استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أُخرج يا نتنياهو

الأحد 3 أغسطس 2014 06:08 ص

ناحوم برنياع - يديعوت 

إن أشجع وأحكم قرار يمكن أن يتخذه بيبي نتنياهو الآن هو اخراج القوات البرية من غزة لأنه ليست لها مهام محددة تقوم بها هناك.  

كان المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في الكرياه في تل ابيب يرمي الى أن يكون مؤتمر انتصار. نجونا: انتهت العملية. وقُضي على حماس. وعاد الهدوء. وعادت قواتنا الى الوطن بسلام. وأُقيم وراء رئيس الوزراء ووزير الدفاع صف متزاحم من أعلام الدولة. وقد قالت الأعلام إن الحال حال عيد لكن وجهي الاثنين أنبآ عن التاسع من أغسطس/آب (وهو حداد لليهود – المترجم). قام «نتنياهو» بتأخير ظهوره 20 دقيقة بسبب الكلام الذي قاله أمس أبناء عائلة الضابط المخطوف «هدار غولدن». فقد طلب أبناء العائلة علنا ألا يخرج الجيش الاسرائيلي من القطاع ما بقي إبنهم حيا أو ميتا، في يد حماس. ولم يستجب «نتنياهو» و«يعلون» للطلب لكنهما اضطرا الى إعادة كتابة خطبتيهما فتحول «نتنياهو» عن اعلان بخروج قوات الجيش الاسرائيلي من القطاع من طرف واحد الى جُمل غير واضحة وغير مُلزمة مثل «كل الخيارات على الطاولة». حينما يقول الامريكيون هذا عن ايران نعلم أنه لا خيارات ولا طاولة وأن كل شيء كلام. ونشك في أن تكون لـ«نتنياهو» خيارات.

في حين كان «نتنياهو» يتكلم علق بعضهم على طول جدار وزارة الدفاع لافتات تعترض على التخلي عن الأسرى، وقد صار كل شيء فوريا الآن حتى الاحتجاج. وسيضطر الاثنان الى أن يواجها انتقادا قاسيا من اليمين الذي سيستعمل الملازم «غولدن» شعارا. وهذا امتحان غير سهل لنتنياهو في مواجهة جمهوره وفي مواجهة عاصفة المشاعر في كل أجزاء المجتمع الاسرائيلي، فلا أحد يشتاق الى العودة الى الأثمان التي دُفعت في صفقة شليط أو في صفقة «ريغف وغولد فاسر»

اجتمع المجلس الوزاري المصغر في يوم الجمعة بعد الواقعة في رفح. وكانت النفوس مهتاجة وخيبة الأمل كبيرة لكن الأكثرين فضلوا آخر الامر احتواء الواقعة. سيستعد الجيش الاسرائيلي لخروج من طرف واحد ولن تكون تسوية مع حماس فالتهدئة ستقوم على الردع.

هذا هو ما عُرض فعله بالضبط على المجلس الوزاري المصغر في مقالة نشرت هنا قبل 12 يوما في 23 تموز. وحينما سمعت «نتنياهو» أمس يصف بالكلمات نفسها حقا مزايا الردع بلا تسوية، فكرت في 33 مقاتلا من الاسرائيليين الأخيار كان يمكن أن يكونوا أحياء بيننا اليوم لولا أن نتنياهو خشي كثيرا من أن يتخذ قرارا؛ وفكرت في مئات المدنيين الغزيين الذين قتلوا عبثا، وفكرت في الأضرار التي أصابت اسرائيل في الساحة الدولية والتي ستظل تصاحبنا بعد العملية.

غضبت وفرحت. لكن حدوث الامر متأخرا أفضل من ألا يحدث ألبتة.

«بادر، يا نتنياهو»، كان عنوان المقالة الصحفية. وقد جاء فيما جاء فيها: «في غضون يومين أو ثلاثة حينما يُتم الجيش الاسرائيلي العمل على الانفاق التي تفضي الى داخل اسرائيل، سيعلن رئيس الوزراء ووزير الدفاع بأنه انتهت عملية الجرف الصامد. ومنذ هذا الوقت فصاعدا تتولى اسرائيل المبادرة فتُخرج القوات البرية، لكن اذا استمرت حماس على اطلاق قذائف صاروخية فسيستمر قصف سلاح الجو واطلاق قذائف المدافع بل سيزداد قوة»،  «الميزة المباشرة للفكرة هي وقف الانجرار وراء حماس. إن شخصا ما بُلبل هنا: فحماس هي التي تحتاج الى تفاهمات مع اسرائيل لا العكس».

استعرضت تاريخ عمليات عسكرية على منظمات ارهاب. في الحالات التي أُحرزت فيها اتفاقات نُكثت وثبت الردع. «إن التفاهمات مع منظمة ارهابية هي قشة في الريح»، كتبت. «وإن قوة عمليات الجيش الاسرائيلي في الردع الذي تُحدثه لا في التفاهمات التي تُحرز بعد انقضائها. وما دام الحديث عن حماس فانه يفضل أن تعتمد اسرائيل على الردع لا على تسوية».

إن الردود التي تلقيتها على المقالة، من وزراء معتدلين ووزراء يمينيين كانت مفاجئة. وفرحت فرحا خاصا بردود تلقيتها من قيادة الجيش الاسرائيلي العليا. فيبدو أنني أصبت رأي الكبار.  

يجب أن تخرج قوات الجيش الاسرائيلي لأنه ليست لها مهام تسوغ بقاءها هناك. فلو أن دورية هيئة القيادة العامة استطاعت أن تهجم على الانفاق تحت الارض في قلب غزة وتستل من هناك كبار قادة حماس لكان هناك داعٍ للبقاء، لكن يبدو أن هذا الامكان ليس مطروحا. وليس مطروحا ايضا احتلال غزة. إن القرار الأشجع احيانا هو انهاء الامر والعودة الى الوطن.

  كلمات مفتاحية