الأربعاء.. وضع حجر أساس معبد هندوسي محل مسجد بابري بالهند

الثلاثاء 4 أغسطس 2020 11:28 م

يضع رئيس وزراء الهند "ناريندرا مودي"، الأربعاء، حجر الأساس لمعبد هندوسي أقيم على أنقاض المسجد بابري، الذي شُيد في القرن الـ16 شمالي البلاد، وهدمه متشددون هندوس قبل 30 عاما.

ووفق وكالة "رويترز"، يحضر حفل تدشين المعبد مسلمان بارزان كانا شهدا اضطرابات مميتة بعد هدم المسجد عام 1992.

وقال "إقبال أنصاري"، أحد المسلمين ،"مهما يكن ما حدث فإنها أشياء تنتمي للماضي". وأضاف "تمت دعوتي للحفل وسأحضر".

من جانبه، قال "محمد شريف"، المسلم الثاني والحاصل على أحد أرفع الأوسمة المدنية الهندية لصلاته على قتلى الاضطرابات الذين لم يتم التوصل لأسرهم، إنه تلقى دعوة وإنه حريص على تلبيتها.

ويبُني المعبد الهندوسي الجديد بعد قرن من الخلاف بشأنه ووفق حكم قضائي صدر لصالح الهندوس إثر فوز حزب بهاراتيا جاناتا بالانتخابات الأخيرة.

وقضى الحكم أيضا بتخصيص قطعة أرض بديلة للمسلمين من أجل إعادة بناء المسجد التاريخي الذي هدمه المتشددون الهندوس.

وقالت الجهة المسؤولة عن بناء المعبد إن التحضيرات مستمرة لزيارة "مودي" للمعبد. 

ويقع مسجد بابري بمدينة أيوديا بولاية أوتار براديش شمالي الهند، على هضبة راماكو المقدسة لدى الهندوس.

وتشير مختلف المصادر إلى أن تاريخ المسجد يعود إلى القرن الـ16، وقد بناه الإمبراطور المغولي المسلم ظهير الدين محمد بابر.

ويزعم الكثير من الهندوس أن مسجد بابري بني على أنقاض معبد بمكان مولد رام أو راما الذي يعدونه إلها، ويزعمون أن الإمبراطور المغولي المسلم هدم معبدهم عام 1528 لبناء المسجد.

  • اعتداءات

وانطلاقا من تلك المزاعم، قام الهندوس باعتداءات متكررة على المسجد انتهت بهدمه بالكامل.

ففي يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 1949 هجمت مجموعة هندوسية على المسجد ووضعت فيه أصناما؛ ما اضطر الشرطة إلى وضعه تحت الحراسة وأغلقته لكونه محل نزاع.

ويوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1984، سمح رئيس الوزراء الأسبق "راجيف غاندي" للهندوس بوضع حجر أساس لمعبد هندوسي في ساحة مسجد بابري، وتبع ذلك حكم صادر من إحدى المحاكم سمح بفتح أبواب المسجد للهندوس، وإقامة شعائرهم التعبدية فيه.

تواصلت الاعتداءات عندما قام المتعصبون الهندوس بهدم مسجد بابري يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 1992؛ ما أدى لتأجيج التوتر بين الهندوس والأقلية الهندية المسلمة، وأعمال شغب واسعة النطاق، خلّفت أكثر من ألفي قتيل معظمهم من المسسلمين.

وكان هدم المسجد بمثابة "يوم أسود" للمسلمين، واعتبرت هذه المواجهات الطائفية الأعنف في الهند منذ استقلالها عام 1947.

  • التقسيم

وبعد عملية الهدم، بدأ الصراع بين المسلمين والهندوس على أرض المسجد التي تمتد على مساحة 25 هكتارا، وأصدرت محكمة هندية عام 2010 قرارا يقضي بتقسيم موقعه إلى 3 أقسام؛ ثلث للمسلمين، والثلثان للجماعات الهندوسية المختلفة، وهو الحكم الذي طعنت فيه جماعات إسلامية.

وظل المسلمون منذ ذلك الحين يطالبون بإعادة بناء المسجد، بينما واصل الهندوس المطالبة ببناء معبد في الموقع، وذلك في إطار حملة تشنها جماعات هندوسية ذات صلة بحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم.

وعلى إثر ذلك، تأسست لجنة للتحقيق في الموضوع حملت اسم ليبرهان، وعقدت أكثر من 4 آلاف جلسة للنظر في القضية.

ويؤكد حزب بهاراتيا جاناتا التزامه ببناء معبد مكان المسجد، وكان رئيس الوزراء السابق "أتال بيهاري فاجبايي" عبر في ديسمبر/كانون الأول 2000 عن تأييده لمطالب المتطرفين الهندوس ببناء معبد لهم فوق أنقاض المسجد الذي هدموه؛ ما أثار موجة تنديد بتصريحه.

واستغل الحزب هذا الموضوع لاستقطاب أصوات الهندوس لصالحه في الاستحقاقات الانتخابية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2010، اتهم تقرير حكومي تم تسريبه للبرلمان زعماء من المعارضة الهندوسية بلعب دور في تدمير مسجد بابري، وجاء فيه أن زعماء بهاراتيا جاناتا لعبوا دورا في التخطيط لتدمير المسجد، ومن بين الأسماء الواردة في التقرير "فاجبايي".

ودخلت القضية مرحلة جديدة يوم 30 مايو/أيار 2017 حيث وجهت محكمة رسميا اتهاما للمؤسس المشارك للحزب الحاكم "إل كيه أدفاني" وقادة آخرين بينهم وزيرة بالتآمر الجنائي في هدم المسجد.

وقدمت المحكمة بمدينة لكناو (Lucknow) الاتهامات ضد "أدفاني" -وهو نائب رئيس وزراء سابق إلى جانب 11 قائدا آخر، منهم "مورلي مانوهار جوشي" و"أوما بهارتي" و"كاليان سينغط من "الحزب القومي الهندوسي".

  • القرار النهائي

في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قضت المحكمة العليا الهندية بتسليم الأرض التاريخية لمسجد بابري للهندوس لتشييد معبد عليه، مقابل منح المسلمين أرضا بديلة بمساحة هكتارين، لبناء مسجد عليها، في منطقة أيوديا، بولاية أوتار براديش.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مسجد بابري رئيس الوزراء الهندي

القضاء الهندي يبرئ زعماء بالحزب الحاكم في قضية هدم مسجد بابري

شركة هندية تسحب إعلانا تجاريا يروج للزواج بين المسلمين والهندوس