استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أسواق العالم تتلقى إشارات متناقضة جداً

الثلاثاء 28 يوليو 2020 11:43 ص

أسواق العالم تتلقى إشارات متناقضة جداً

تُرجمت التخوفات كقفزات بأسعار الذهب والفضة والعملات الرقمية!

وضعت كورونا العالم في حيرة وقلق شديدين وهذه الحالة ستستمر إلى حين العثور على لقاح لكورونا.

توقعات متشائمة بتعمق أزمة الاقتصاد مع تجدد قيود السفر ودخول العالم أزمة مالية واقتصادية جديدة وإفلاس دول وشركات.

باستمرار الحيرة والقلق العالم على موعد مع تغيّرات جذرية مرتقبة منها إطاحة بايدن بترامب في انتخابات نوفمبر القادم.

استبعاد تعافي اقتصاد بريطانيا من أزمة كورونا قبل 2024 وزيادة معدل البطالة وانكماش الناتج المحلي الإجمالي البريطاني.

مقابل مؤشرات إيجابية عادت أجواء الحرب التجارية الأميركية الصينية مما أدى لتراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في عامين.

*     *     *

تلقت أسواق المال، اليوم الإثنين، إشارات شديدة التناقض تتعلق بمستقبل الاقتصاد العالمي.

ما بين حالة تفاؤل بإمكانية استعادة الاقتصادات الكبرى قوتها ونموها بسرعة، وتغلبها كذلك على تداعيات فيروس كورونا الخطيرة وحالة الركود التي تعرضت لها بأسرع مما هو متوقع، وبين توقعات متشائمة بتعمق أزمة الاقتصاد خاصة مع تجدد قيود السفر، ودخول العالم في أزمة مالية واقتصادية جديدة، وإفلاس العديد من الدول والشركات، وتعرض موازنات دول كبرى مثل إيطاليا وغيرها لأزمة ديون طاحنة تدفعها نحو التوقف عن سداد ديونها الخارجية.

ويبدو أن الأسواق وكبار المستثمرين مالوا أكثر للإشارة الثانية (المتشائمة)، خاصة مع عودة أجواء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الأميركي والصيني، وعودة الإغلاقات لبعض الاقتصادات الكبرى، واستمرار التوقعات بحدوث موجة ثانية لفيروس كورونا.

لذا رأينا ترجمة لهذه التخوفات ظهرت في شكل قفزات في أسعار الذهب والفضة والعملات الرقمية وفي مقدمتها بيتكوين، وخروج توقعات بأن يصل سعر أوقية الذهب لأكثر من ألفي دولار قبل نهاية العام الجاري.

كما زاد الإقبال على الاستثمار في الأصول الآمنة، في ظل تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي التي تجتاح العالم، وارتفاع منسوب القلق والخوف بين كبار المستثمرين وصناديق الاستثمار بسبب وباء كورونا وضعف الاقتصاد العالمي.

على مستوى حالة التفاؤل، ظهرت 3 مؤشرات:

- الأول زيادة ثقة قادة الأعمال في اقتصاد ألمانيا، أكبر اقتصادات منطقة اليورو، بأكثر من توقعات المحللين خلال الشهر الجاري، تزامناً مع إعادة تشغيل الاقتصاد.

- الثاني زيادة أرباح كبرى الشركات الصناعية الصينية بأكبر وتيرة في أكثر من عام، مع انتعاش الإنتاج، وتراجع أسعار المواد الخام، في ظل تعافي الاقتصاد الصيني، حيث زادت الأرباح بنسبة 11.5% وهي نسبة كبيرة جاءت بعد ركود عميق وتراجع في الإنتاج والصادرات، وهو ما يعني عودة الطلب على المواد الخام بما فيها النفط والطاقة وزيادة الصادرات الصينية.

- الثالث توقعات المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو حدوث انتعاش كبير لاقتصاد بلاده بعد ركود عميق، بل وتوقعه بلوغ معدل النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة نحو 20% في الربعين الثالث والرابع من العام الجاري، على الرغم من تباطؤ التعافي جراء تفشي وباء كوفيد-19.

وهذه نسبة نمو ضخمة جدا تترتب عليها أمور كثيرة منها توليد فرص عمل والحد من البطالة وزيادة الصادرات وجذب مزيد من الاستثمارات الخارجية.

وفي مقابل تلك المؤشرات الإيجابية، عادت أجواء الحرب التجارية العالمية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما أدى إلى تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في عامين، كما تترقب الأسواق قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي سيبدأ اجتماعاته اليوم الثلاثاء.

صاحب ذلك زيادةُ المخاوف بين الشركات الأميركية خاصة مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، ولذا تتوقع 80% من هذه الشركات استمرار العمل عن بعد حتى بعد انتهاء الأزمة.

كما أن هذه المخاوف من تفشي الوباء دفعت عدداً من الدول إلى عودة تشديد القيود على السفر، كما حدث مع إسبانيا التي خرجت دول مثل فرنسا وبريطانيا بتحذيرات من السفر إليها.

ومن بين المؤشرات السلبية أيضا استبعاد تعافي الاقتصاد البريطاني من أزمة كورونا قبل عام 2024، وزيادة معدل البطالة في بريطانيا من 3.9% إلى 9%، وانكماش الناتج المحلي الإجمالي بنحو 11.5% في العام الجاري، مقابل توقعات بتراجع بنسبة 8%.

الخلاصة أن كورونا وضعت كل دول العالم في حيرة وقلق شديدين، وهذه الحالة ستستمر إلى حين العثور على لقاح لكورونا. وفي حال استمرار تلك الحالة، فإن العالم قد يكون على موعد مع تغيّرات جذرية مرتقبة قد تكون من بينها إطاحة جو بايدن بدونالد ترامب في شهر نوفمبر القادم.

* مصطفي عبد السلام كاتب ومحرر صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية