المتطوّعون العراقيّون ليسوا مؤهلين لقتال داعش

الاثنين 4 أغسطس 2014 09:08 ص

وسيم باسم - المونيتور

تتواصل عمليّات الحشد الشعبيّ استجابة لفتوى «الجهاد الكفائيّ» التي صدرت بعد ثلاثة أيّام من احتلال تنظيم «الدولة الإسلاميّة» لمدينة الموصل (465 كلم شمال بغداد) في العاشر من يونيو/حزيران الماضي.  

ومن بين نحو مائتي متطوّع، يتدرّب «سعد حميد» (20 عاماً) في الكفل جنوب بابل (100 كم جنوب بغداد) في دورة تدريبيّة تستغرق شهراً، يتعلّم خلالها استخدام السلاح وأساليب القتال، ليلتحق بعدها مع رفاقه بجبهات القتال.

وإذ تحدّث حميد لـ«المونيتور» في 24 تمّوز/يوليو في بابل، بحماس عالٍ عن استعداده لقتال «الدولة الإسلاميّة» والدفاع عن الوطن، استجابة لدعوة المرجعيّة الدينيّة للجهاد الكفائيّ، فإنّ الواقع يشير إلى أسباب أخرى دفعته إلى سرعة الانخراط في صفوف المتطوّعين، ومنها البطالة والحاجة الماديّة.

يقول «حميد»: «أنا مطمئنّ نفسيّاً لحصولي على دخل شهريّ ثابت لإعالة أسرتي المؤلّفة من أمّي وأخواتي الثلاثة».

وتشير الجولة الاستقصائية الميدانيّة لكاتب المقال بين صفوف المتطوّعين إلى أنّ «غالبيّة المتطوّعين هم مثل سعيد أي من الطبقة المسحوقة التي تسعى إلى الحصول على مصدر رزق بأيّ ثمن».

ويعوّل كلّ متطوّع على الحصول على ما يعادل 400 دولار شهريّاً كراتب، يرتفع إلى نحو 600 دولار اذا ما التحق بجبهات القتال.

وفي معسكر تدريبيّ شمال الحلّة في مركز محافظة بابل، وهو عبارة عن قاعدة أميركيّة سابقة تسمّى «كالسو»، تدرّب «علي حسن الجبوري» (19 عاماً ) لمدّة شهر ونصف، ليلتحق في منتصف يوليو/تموز بالسرايا المقاتلة في منطقة جرف الصخر شمال بابل، وهي من المناطق المضطربة التي تشهد معارك كرّ وفرّ بين الجيش والقوّات الأمنيّة والمتطوّعين من جهّة، والجماعات المسلّحة من جهّة أخرى.

 وعلى الرغم من الحماس الكبير في نفس الجبوري للقتال، وشعوره بأنّ قتال «الدولة الإسلاميّة» واجب وطنيّ، إلاّ أنّه أكّد لـ«المونيتور» في 24 يوليو/تموز في بابل، أنّ «غالبيّة المتطوّعين لم يتلقّوا التدريب الكافي وتنقصهم الخبرة القتاليّة، إضافة إلى أنّ غالبيّتهم من صغار السنّ ومن الطبقات الفقيرة، وهم يجدون في التطوّع فرصة لتوفير دخل ماديّ لهم».

وأكّد الضابط في الجيش العراقيّ «سعد حسّون» لـ«المونيتور» في 23 يوليو/تموز في بابل حقيقة أنّ «غالبيّة المتطوّعين يحتاجون إلى تدريب نوعيّ وفترة زمنيّة كافية لإجادة استعمال السلاح وفنون القتال"، مؤكّداً أنّ "الحماس الوطنيّ سيكون تهوّراَ ويزيد من الخسائر البشريّة، اذا لم يقترن بالتدريب الكافيّ».

كما أنّ الجانب المفلت حسب «حسّون» هو أنّ «الآلاف من العراقيّين ممّن يمتلكون خبرات قتاليّة كبيرة جرّاء اشتراكهم في الحروب التي خاضها العراق منذ ثمانينيّات القرن الماضي والغزو العراقيّ للكويت، وعلى الرغم من أنّهم من الجيل القديم، إلاّ أنّه كان من الممكن الإستفادة منهم في مجال الخبرات والتدريب».

ولم تتوقّف عسكرة المجتمع العراقيّ منذ ثمانينيّات القرن الماضي، حين شكّل النظام العراقيّ السابق ميليشيات الجيش الشعبيّ القتاليّة لمساعدة الجيش العراقيّ في حربه مع إيران، حيث يتكرّر المشهد اليوم في ظروف وأغراض مختلفة.

لكنّ «حسّون» يعتقد أنّ «الجيش الشعبيّ في ذلك الوقت كان أكثر تنظيماً وقوّة من جيوش المتطوّعين الآن، وكان يعتمد على فئات عمريّة أكبر في معدّلاتها من المتطوّعين اليوم».

ويجسّد «قيس حمزة» (25 عاماً) من بابل، أحد النماذج القتاليّة التي خرّجتها مراكز التطوّع، وقد أرسل للقتال في منطقة التاجي في بغداد ليشارك في التصدّي لهجوم للجماعات المسلّحة، استشهد أثناءه ثلاثة من رفاقه المتطوّعين.

واعترف «حمزة» لـ«المونيتور» في 24 يوليو/تموز في بابل، وهو لا يملك مصدر رزق سوى ما يحصل عليه من انخراطه في صفوف المقاتلين أنّ «الكثيرين من الفتيان الشباب الذين نقلوا إلى جهّات القتال سقطوا قتلى بسبب الحماس غير المقرون بالخبرة والتدريب الجيّد».

كما أكّد ضابط عراقيّ مسؤول عن تدريب متطوّعين في مركز تدريب بابل، رفض الكشف عن إسمه لأسباب أمنيّة، لـ«المونيتور» في 24 يوليو/تموز في بابل أنّ «هناك حشد كميّ لا نوعيّ وأنّ العمليّة تحتاج الى انتقائيّة للحصول على مقاتل نوعيّ يستطيع دحر الإرهاب بأقلّ الخسائر في الأرواح والمعدّات».

  كلمات مفتاحية