محاربة داعش: وضع العِصي في الدواليب

الاثنين 31 أغسطس 2015 12:08 م

قد يكون مبالغا فيه تسمية الحرب ضد داعش "وهمية"، لكن يصعب عدم رؤية جوانبها الوهمية الغير حقيقية. فجأة تم ارضاء تركيا حيث بدأت بهجوم شديد على الاكراد (الحلفاء الناجعين الوحيدين للولايات المتحدة في هذه الحرب...). مسرحية الرئيس التركي اردوغان شفافة تماما: بعد أن تلقى ضربة في انتخابات حزيران، قرر أن يجرب حظه مرة ثانية وأن يركب موجة القومية الإسلامية التركية ضد الأقلية الكردية في بلاده، التي كان نجاحها في الانتخابات العائق أمام فوز أردوغان. بالنسبة لأنقرة، الحرب ضد داعش أمر مشروط، أي هي ليست أكثر من لعبة سياسية لأردوغان ولحزبه الإسلامي.

يجب عدم اتهام واشنطن بالاعتبارات الجانبية فيما يتعلق بالحرب ضد داعش. ورغم أن المساعدة الجوية للاكراد في العراق ناجعة، إلا أن النجاعة الشاملة لتدخلها محدودة – سواء كان ذلك بسبب امتناع ادارة اوباما تجاوز العمل الجوي وادخال قوات اخرى للحرب، أو بسبب الوضع السياسي المتناقض الذي وجد بعد الاتفاق النووي مع إيران وتأثيره الجيوسياسي والاستراتيجي على كل المنطقة. يجري في واشنطن مؤخرا جدل حول من مِن الإرهابيين السنيين، داعش أم القاعدة، هو الأخطر على الولايات المتحدة – لكن بسبب العلاقة الآخذة في التعاظم مع طهران، يبدو أن الولايات المتحدة تغض النظر عن دور إيران الرئيس في الإرهاب الدولي والاقليمي.

يصعب التحرر من الانطباع أن التشديد على تهديد داعش يهدف إلى تبرير التقرب والحميمية النسبية مع طهران – احيانا التعاون التكتيكي غير المعلن الذي قد يكون استراتيجيا في المستقبل.

واشنطن مثل اغلبية الدول الاوروبية ترفض الاعتراف بحقيقة أنه رغم الفوارق والعداء بين الجهات الاسلامية على اختلافها، سواء كانت سنية أو شيعية بقيادة طهران – فان العالم الحر يوجد في صراع شامل بعيد المدى مع الجهاد الاسلامي على أنواعه.

التقارب بين واشنطن وطهران ليس فقط لا يساعد في الصراع ضد الارهاب الاسلامي، أو ضد داعش، بل يلحق الضرر بهذا الصراع لأن الجهات السنية المعتدلة التي هي الحليفة التقليدية للولايات المتحدة في المنطقة والشريكة الرئيسية ضد داعش والمستهدفة منه – تنظر بامتعاض الى العلاقة التي يتم نسجها بين واشنطن والعدوة طهران.

ديفيد بروكس، المحلل في «نيويورك تايمز» قال في هذا الأسبوع إن «إيران هي تجسيد لنظام مطلق، متطرف، مسيطر ومليء بالكراهية – واذا اعتقد أحد أن التطرف سيصبح أكثر مرونة في أعقاب رفع العقوبات وغيرها، فهو غير واعٍ لما يحدث في الشرق الاوسط في العقود الاربعة الاخيرة».

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان الأكراد أوباما الدولة الإسلامية العلاقات الإيرانية الأمريكية