استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إسرائيل وأنظمة الفساد والاستبداد: وجهان لعملة واحدة!

الجمعة 17 يوليو 2020 05:44 م

إسرائيل وأنظمة الفساد والاستبداد وجهان لعملة واحدة

ما الذي يتوخاه «المطبّعون العرب» من إسرائيل إضافة لكونها طريقا مختصرا نحو واشنطن وحمايتها؟

ترى حكومات عربية لـ«التطبيع» مع إسرائيل «شبكة أمان» لها رغم فسادها و«لاشرعيتها» وإفلاسها تنمويا وديمقراطيا.

ما مصلحة شعوبنا ومجتمعاتنا في «التطبيع»؟ ولماذا ينبري البعض للدفاع عن مسار انحداري وتسويغه وتسويقه؟

إسرائيل وأمريكا ويمين أوروبا يحتضنون أنظمة الفساد والاستبداد بشعارات طنانة ظاهرها رحمة وباطنها عذاب كـ«السلام والتطبيع».

حاكم بطموحات عابرة للحدود ولا تتوفر لبلاده مقومات «دولة إقليمية» يجد نفسه بحاجة لإسرائيل واستتباعاً لأمريكا لحمايته في الانتقال من مغامرة إلى مقامرة.

*     *     *

 حين ندعو المجتمعات العربية لاتخاذ مواقف صلبة ضد «تطبيع» حكوماتها مع إسرائيل، فإننا نفعل ذلك، من منطلقين اثنين، لا يقل أحدهما أهمية عن الآخر:

- الأول؛ من منطلق التضامن مع الشعب الفلسطيني والانتصار لقضيته، وسنظل نقول ذلك، برغم الأصوات النشاز التي تسخر من هذه المقولة..

- الثاني؛ من منطلق الحرص على مستقبل المشروع الديمقراطي العربي، ذلك أن كثير من الحكومات العربية، تنظر لـ«التطبيع» مع إسرائيل، بوصفه «شبكة أمان» لها، برغم فسادها و«لا شرعيتها»، وإفلاسها التنموي والديمقراطي.

أنتم إذ تقاومون «التطبيع» مع إسرائيل، فإنما تمهدون طريق الإصلاح والتغيير في دولكم ومجتمعاتكم، خدمة لأجيالكم القادمة، وتنتصرون في الوقت ذاته، لأنبل قضية وأشجع شعب.. والكفاح ضد «التطبيع» جزء لا ينفصل عن كفاحكم من أجل الحرية والكرامة وحقوق الانسان، إنهما «وجهان لعملة واحدة».

لماذا يلهث بعضنا للتطبيع مع إسرائيل؟

1. لأنه «شرعيته منقوصة»، ليست مستمدة من صناديق الاقتراع..

2. لأنه يخشى المعارضة في بلاده، سيما إن وجد نفسه مرغماً على خوض غمار منافسة ديمقراطية سلمية معها في الشارع..

3. لأن لديه طموحات عابرة للحدود، دون أن تتوفر لبلاده مقومات «الدولة الإقليمية»، فيجد نفسه بحاجة لإسرائيل واستتباعاً للولايات المتحدة لحمايته فيما هو موشك على الانتقال من مغامرة إلى مقامرة..

4. لأن لديه مخاوف من جيرانه، عرباً وأعاجم على حد سواء.

ما الذي يتوخاه «المطبّعون العرب»، من إسرائيل بالإضافة لكونها طريقاً مختصراً نحو واشنطن وحمايتها؟

لم نسمع عن رغبة أي من هؤلاء في الاستفادة من التكنولوجيا الزراعية المتطورة في إسرائيل، ولا في ميادين «الهاي تيك» وأنظمة الردارات والتحكم والتوجيه المستخدمة في الطائرات والصواريخ والأقمار الاصطناعية، كما تفعل الهند مثلاً..

تجارتهم مع إسرائيل تكاد تكون منصبة على «برمجيات التجسس والتعقب وانتهاك الخصوصية واختراق الهواتف والبريد الالكتروني وصفحات السوشيال ميديا»، لا شيء غير ذلك!

طالما أن الأولوية هي لقمع الخصوم والمعارضين في الداخل، وضمان أمن الحاكم واستقرار النظام.. شركات الأمن الإسرائيلية والمستشارون الأمنيون الإسرائيليون، هم الذين تفتح لهم الأبواب أولاً، وهم الأوْلى بالرعاية من قبل «المطبعين العرب».

ما هي مصلحة شعوبنا ومجتمعاتنا في «التطبيع» والحالة كهذه؟ ولماذا ينبري البعض منّا للدفاع عن هذا المسار الانحداري وتسويغه وتسويقه؟

بعضهم يصدر عن جهل، وأكثرهم يصدر على «ارتزاق»، نجد للفئة الأولى العذر، وننظر للفئة الثانية بوصفها جزءاً من المشكلة وليست جزءا من الحل.

قبل سنوات، وتحديداً في سنوات الركود والاستنقاع الطويلة التي سبقت ثورات «الربيع العربي» وانتفاضاته، كان زملاؤنا الأوروبيين يسخرون منا ونحن نتحدث عن دور إسرائيل والمشروع الصهيوني في إعاقة المشروع الديمقراطي العربي.

مع أننا لم نكن نسقط مسؤوليتنا الذاتية عن هذه الإعاقة، ولطالما اتُّهمنا بأننا نجعل من إسرائيل شمّاعة نعلق عليها أخطاءنا وخطايانا.

اليوم، جاء دورنا لنسخر منهم، ونحن نراقب سلوك إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، وبعض اليمين الأوروبي، وهم يحتضنون أنظمة الفساد والاستبداد، تحت شعارات طنانة، ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب، من نوع: «السلام والتطبيع»...

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية