استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

نيران في بيروت!

الخميس 6 أغسطس 2020 12:07 م

نيران في بيروت!

الفساد وتدهور الوضع الاقتصادي أدى بالناس إلى اليأس حدّ الانتحار لشعورهم بالعوز.  

يظلّ التربص «الإسرائيلي» بلبنان مستمراً أكانت أراضيه أم جزء منها محتلة أو حتى بعد ذلك.

انفجار المرفأ شهادة ساطعة الدلالة على تغوّل الفساد والإهمال ونتائج كارثية لغياب الدولة وتقاعسها عن أداء دورها.

ليس ماءً ذاك الذي فاض في لبنان بل نيران أتت على كل شيء طالته بما في ذلك أجساد البشر وعجزت مياه لبنان عن إطفائها. فما عسى ساسة لبنان فاعلين؟!

تدخلات خارجية مختلفة في شؤون لبنان الداخلية أدخلته دوامة صراعات وأزمات موظفةً تركيبته الاجتماعية والطائفية المعقدة في صراعات لا شأن للبنانيين بها.

*     *     *

في قلب كل منا، حتى لو لم نكن لبنانيين، حب للبنان، وفي الذاكرة يظل حاضراً هذا البلد الجميل، وشعبه الراقي، الذي تتقاذفه الكوارث والمحن منذ عقود.

فقد أوقعته التدخلات الخارجية المختلفة في شؤونه الداخلية، في دوامة من الصراعات والأزمات، موظفة تركيبته الاجتماعية والطائفية المعقدة في صراعات لا شأن للبنانيين أنفسهم بالكثير منها!

في حين يظلّ التربص «الإسرائيلي» به مستمراً، أكانت أراضيه، أم جزء منها محتلة، أو حتى بعد ذلك.

كان لدى لبنان من الكوارث والأزمات ما يفيض. ورغم جائحة «كورونا» ما انفك اللبنانيون يخرجون إلى الشوارع محتجين على سوء الأداء الحكومي، وفساد النخب الطائفية المتحكمة في مفاصل ما تبقى من الدولة اللبنانية.

والتي همش دورها لمصلحة تغليب أدوار الزعامات المحلية على تنوع أهوائها، وأجنداتها، السياسية، والمذهبية، والطائفية، وارتهاناتها للخارج، فلم تعد الدولة قادرة حتى على تأمين ساعات محدودة يومياً من التيار الكهربائي في عزّ القيظ.

كانت شوارع بيروت وساحاتها قبل أشهر قليلة تعج بالمتظاهرين المحتجين، من النساء، والرجال، على الفساد، وتدهور الوضع الاقتصادي الذي أدى بالناس إلى اليأس حدّ الانتحار لشعورهم بالعوز!

في بلد كان مشهوداً له بامتلاك مقومات الأداء الاقتصادي الناجح، وبوجود طبقة وسطى واسعة متعلمة وديناميكية، وبمجتمع مدني حديث ومتطور، وحركة نقابية قوية، جعلت من لبنان بلداً مميزاً في المنطقة، ثقافياً واجتماعياً.

لقد تبدد الكثير من ذلك، ويأتي الانفجار المروع في مرفأ بيروت، بخسائره الفاجعة غير المسبوقة التي لم يتكشف حجمها الحقيقي بعد، وما سيترتب عليها من تداعيات طويلة الأمد، ليبلغ بمعاناة لبنان، واللبنانيين حدوداً قصوى غير مسبوقة.

وليقدّم شهادة ساطعة الدلالة على مدى تغوّل الفساد، والإهمال، والنتائج الكارثية لغياب الدولة، وتقاعسها عن أداء دورها.

الحديث يدور عن مستودع لآلاف الأطنان من المواد المتفجرة المصادرة، على ما قيل، ومضى على تخزينها ستة أعوام، تعاقبت خلالها على لبنان أكثر من حكومة، ورئيسان للجمهورية!

ولم يجر التفكير في التخلص منها، بل أبقيت مخزنة بصورة سيئة مع معرفة المختصين بالأضرار المهولة التي ستنجم عن تفجرها لأي سبب، وهو ما حدث فعلاً.

لقد بلغ السيل الزبى، كما قالت العرب قديماً، و«الزُبى»، حسب «لسان العرب»، هي جمع زبية، أي الرابية التي لا يعلوها الماء.

ليس ماءً هو الذي فاض في لبنان فعَلا الروابي، إنها النيران التي أتت على كل شيء طالته، بما في ذلك أجساد البشر، وما زالت مياه لبنان عاجزة عن إطفائها، فما عسى ساسة لبنان فاعلين؟

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية