أسوشيتد برس: الملك عبدالله أدان العنف لكنه لم يدن إسرائيل

الاثنين 4 أغسطس 2014 12:08 م

الخليج الجديد

نشرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية تقريرا تناولت فيه رسالة الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» العاهل السعودي يوم الجمعة الماضي، بصورة تحليلية، وهي الرسالة التي تضمنت كلمة الملك السعودي عن الوضع العربي والإقليمي والموقف تجاه الحرب في غزة أولا، ومختلف التطورات في المنطقة تباعا.

وأرسل خلالها العاهل السعودي العديد من الرسائل غير المباشرة والتي برهنت تمسك المملكة العربية السعودية بدورها «القيادي» في المشهد العربي، وفي «محاربة الإرهاب» المزعوم. إن لم يكن بالفعل على أرض الواقع فليكن بضمان ذلك شفهيا.

ويلفت التقرير إلى إدانة العاهل السعودي للحرب في غزة، ووصفها بأنها «مجزرة جماعية» وجريمة ضد الإنسانية، ولكن لم يصل استنكاره إلى حدّ «الإدانة المباشرة للحملة الشرسة لإسرائيل ضد حماس».

وبحسب الوكالة، فلم يدن العاهل السعودي إسرائيل بشكل كامل عن حربها المستمرة حتى الآن، والتي يقول مسؤولون إنها قد أودت بحياة ما لا يقلّ عن 1900 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وذلك منذ يوم 8 يوليو/تمّوز الماضي. بينما قالت إسرائيل إن 63 من جنودها قد قتلوا بالإضافة إلى ثلاثة مدنيين في إسرائيل.

إلا أن موقف العاهل السعودي بدلا من الإدانة، بدا وكأنه يشير إلى أن كلًّا من إسرائيل وحماس مسؤولتان، قائلا إن العنف في غزة قد أدى إلى صور مختلفة من «الإرهاب» سواء من «الجماعات أو المنظمات أو الدول». مضيفًا أن «كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يراقب الوضع بصمت غير مبرّر».

كما يثير التقرير استفهاما حول عدم مناشدة الملك باتخاذ أية إجراءات محددة ضد إسرائيل في سياق كلمته. لافتا أن خطاب العاهل السعودي الأخير يشير بصورة واضحة إلى التحول الأخير في السياسة الإقليمية، والذي أصبحت القيادة في مصر وغيرها من الدول تعارض فيه الأحزاب الإسلامية وتضيق الخناق على جماعات مثل الإخوان المسلمين، التي نشأت منها حركة حماس. كما ضغط الملك على القادة المسلمين خلال كلمته للتوحد ضد «التطرف»، قائلًا أن «الإرهابيين يقومون بأعمال غير مشروعة وقتل باسم الإسلام وتشويه للدين».

كما سلط التقرير الضوء على ميوعة لغة خطاب ملك السعودية، خصوصا تجاه إسرائيل، وذلك منذ اندلاع الاضطرابات الأخيرة التي اجتاحت مصر مسفرة عن الإطاحة بالرئيس المحسوب على التيار الإسلامي «محمد مرسي»، واعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، في مصر والمملكة العربية السعودية.

 حيث باتت العديد من البلدان في المنطقة، ترى الإخوان والحركات الإسلامية التابعة لها مثل حماس، تهديدًا مباشرًا لحكمهم. فيما عكفت مصر على إلقاء اللوم على حركة حماس لدعمها الإخوان واتهمتها بـ«محاولة زعزعة استقرار البلاد».

كما تطرقت وكالة «أسوشيتد برس» في تقريرها إلى مبادرة وقف إطلاق النار الأخيرة التي اقترحتها مصر والتي لقيت قبولًا من جهة إسرائيل وحدها، ودعمتها السعودية ودول أخرى، فيما لاقت رفضا صريحا من جانب حماس. وسط محاولات وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» إلى وضع قطر وتركيا في الصورة، إلا أن ذلك لم يحقق أهداف تُذكر، أمام وقوف معظم دول الشرق الأوسط وإسرائيل بقوة وراء المبادرة المصرية المرفوضة قطعيا من جانب المقاومة الفلسطينية.

واختتمت الوكالة تقريرها بالتأكيد على إنحياز الملك عبد الله في محادثات وقف إطلاق النار، إلى جانب مصر الحالي، ودول الخليج الأخرى المعارضة لحكم حماس في غزة. ولصعود التيار الإسلامي بصورة أو بأخرى في المشهد السياسي ككل.

  كلمات مفتاحية

كتاب جوزيف كشيشيان: إصلاحات الملك عبدالله والتعاون بين واشنطن والرياض