الصين تبرر تعذيبها لعارض أزياء من أقلية الإيجور المسلمة

الأربعاء 19 أغسطس 2020 05:35 م

قال مسؤولون صينيون إن عارض أزياء من أقلية الإيجور المسلمة، الذي صور نفسه وهو مقيد اليدين إلى سرير في مركز للوقاية من الأوبئة في شينجيانغ، اعتقل بشكل قانوني.

وأرسل "ميردان غابار" فيديو صور فيه نفسه وسلسلة من الرسائل النصية إلى عائلته، في فبراير/شباط الماضي.

وتتضمن الرسائل سردا نادرا ومفصلا، من داخل منظومة الاحتجاز شديدة الحراسة والسرية في منطقة شينجيانج التي تقطنها أقلية الإيجور.

وفي روايته، وصف "غابار" 18 يوما قضاها مكبلا بالأغلال، مع أكثر من 50 آخرين في السجن، وقال إنه تم عزله بعد ذلك في مركز للوقاية من الأوبئة، حيث صور الفيديو.

ويقول الأقارب إن الشاب، البالغ من العمر 31 عاما، نُقل قسرا إلى منطقة شينجيانج أقصى غرب الصين، في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أن أنهى عقوبة بالسجن لمدة 16 شهرا بزعم ارتكابه جريمة مخدرات، في مدينة فوشان بجنوب الصين، حيث كان يعيش ويعمل.

وبعد مرور أكثر من أسبوعين على الواقعة، أرسلت السلطات الصينية، ردا إلى "بي بي سي".

وجاء في الرد أنه "وفقا للمادة 37 من قانون السجون لجمهورية الصين الشعبية، يتعين على الحكومة الشعبية مساعدة السجناء المفرج عنهم على إعادة توطينهم".

وأضاف أنه "أثناء النقل ارتكب ميردان غابار أفعال إيذاء بالنفس، وأفعالا مفرطة ضد الشرطة".

وتابع البيان: "اتخذوا الإجراءات القانونية لإيقافه، ورفعوا تلك الإجراءات فور استقرار حالته النفسية".

ويعد الفيديو، ومدته 4 دقائق و 38 ثانية، هو آخر مرة شاهدت فيها الأسرة ابنها المحتجز.

وقالت "لي مايا وانغ"، باحثة في الشأن الصيني في هيومن رايتس ووتش: "للشرطة الصينية تاريخ طويل، في إساءة استخدام الإجراءات القسرية كوسيلة للتعذيب".

وأضافت: "إنهم يضطهدون مسلمي شينجيانج".

وتابعات: "إلى جانب ذلك، لا أعتقد أن تفسير السلطات بشأن ميردان غابار مقنع. إذا لم يكن لدى الحكومة الصينية ما تخفيه، فعليها أن تمنح المراقبين المستقلين، بمن فيهم خبراء الأمم المتحدة، حق الوصول غير المقيد إلى شينجيانغ".

ومنذ عام 1949، تسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الإيجور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الإيجور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5% من السكان.

وإلى جانب أتراك الإيجور، تعيش في تركستان الشرقية أيضًا قوميات تركية مسلمة أخرى أبرزها التركمان، والقزق، والأوزبك، والتتار، فضلا عن قومية الطاجيك الناطقة بالفارسية.

ومنذ 2009، يشهد الإقليم، ذو الغالبية التركية المسلمة، أعمال عنف دامية، حيث قتل حوالي 200 شخص، حسب أرقام رسمية.

ومنذ ذلك التاريخ، نشرت بكين قوات من الجيش في الإقليم، خاصة بعد ارتفاع حدة التوتر بين قوميتي "الهان" الصينية و"الإيجور" التركية، لا سيما في مدن أورومتشي وكاشغر وختن وطورفان، التي يشكل الإيجور غالبية سكانها.

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

الأويغور

رايتس ووتش تجدد مطالبة قطر بعدم ترحيل أويغوري للصين