أبت النذالة أن تفارق أهلها!
ليست النذالة طبع نتنياهو فقط، فهي طبع معظم قادة الكيان الصهيوني لكن نتنياهو بَزَّهم جميعًا.
نتنياهو يترفع أن يقدم ولو لفتة "كريمة" لبلاد أعطته اتفاقًا لم يحلم به آباء الحركة الصهيونية: اعتراف بكيانه الغاصب دون ثمن!
نتنياهو لم يتورع عن سكب ماء بارد على وجه كل من روج أن اتفاق الإمارات أوقف "الضم" وكان بإمكانه الصمت "تكرمًا" لكن أبت النذالة أن تفارق أهلها!!
* * *
يحكى أن نشالًا زامل نذلًا في السجن، فقال النشال: أريد أن تعلمني النذالة. رد عليه: بشرط أن تعملني النشل.
ولما خرجا من السجن تواعدا عند المحطة، وصعد الاثنان قطارًا مزدحمًا بالركاب، قال النذل للنشال: هيا، أرني خفة يدك وكيف تنشل الناس.
فقال له النشال: راقبني جيدًا. وبخفة يد كأنها السحر مد يده، ونشل محفظة أحد الركاب دون أن ينتبه إليه أحد. وقال للنذل: أرأيت، هيا علمني النذالة.
فمسك النذل بالنشال، وصاح بأعلى صوته: أمسكوه! أمسكوه! لقد نشل محفظة هذا الراكب.
تتجلى النذالة في سلوكيات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، فهو لا يمكن أن يترك فرصة لتقديم نفسه زعيمًا صهيونيًّا لم يمر مثله على الكيان، إلا واهتبلها حتى لو كان ذلك على حساب أي شخص أوجهة مهما كان أو كانت، ومهما كانت الخدمة الجليلة التي يقدمونها له.
فلم يكد الإماراتيون يروجون لاتفاقهم التطبيعي مع الكيان الصهيوني بأنه استطاع إيقاف عملية الضم، إلا وخرج نتنياهو بنفسه ليقول إن الاتفاق مع دولة الإمارات قائم على السلام من منطلق القوة.
وتابع: "الاتفاق ينص على بسط سيادتنا على مساحة واسعة من يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، ولم يطرأ أي تغيير على الخطة (الضم)".
نتنياهو يترفع أن يقدم ولو لفتة "كريمة" للبلد الذي أعطته اتفاقًا لم يحلم به آباء الحركة الصهيونية؛ أعطوه اعترافًا بكيانه الغاصب دون أي ثمن!
حتى لو كان نتنياهو كاذبًا، إلا أنه لم يتورع عن سكب ماء بارد على وجه كل من روج أن اتفاق الإمارات أوقف "الضم"، وكان بإمكانه الصمت "تكرمًا"، وكان بإمكانه رد التحية بأحسن منها أو مثلها، ولكن أبت النذالة أن تفارق أهلها!!
ليست النذالة طبع نتنياهو فقط، فهي طبع معظم قادة الكيان الصهيوني، لكن نتنياهو بَزَّهم جميعًا.
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
