هذه المنظومة هي الدول الجارة لنا، مثل المملكة العربيّة السعوديّة ودول الخليج العربيّ، وبعد هذه الدول، تكون إسرائيل».

وتابع قائلاً إنّ «السعوديّة ودول الخليج الأخرى اختاروا خطًا وسياسة واضحةً جدًا: زيادة تسليح أسلحة الجوّ التابعة لهن، بواسطة طائرات عصريّة من إنتاج أمريكيّ وأوروبيّ، إذْ أنّهم يعتمدون على الطائرات وليس على الصواريخ كقوةٍ ردعٍ، ولكنّ المنظومة الروسيّة ستؤدّي لإسقاط هذا الخيار تقريبًا».