استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العالم المنكمش والتغيرات المرتقبة

الخميس 13 أغسطس 2020 10:46 ص

العالم المنكمش والتغيرات المرتقبة

يشق العالم طريقه سريعا نحو أزمتي كساد وركود ويغرق في وحل انكماش يؤدي لتراجع شديد لأوجه النشاط الاقتصادي.

الانكماش هو السمة الأبرز لاقتصادات كبرى تعاني مشكلات مالية ضخمة وخسائر حادة ونزيف متواصل بسبب أزمة كورونا.

يشهد العالم ركودا اقتصاديا جماعيا وصفه صندوق النقد الدولي بالأسوأ لاقتصاد العالم منذ 1929 الذي شهد الكساد العظيم.

تطورات سريعة تغير خريطة العالم الاقتصادية والسياسية وقد يتفاقم التوتر بين أكبر اقتصادين الأميركي والصيني وتسقط حكومات وإفلاس دول واندلاع ثورات.

يقل الطلب على السلع والخدمات وتتراجع القدرة الشرائية وتشح السيولة النقدية بالأسواق لعجز المصارف المركزية عن ضخ المزيد منها وزيادة الدين العام.

*     *     *

بات العالم على مقربة أكثر من أي وقت مضى من أزمة تشل الاقتصاديات والأسواق الكبرى، وبات كذلك على بعد خطوات قليلة من أزمة تكاد تعصف بأبرز اقتصادات العالم، وفي مقدمتها الأميركي والبريطاني والياباني والفرنسي والإيطالي والأرجنتيني والإسباني وغيرها.

وبات الانكماش هو السمة الأبرز لتلك الاقتصادات التي تعاني من مشاكل مالية ضخمة، وخسائر حادة، ونزيف متواصل بسبب أزمة كورونا.

وبدلاً من أن يشق العالم طريقه نحو التعافي وتحسن معدل النمو الاقتصادي وفرص العمل والإنتاج وزيادة الصادرات الخارجية بعد فترة كورونا العصيبة وقرارات الإغلاق الجماعية للأسواق والحدود، بات يشق طريقه سريعا نحو الوقوع في أزمتي الكساد والركود، والغرق في وحل الانكماش الذي يؤدي إلى حدوث تراجع شديد لأوجه النشاط الاقتصادي.

وتصاحبه مظاهر خطيرة، منها قلة الطلب على السلع والخدمات، وتراجع القدرة الشرائية للمستهلك، وتدني السيولة النقدية المتاحة للأسواق بسبب عجز المصارف المركزية للدول عن ضخ المزيد من الأموال، وزيادة الدين العام.

المؤشرات الأخيرة الصادرة عن الدول الكبرى تؤكد ذلك، فأمس دخلت بريطانيا رسمياً في حالة من الركود بعدما شهد سادس أكبر اقتصاد في العالم انكماشاً تاريخياً بنسبة تتجاوز 20% خلال الربع الثاني من 2020، وهذا المعدل هو الأسوأ في تاريخ المملكة المتحدة.

وقبلها بيوم واحد، كشفت الأرقام عن تراجع معدل التوظيف في بريطانيا خلال الربع الثاني المنتهي في شهر يونيو/ حزيران 2020، لأدنى مستوى منذ عقد، بسبب زيادة البطالة وتراجع الطلب على التشغيل الناجم عن التبعات الخطيرة لتفشي كورونا.

وهذا أمر خطر للاقتصاد، وخاصة أن التراجع هو الأدنى مستوى منذ 11 عاماً، وأن فرص العمل من المؤشرات المهمة لنمو أي اقتصاد.

الوضع كان أسوأ في الولايات المتحدة، حيث دخل الاقتصاد الأميركي، الأكبر في العالم، لمرحلة الركود رسميا، بعدما تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 32.9% خلال الربع الثاني من 2020.

والملفت أن هذا الاقتصاد الضخم لم يسجل انخفاضا بهذه النسبة الكبيرة حتى خلال فترة الكساد الكبير (1929-1939)، وخاصة أنه يعد أكبر انخفاض على الإطلاق في تاريخ البلاد.

وصاحب حالة الانكماش الحادة زيادة حالات الإفلاس في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها في 10 سنوات خلال العام الجاري، مع معاناة الشركات من تداعيات فيروس كورونا.

تكرر المشهد في فرنسا، حيث انكمش اقتصادها بمعدلات قياسية لم يشهدها منذ الحرب العالمية الثانية وبنسبة بلغت 13.8% في الربع الثاني من العام الجاري، حيث انهار الاستهلاك والاستثمار والتجارة في ظل إجراءات العزل العام الهادفة لاحتواء الجائحة.

ودخل الاقتصاد الإسباني في حالة ركود في الفصل الثاني من 2020 مع تراجع إجمالي الناتج الداخلي للبلاد بنسبة 18.5%، وبذلك يكون رابع اقتصاد في منطقة اليورو قد سجل تراجعاً لفصلين متتاليين في إجمالي الناتج الداخلي الذي تدهور بنسبة 5.2% في الربع الأول من العام الحالي.

وتكرر الأمر في إيطاليا، حيث أكدت بيانات رسمية تراجع الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 12.4% مقارنة بالربع الأول من العام، بالتزامن مع إجراءات الإغلاق الرامية لاحتواء جائحة كورونا.

وامتدت حالة الانكماش تلك إلى اقتصاديات كبرى أخرى منها الألماني حيث سجل إجمالي الناتج المحلي تراجعا قياسيا وصل لسالب 10.1 في المائة، خلال الربع الثاني من العام الجاري 2020.

وذلك بسبب توقف المصانع عن الإنتاج، وسفن الشحن عن تحميل البضائع، وتجميد أنشطة المعارض التجارية واغلاق المطاعم والمحال أبوابها. ولم يحدث قط في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية أن انهار اقتصاد البلاد بهذا القدر.

العالم يشهد مرحلة ركود اقتصادي جماعية دفعت صندوق النقد الدولي إلى وصفها بأنها الأسوأ لاقتصاد العالم منذ عام 1929، الذي شهد الكساد الكبير.

تطورات سريعة ستغير، ليس فقط الخريطة الاقتصادية العالمية، بل الخريطة السياسية أيضا، وربما يظهر ذلك في نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وعودة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم، الأميركي والصيني، وسقوط حكومات، وإفلاس دول واندلاع ثورات شعوب.

* مصطفى عبد السلام كاتب ومحرر صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية