استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«كورونا» بوصفها أمرا عاديا!

السبت 15 أغسطس 2020 03:25 م

«كورونا» بوصفها أمرا عاديا

شعوب خبرت حروبا وأزمات ممتدة مرّت بتجارب مشابهة حين تندلع الحرب فيفزع الناس ويتمنون أن تكون أمرا طارئا يزول قريبا لكن سيدركون أن المسألة أكبر منهم فلا يجدون بدا من التعايش معها.

*     *     *

هل تحوّلت جائحة «كورونا» إلى أمرٍ عادي، ألفناه وصرنا نتعايش معه، مثل ضيف ثقيل، لا قبل لنا بطرده، وتبدد الكثير من مصادر الفزع والرهبة والدهشة التي أثارتها في النفوس في أسابيعها وشهورها الأولى، وبات الناس، في الكوكب كله، مُسلّمين بضرورة استئناف أقصى ما يمكن من الحياة العادية، متجاورين مع «كورونا».

تماماً كما يفعل سكان بلد وجد نفسه محتلاً من غزاة لا يطيقونهم، ويرغبون في الخلاص منهم، لكنهم مضطرون لمواصلة العيش، رغم وجود المحتلين، منتظرين اللحظة التي يصبح فيها بوسعهم إجبارهم على الرحيل؟

فاجأنا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يتجول في شارع مكتظ بالمحتجين ببيروت، خالعاً الكمامة من على وجهه، ومثله الكثيرون ممن كانوا حوله، وتساءلنا في حينه:

ألن تنتقده وسائل الإعلام في بلاده على هذا التصرف وترى فيه قدراً من الاستهتار غير الجائز من رئيس البلاد، الذي يفترض فيه أن يكون القدوة في الالتزام بشروط الوقاية، وبينها ارتداء الكمامة والحرص على التباعد الاجتماعي؟

وإذا صحّ على المحتجين في شوارع بيروت وبغداد، وربما في أماكن أخرى، الذين ملأوا الشوارع، والكثيرون منهم بلا كمامات، القول بأنهم فضلوا الموت بكرامة بسبب «كورونا»، على الموت من الجوع..

فما عسانا نقول عن الآلاف المؤلفة من البشر على الشواطئ وفي المحال التجارية المكتظة وفي المواصلات العامة غير آبهين لا بالتباعد ولا بارتداء الكمامات؟

لم تكف الجهات الصحية والإدارية عن التحذير من جدية خطر الجائحة والتذكير بأنها ليست مزحة، وأن القادم قد يكون أسوأ من الماضي إن لم يجر التقيد بإجراءات الوقاية، لكن كل هذا لا يبدو كافياً لحمل الناس على الكف عن التصرف مع «كورونا» بصفتها «أمراً عادياً»، متحدين ما باتوا يعتبرونه «فوبيا» يجب قهرها.

الشعوب التي خبرت الحروب والأزمات الممتدة مرّت بتجارب مشابهة، حين تندلع الحرب تصيب الناس بفزع شديد، ويتمنون أن تكون أمراً طارئاً سيزول قريباً، لكنهم سرعان ما يدركون أن المسألة أكبر منهم، فلا يجدون بداً من التعايش معها.

الرئيس الروسي بوتين يعلن عن تسجيل أول لقاح ضد الفيروس، لكن يعزّ على الغرب التسليم بذلك، فأحاط الأمر بحملة تشكيك واسعة. حسناً فلننظر ونرَ، إن غداً لناظره قريب.

وفيما تبدو المختبرات في دول أخرى منهمكة في تحضير لقاحات ضد الفيروس، يتصرف الناس مع «كورونا» بصفتها زائراً منبوذاً، لكن إقامته ستطول، ولم تعد تقاس بأسابيع أو شهور، وإنما بما هو أطول من ذلك.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية