قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن حالة "عدم الانسجام" بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وفريق كبار مسؤولي الأمن القومي بلغت مستويات غير مسبوقة، خلال الأسبوع الماضي، بسبب روسيا.

ودللت الصحيفة على ذلك بالتناقضات بين تصريحات "ترامب" ومسؤولي الأمن القومي بشأن مكافآت روسية لقتل جنود أمريكيين في أفغانستان، بالإضافة إلى ملف سحب جنود أمريكيين من ألمانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الحديث القاسي لمن هم في مراكز أدنى من "ترامب"، فإن الأخير متهم بأنه لطيف مع روسيا، خصوصا مع الرئيس "فلاديمير بوتين"، منذ بدء حملته الانتخابية الأولى.

وذكّرت أن "ترامب" قال عن نظيره الروسي، في تغريدة عام 2015، بأنه "زعيم مطلق، محترم للغاية في بلاده وخارجها".

وتنقل الصحيفة عن مسؤول سابق كبير في الإدارة قوله إن من يظنون أن هناك فكراً استراتيجياً وراء مديح "ترامب" لـ"بوتين"، يفوتون الفكرة، مضيفاً أنهم بذلك يفترضون أن "ترامب" سياسي تقليدي يهتم بالسياسة الأمريكية الخارجية، وأن لديه معرفة تاريخية وفهماً للعلاقات الأمريكية الروسية، وهو أمر غير صحيح.

وتنقل "واشنطن بوست" عن المسؤول الأسبق عن ملف روسيا في مجلس الأمن القومي في عهد "بوش"، "توماس جراهام"، اعتقاده بأن رفض "ترامب" لاتهامات دفع الاستخبارات العسكرية الروسية مكافآت لمقاتلين مرتبطين بـ"طالبان" لقتل قوات أمريكية، هو أدنى مثال على تردد الرئيس في مواجهة الزعيم الروسي.

ويقول المسؤول إن "ترامب" لا يودّ أن يتم التلاعب به من قبل الروس، لكنه يريد التصالح مع "بوتين"، مؤكداً أنه إذا لم تكن روسيا موجودة، وكان "بوتين" رئيساً قوياً لدولة ما، لأراد "ترامب" أن تتم مشاهدته معه.

ويرى المسؤول السابق أن "ترامب" يضعف السياسة الأمريكية، ليس بالضرورة لتمجيده "بوتين"، إنما لعدم وجود سياسة متماسكة.

وتشير الصحيفة إلى أن احترام "ترامب" المتملق للرئيس الروسي جعل حتى بعض مؤيدي الرئيس الأمريكي المحافظين غير مرتاحين، لكنّ هناك دعم واسع في صفوفهم، لإصرار الرئيس على أن التحقيقات في جهود الكرملين لحرف مسار العملية الانتخابية الأمريكية والتدخل المحتمل في حملة "ترامب"، كانت مدفوعة سياسياً من قبل إدارة الرئيس السابق "باراك أوباما"، من أجل انتخاب المرشحة الديمقراطية "هيلاري كلينتون"، وجوهرياً بالجهود لتقويض شرعية رئاسة "ترامب".