الجزائر تدعو لمواجهة مع فرنسا حول ذاكرة الاستعمار

الأحد 9 أغسطس 2020 03:22 م

دعت الجزائر، إلى "مواجهة ومناقشة" جادة مع فرنسا، حول الملف الساخن لذاكرة الاستعمار الفرنسي للجزائر.

وقال "عبدالمجيد شيخي"، الخبير الجزائري المسؤول عن العمل بالتوازي مع المؤرخ الفرنسي "بنجامان ستورا"، حول الملف الساخن لذاكرة الاستعمار الفرنسي للجزائر،  إن الأمر لا يتعلق بكتابة تاريخ، وإنما "بدء حوار حول مشاكل الذاكرة (..) الذاكرة شيء أكبر بكثير".

وأضاف في حوار مع "فرانس برس": "المسألة تتعلق بمعرفة كيفية جعل البلدين يديران ذاكرتيهما.. فإذا كان لدى زميلي أو شريكي أو نظيري بنجامان ستورا رؤية هي الرؤية الفرنسية فيما يتعلق بمشاكل الذاكرة، فلدينا نحن أيضا رؤيتنا.. لذلك فإن الأمر يتعلق بالمواجهة والمناقشة".

ونفى "شيخي"، الذي تم تعيينه في أبريل/نيسان مستشاراً لرئاسة الجمهورية مسؤولاً عن الأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية، أن تسمم هذه المناقشات حول الذاكرة العلاقات الفرنسية الجزائرية، بدلاً من تهدئتها.

وقال: "لدى الجزائر التزامات مرتبطة بموقعها الجيوسياسي، بأن تكون لها علاقات هادئة مع كامل محيطها الجغرافي، وأولها البحر الأبيض المتوسط".

وتابع: "إذا تمكنا من التفكير في كيفية التنسيق بيننا بشأن مشاكل الذاكرة، حتى لا تعرقل تأسيس علاقات طبيعية بين دولتين مستقلتين، أعتقد أننا سنكون قد قدمنا خدمة كبيرة لبلدينا".

وزاد "شيخي": "هذه هي رؤيتنا في الجزائر. نريد علاقات هادئة مع جيراننا، حتى لو كان هناك بحر يفصلنا عن الضفة الأخرى، خاصة أن البلدين قد عاشا معا لفترة طويلة(..) نتشاحن أحيانا، ونتحارب أحيانا أخرى".

وجاءت فكرة تعيين خبيرين في التاريخ للعمل على ملف الذاكرة بمبادرة من الرئيسين الفرنسي والجزائري "إيمانويل ماكرون" و"عبدالمجيد تبون"، تجسيدا "لإرادة المصالحة بين الشعبين الفرنسي والجزائري" حسب الإليزيه.

وردا على سؤال حول ماذا ينتظرون من فرنسا، قال "شيخي": "تعرضنا لاستعمار جدّ فظيع ومدمّر لمدة 132 عاماً (1830-1962).. تم تفكيك المجتمع الجزائري ونحن نحاول أن نعيد جبره".

وأضاف: "نحن نفعل ذلك.. ويجب القيام بالعمل نفسه على الجانب الآخر، ويمكننا مواجهة أفكارنا وربما الخروج برؤية ليست متناقضة للغاية، ولا رؤية أحادية الجانب، لأن مساري التطور في البلدين كانا مختلفين".

وختم حديثه بالقول: "لذا نريد علاقات هادئة في إطار الاحترام المتبادل، وكذلك في استغلال مسائل الذاكرة حسب ظروف كل دولة".

و"شيخي"، هو المدير العام لمؤسسة الأرشيف الجزائري، وسبق له أن شارك في حرب الاستقلال (1954-1962).

وفي مطلع يوليو/تموز الماضي، أعلن "تبّون" أنّه ينتظر من فرنسا اعتذاراً عن ماضيها الاستعماري لبلاده، معتبراً أنّ هذا الأمر "سيُتيح تهدئة المناخ وجعله أكثر صفاء من أجل علاقات اقتصاديّة، من أجل علاقات ثقافيّة، من أجل علاقات حسن جوار".

وأتى تصريح الرئيس الجزائري يومها، غداة استقبال بلاده رفات 24 مقاتلاً، قُتلوا في السنوات الأولى للاستعمار الفرنسي، واستعادتهم الجزائر من فرنسا، في بادرة تهدئة للعلاقات الثنائيّة المتقلّبة.

واعتُبرت تلك الخطوة مؤشّراً على تحسّن في العلاقات بين الجزائر ومستعمِرتها السابقة، وهي علاقات اتّسمت منذ استقلال البلاد عام 1962 بالتوتّرات المتكرّرة والأزمات.

ويغذّي هذه العلاقة المتقلّبة انطباعٌ في الجزائر بأنّ فرنسا لا تقوم بما فيه الكفاية لتسوية ماضيها الاستعماري (1830-1962).

ولا تزال قضية الذاكرة في صميم العلاقات المتقلّبة بين الجزائر وفرنسا. وقد تبنّى النواب الجزائريون أخيراً قانوناً "تاريخياً"، تمّ بمقتضاه اعتماد 8 مايو/أيار "يوماً للذاكرة"، تخليداً لذكرى مجازر 1945 التي ارتكبتها القوات الفرنسية في مدينتي سطيف وقسنطينة (شرق).

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاستعمار الفرنسي الثورة الجزائرية

صورة مناضل أعدمه الاستعمار الفرنسي على عملة نقدية بالجزائر

تجديد حظر أرشيف الحرب الجزائرية.. لماذا تخشاه فرنسا؟

ماكرون: مجزرة باريس بحق الجزائريين عام 1961 غير مبررة