أكد مصدر مطلع، الإثنين، أن غياب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي "أنور قرقاش" عن الظهور العام منذ نحو 20 يوما يعود إلى إصابته بسرطان القولون.

وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية، إن المرض العضال يمنع الوزير الإماراتي من كثرة الظهور العام، ولذا يكتفي حاليا بالتعبير عن مواقف بلاده من السياسة الخارجية عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، وفقا لما نقله موقع "الخليج أون لاين"، ولم يتسن لـ"الخليج الجديد" تأكيده من مصادر أخرى.

وعن القرار المتوقع صدوره من أبوظبي في حال تعثر "قرقاش" في أداء مهام منصبه، توقع المعارض الإماراتي "جاسم الشامسي" إعلان اسم جديد للمنصب لكن بعد "تمهل طويل" ولو استمر عاما كاملا، نظرا لما يمثله "قرقاش" من ثقل بمنظومة الحكم الإماراتية.

ولا يعود ثقل "قرقاش" إلى دوره بمنصبه فقط، حسبما يرى "الشامسي"، بل إلى كونه أيضا "رجل أعمال كبير، ولديه شركات ومؤسسات"، على حد قوله.

وكانت آخر تغريدة نشرها الوزير الإماراتي في 26 يوليو/تموز الجاري، عن ما سماه "الإمبريالية الإقليمية وهيمنتها"، مطالباً المنطقة بـ"التضامن والتكاتف"، ومؤكداً أن هذا "ضرورة وأولوية عربية"، وفق تعبيره.

أما على صعيد الظهور بشكل علني فكان آخر ظهور لـ"قرقاش" في 8 يوليو/تموز، حين شارك في جلسة مجلس الأمن لمناقشة الوضع في ليبيا.

وسبق هذا الظهور مقابلة خاصة لـ"قرقاش" مع قناة CNBC الأمريكية، بُثت في 24 يونيو/حزيران الماضي، تطرق خلالها إلى عدد من الملفات الساخنة في المنطقة، ومنظور الإمارات لها، ومنها الأزمة الليبية، والدور التركي الذي قلب الطاولة رأساً على عقب، بموجب اتفاقية أبرمتها أنقرة مع حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.

كما عرج الوزير الإماراتي في المقابلة على التصعيد الإيراني في المنطقة، حيث دعا إلى محاولة تجنب التصعيد "لأنه يخدم  كل دول الخليج"، إضافة إلى الحديث عن الأزمة الاقتصادية في لبنان.

وقبل ذلك بأسبوع، وتحديداً في 16 يونيو/حزيران، شارك "قرقاش" في مؤتمر اللجنة اليهودية الأمريكية (AJC)، عبر تقنية الاتصال المرئي بسبب جائحة كورونا، وألمح إلى إمكانية إقامة علاقات مع (إسرائيل)، مطالباً بفتح قنوات اتصال مع دولة الاحتلال؛ لأنه "قد يؤدي إلى حل القضايا العالقة"، على حد زعمه.

وأضاف أن الإمارات يمكنها "العمل مع إسرائيل في بعض المجالات، بما في ذلك مكافحة فيروس كورونا المستجد، ومجال التكنولوجيا"، فيما وصفت اللجنة اليهودية الجلسة "بالتاريخية".

وباستثناء مصر والأردن لا تقيم أي دولة عربية علاقات دبلوماسية علنية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، فيما ازدادت في الفترة الأخيرة وتيرة التطبيع من خلال مشاركات إسرائيلية في أنشطة مختلفة تقيمها دول خليجية على رأسها الإمارات.

وانضم "قرقاش" لحكومة الإمارات الاتحادية عام 2006 كوزير للدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي حتى عام 2016، في حين يشغل منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية منذ فبراير/شباط 2008 حتى الآن.

وتنضوي وزارة الشؤون الخارجية الإماراتية تحت لواء وزارة الخارجية والتعاون الدولي، التي يتولاها "عبدالله بن زايد" شقيق ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد".